يقدم ريتشارد نيكول نفسه على أنه أفضل المصممين الوجوديين البريطانيين. إنه يصور الأشخاص الذين يشغلون منصات العرض كغرباء أو أبطال سلبيين، أو..في هذه الحالة، بطلات سلبيات. كل ما عليك هو أن تلقي نظرة على دليل الصور لمجموعته الجديدة لموسم الإجازات. على خلفية صلبة وحشية المعالم، تعبر العارضات المسار دون أن تحيي إحداهن الأخرى، في تجسيد واضح للغربة التي يعيشها سكان المدن. وفي إحدى العروض المسبقة تحدث نيكول عن “ملابس الشارع الممزوجة بأشكال مقبولة من الأناقة، ذوق سيء في أنسجة ذات نوعية فاخرة”. من الواضح أن لدى الرجل وجهة نظر مؤكدة للغاية.

ولحسن حظ نيكول فإن أقواله وأفعاله تخالف بعضها. فالملابس التي عرضها في مجموعة الإجازات ليست باردة على الإطلاق، ولكنها منعشة للغاية. كل ما وصفه بأنه ملتبس جاء أنيقا بكل كفاءة. البايثون، على سبيل المثال، كان في نظره يعبر عن الذوق السيء، لكنه بالتأكيد لم يكن كذلك في سترة الباركا القابلة للطي والمصنوعة من بطانة حريرية داكنة اللون في إحدى الجهات وبطانة بلون واحد من القنب في الجهة الأخرى. وهذه القطعة تمثل تصميما ذكيا متعدد الأغراض. بالإضافة إلى ثوب خفيف طويل مزين بنقوش أفعوانية ذات جمال من نوع السهل الممتنع.

اعتمد نيكول بدرجة كبيرة على أثر رش الألوان، لكنه أعاد إنتاج هذه الطريقة في قطعة مصنوعة من اللوركس والجاكارد كانت تبدو أشبه بالتويد منها بالملابس المعتادة لدى سكان المدن. وإذا كان المصمم معجبا بالانطباع الرطب الذي تمنحه القطع المصنوعة من الجلد، فقد باء بفشل ذريع في تصميمه بلوزة باللون الأزرق ذات مظهر وملمس جميل جدا.

الجديد الذي قدمه نيكول في هذه المجموعة هو اهتمامه باللون الأسود: سترة جلدية سوداء لسائقي الدراجات، وثوب حريري أسود اللون، وفستان خفيف من الدينم الأسود فقد الكثير من جماله بسبب السحاب الطويل على امتداد ظهره. وهناك فستان ضيق جذاب أصبح أكثر جاذبية بفضل السحابين في الأمام وفي الخلف. هناك الكثير من التلميحات المخبأة في هذا النوع من الفساتين، وربما كانت النظرية والتطبيق تلتقيان عند نيكول هنا. إنه يعتبر أنه يندفع إلى أقصى حدود القبول؛ أما نحن فنرى ملابس ذات أناقة معروفة.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]