ومعروف أن البنكرياس هو جزء من الجهاز الهضمي، ويقع في القسم العلوي من البطن، قبالة العمود الفقري، ويفرز العصارات التي تساعد على هضم الطعام، ويفرز مادة الإنسولين أيضًا.
ويُعتبر سرطان البنكرياس أحد أشد الأورام خبثًا وفتكًا، فيما تفيد الأبحاث والمعطيات بأن ستة بالمئة فقط من المصابين بهذا المرض يبقون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من الشخيص.
ممرضة شابة...
ومن دواعي الذعر والقلق في الحالة المذكورة في هذا المستشفى، أن العاملين الستة قد أصيبوا بالمرض في فترة قصيرة لا تتعدى السنة والنصف السنة، ومنهم من هو مستمر في العمل، ومن هؤلاء جرّاحان وطبيب عيون وجرّاح تجميل وطبيب تخدير وممرضة شابة.
وفور ورود التقارير حول إصابة الستة بالمرض، توجه رئيس لجنة أطباء المستشفى في حينه- الدكتور زئيف فلدمان، إلى إدارة المستشفى طالبًا منها التحقيق فيما إذا كان ثمة قاسم مشترك بين الحالات الست، واستجابت الإدارة، ووضعتْ في صورة القضية البروفيسورة " سيغال سدتسكي" مديرة الوحدة الخاصة بوبأ السرطان في معهد " عرتنر"، وحتى الآن ما زالت الفحوصات البحثية جارية حول هذه الحالة.
" ربما كان في الأمر سوء حظ"!
ويُشار في هذا السياق إلى أن المعطيات والمعلومات المتعلقة بأسباب الإصابة بسرطان البنكرياس – شحيحة، ولذا فإن البحث والفحص والتحقيق في هذه الأسباب يُعتبر أمرًا بالغ التعقيد، حيث أن من الصعب جدًا إثبات وجود صلة بين تطور هذا النوع من السرطان، وبين عوامل بيئية من أي نوع، علمًا بأن هذا المرض يتطور ببطء، طوال سنوات، ومن الصعب الربط بينه وبين التعرّض لعوامل وظروف تُعتبر مسرطنة.
وفي حديثٍ صحفي، صرح مدير مستشفى " شيبا"، البروفيسور زئيف روتشتاين، أن الخبراء الفاحصين لم يجدوا " القواسم المشتركة" بين الحالات الست، لكن التحقيق والفحص ما زال مستمرًا " وبما أن قسمًا من المصابين هم ممن أنهوا عملهم في المستشفى، فمن المحتمل أن المسألة تنطوي على تراكم إحصائي، أو ربما على سوء حظ وطالع" – على حد تقييمه.
ارتفاع في نسب الإصابة
وجدير بالذكر أن نسب الإصابة بسرطان البنكرياس في إسرائيل، هي من بين الأعلى في العالمن فوفقًا للمعطيات التي نشرتها جمعية مكافحة السرطان قبل شهر، فإن هذا المرض يندرج في المرتبة الرابعة من حيث وتيرة الإصابة به لدى الرجال والنساء على السواء. وهو المسبب الرئيسي الثاني للموت لدى الرجال- والرابع لدى النساء.
وخلال الفترة الواقعة بين 1980 وحتى نهاية العام 1990 سجل انخفاض في عدد الإصابات بسرطان البنكرياس لدى الرجال اليهود. ومنذ ذلك الحين طرأ ارتفاع طفيف في الإصابات، لكن عددها استقر في السنوات الأخيرة. وفي أوساط النساء اليهوديات سجل استقرار في نِسب وأعداد الإصابات خلال سنوات الثمانين، وتراجعت قليلاً في التسعينات، ثم عادت للارتفاع في نهاية ذلك العقد- فيما حافظت النسب على الاستقرار في السنوات الأخيرة.
[email protected]
أضف تعليق