قبل مئات السنين، اعتمد ربابين السفن والملاحين ومستكشفي الصحارى والفيافي على ''البوصلة'' لتحديد اتجاهات الإبحار في المحيطات والبحار المتسعة والأراضي القاحلة، إلا أنهم لاحظوا أن الأداة الملاحية ليس من الضروري أن تصل بهم إلى بر الأمان، فالشمال يتغير باستمرار، الأمر الذى دعاهم لدراسة ظاهرة انحراف الاقطاب الأرضية.
''البوصلة'' وهى أحد الأدوات الملاحية الهامة، تعتمد على الحقل المغناطيسي الأرضي، حيث يشير مؤشرها الممغنط دوماً إلى الشمال المغناطيسي الأمر الذى يتبعه تحديد الاتجاهات الأخرى بدقة، واستخدمت لأول مرة في القرن الثاني عشر إلا أن المستكشفون عرفوا منذ قرون أن المجال المغناطيسي لكوكب الأرض ''ينحرف'' باستمرار، وقد وثق بعضهم الملاحظات الدالة على ذلك فى مذاكرات تعود إلى القرن السادس عشر، واستنتج العلماء عبر قرون أن المجال المغناطيسي للأرض يتغير تبعاً للتغيير الحادث في حركة النواة السائلة في باطن الأرض، الأمر الذى ينجم عنه انحراف الاقطاب المغناطيسية للكوكب الأزرق.
ويقول العلماء في دراسة نشرتها مجلة الطبيعة إن تدفق السوائل حول النواة الداخلية الصلبة لكوكب الأرض يؤدي إلى انحراف كبير لقلب الأرض في اتجاه الغرب، ويرجع دلك إلى أن النمو المتزايد للنواة الداخلية في منطقة جنوب شرق أسيا.
استعان العلماء بسجلات السفن وبيانات الأقمار الصناعية لتحديد مدى انحراف الشمال المغناطيسي، ووجد العلماء أن الانحراف في الأجزاء السفلية الغربية من كوكب الأرض أعلى مما هي عليه في الشمال والشرق، وقام الباحثين بعمل نموذج محاكاة يصف بدقة عالية الانحراف الذى حدث في القرون الماضية الأمر الذى يمكن معه التوقع بمدى الانحراف في المستقبل، مؤكدين أن معرفة مقدار التغير في الاقطاب المغناطيسية سيكون له عظيم الأثر على صناعة الأجهزة الإلكترونية الحديثة والتي تتأثر بطبيعة الحال بالمجالات المغناطيسية لكوكب الأرض.
[email protected]
أضف تعليق