السؤال:

إبني في الصف الثالث. من أول السنة وأنا أعاني من مشكلة كذبه عليّ. حاولت معه التعامل بالتشجيع مرة وبالشدة مرة ولكن بلا فائدة. هذا عدا عن أنه يتراجع بدروسه. أشعر بأنه يبتعد عني. هل من حل؟ كيف أتصرف معه؟

الجواب: 

عدم تفهمك ما يمر به طفلك من مصاعب جعله يشعر بأنك لست المرجع الذي يمقدوره اللجوء إليه.

لماذا لجأ طفلك للكذب؟

خوفا على مشاعرك أولا وربما لتجميل واقعه القبيح والمخجل. ربما أيضا لعدم شعوره بالأمان من رد فعلك عند نقله لك الحقيقة كما هي. لجأ طفلك للكذب كي يدوم رضاك عليه وتدوم صورته بنظرك. 

لو أنه وثق برضاك حين تعرفين الحقيقة كما هي لما غيّرها. هو اختبر النتيجة بعد أن حكى لك الحقيقة. التجارب الماضية علمته الكذب. خبراته القاسية علمته التهرب من البوح لك بحقيقته المرة.

كيف تتعاملين معه لو حكى لك الحقيقة؟ هل ستتقبلينها؟

هل تتقبلين الحقيقة المرة من غير أية أحكام؟ هل ستصغين لما سوف يقوله لك ولا تلجئين لتوبيخه، عقابه حتى بعد تشجيعه؟ هل ستبقين أمه التي تتفهم صعوبته والتي ستتعاون معه على إيجاد طريقة ملائمة لحل يدربه على التغلب على تلك الصعوبة؟ هل ستعملين على احترام قدراته وسوف تتقبلين نتائج محاولاته أو إنجازاته المتواضعة؟

لو كان كذلك لما أخفى عنك أية حقيقة قبيحة وغير مرضية.

كيف تستردين اطمئنانه وتستعيدين أمان علاقته بك؟

في البداية يحتاج طفلك لوقوفك إلى جانبه في كل ظرف ومع كل صعوبة يمر بها. جلسة تهدئة وطمأنة تفتتحينها بعبارة: (أنت ابني الذي أحبه وأحترم قدراته. أنا أعرف بأنك تحاول أفضل ما باستطاعتك. أنا على استعداد دائم للتعاون معك حتى نجد الحل...)

بعد أن يسمع عبارات طمأنة واحترام كهذه سوف يستعيد ثقته بك تدريجيا وسوف يلجأ لك لاحقا عند وقوعه بالأزمات وهي طبعا كثيرة ومتنوعة.
من المهم متابعة طمأنته بعبارة: ( أنا أعرف بأنك لا تحب الفشل! أليس كذلك؟) سيكون جوابه: (بالطبع لا).

تتابعين كي تنهي الجلسة بعبارة: (لا تنس. أنا دوما إلى جانبك حين تحتاج لأية مساعدة أو اقتراحات. هل تعدني؟) جوابه الأكيد: (أعدك).
هذا هو الأسلوب الذي يطمئن طفلك ويجعله يستعيد أمانه معك تدريجيا.

كيف يمكنك مشاركته بتخطيط برنامج مذاكرته؟

بالطبع يلزم مشاركته بالتخطيط للمذاكرة. المباشرة بسؤاله: (هل تعرف كيف ترتب برنامج مذاكرتك؟) لترغيبه على التعاون معك يلزم طمأنته بعبارة: 

(أتعرف بأنه بمقدورك كل يوم مشاهدة التلفاز، استخدام الحاسوب، اللعب مع أصحابك والاختلاط بالأقارب والمعارف وأيضا قيامك بمذاكرتك؟ هذا بالطبع يحتاج فقط لترتيب أوقاتك. أليس كذلك؟)

جوابه: (لا تخافي. أنا أعرف).

تتابعين بسؤاله لتدريبه: ( هيا فلتعطني مثلا على برنامجك ليوم غد. ما هي مواضع الغد وكيف ترتب أوقاتها؟)

جوابه بعد الفحص هو: مادة التاريخ: من ص...حتى ص...، الحساب: حل مسائل...، العربي: تمارين...، ألخ.

كم دقيقة تقدر حاجتك لمذاكرة صفحات التاريخ؟ تنتظرين جوابه. وللحساب... وللعربي...؟

تقديره لمجموع الوقت يكون مثلا ساعة. 

ردك لطمأنته هو: (هيا نجرب ونرى). 

ترتيب ساعات مذاكرته اليومية هدفه تعليم طفلك طرق مواجهة جديدة للتغلب على صعوباته في مذاكرته. 

تلك هي الطريقة التي تجعله يتأكد من أنك تراعينه وتهتمين بمساعدته.

المهم من الآن فصاعدا: تشجيعه على التحدث بصراحة معك بلا أية أحكام أو انتقاده أو توبيخه. يوما بعد يوم سوف يأمن جانبك وسوف يختار الحقيقة ويتخلى عن الكذب.

ماذا يحتاج الطفل للثبات على النظام؟

بعد عقد اتفاقية تنظيم مذاكرته يلزم إعلامه باشرافك الدائم على تنفيذ خطته. الثبات على الاشراف يجعله يعتاد المداومة على مذاكرته. من المهم تكرار عبارة: (أنا دوما جاهزة للتعاون معك.) 

من المعروف بأنه كل سلوك يحقق للطفل رغبة سوف يكرره. 

لذا من المهم امتداحه وترغيبه بعد كل ساعة مذاكرة يقوم بها بأنواع محفزات تجعله يداوم على الثبات على النظام بشغف. يلزم أيضا ترغيبه على كل تقدم بعلامات أو إنجاز.

من المهم أن يعرف الطفل بأن كل رغبة أو مكافأة سوف ينالها يلزم أن ترتبط بشرط قيامه بواجبه وتحسين تحصيله وبالتوفيق.

---------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]