ولدت ريمي قبل شقيقتها التوأم كيان بدقيقة واحدة، وإلى هنا يبدو هذا الأمر عادياً، بيد أن الأمر الذي يثير الدهشة هو لوناهما المختلفان تماماً، واحدة سوداء ولديها عينان بنيتان، والأخرى شقراء بعينين زرقاوين!

ويعزى هذا الاختلاف لتوليفة جينية نادرة، لا تتجاوز احتمالاتها واحداً على مليون، يتسم بها أبواهما .

الأم كايلي هودسون والأب ريمي هوردر يتحدر كلاهما من أم بيضاء وأب أسود، ومنذ أقل من عام اجتذب هذا الثنائي، اهتماماً دولياً عندما نشرت قصتهما أول مرة في صحيفة “الديلي ميل” البريطانية .

الآن وبعد أن أشرفتا على بلوغ سن السابعة، لم يسبق لهما أن استفسرتا عن سبب اختلافهما البائن، ولم تتعرضا لأي تمييز عرقي .

وقالت والدتهما لصحيفة ال”ميل”: إنهما لا يتضايقان من لون بشرتيهما . هذه القضية لا تشكل أي أهمية بالنسبة لهما .

كيان وشقيقتها التي تكبرها ب 60 ثانية ولدتا بعملية قيصرية في إبريل/نيسان 2005 .

وتستذكر والدتهما كايلي التي تبلغ من العمر 25 عاماً اللحظة التي رأتهما فيها المرة الأولى: لا حظت أن كلتيهما تتمتعان بعيون زرقاء جميلة .

ريمي شعرها أشقر، أما كيان فشعرها أسود وبشرتها أغمق . بالنسبة لي هما وطفلتاي وأنا أراهما طبيعيتين . أعتقد أنهما بمرور الوقت سيصبحان متشابهتين .

بيد أن مرور الزمن لم يضف جديداً سوى تأكيد اختلافهما . كيان تبدل لون عينيها وأصبحت بشرتها أغمق . وبشرة ريمي أصبحت أفتح وحافظ شعرها المتموج على لونه الأشقر .

وتقول كايلي: إذا ألبستهما الزي نفسه قد يتساءل الناس عن السبب، وأجيبهما بقولي: لأنهما توأمان . وأترك الناس يفكرون في الأمر . في البداية كنت أشعر بضيق، ولكن بمرور الأيام بدأ أي شخص في منطقتي يدرك أنهما توأمان ويتقبل اختلافهما .

وبالرغم من اشتراكهما في ربطة شعر واحدة، تتسم كل واحدة منهما بطريقتها الخاصة في إنجاز أشغالها .

ومظهرهما الخارجي قد يعكس تناقض العاج والأبنوس، لكنهما على المستوى الشخصي، متماثلتان . وهما تعلمتا المشي والكلام في أوقات مختلفة .

ووفقاً لوالدتها، تميل كيان للسيطرة والزعامة وهي أكثر إزعاجاً من شقيقتها ريمي التي تميل قليلاً للاسترخاء والهدوء . وهي تفكر ملياً قبل أن تقول شيئاً .

حالياً، التوأمان في فصول مدرسية مختلفة ولدى كل منهما مجموعة مختلفة من الأصدقاء . الاثنتان تحبان الرقص وتغنيان على وقع ألبومات أغاني تعشقانها سوية “في الغالب لمغنية الراب النيويوركية نيكي نيناج ونجمة البوب ريهانة” .

بيد أن هواياتهما مختلفة، كيان تحب الحيوانات، في حين تعشق شقيقتها الطبخ . ومثل كثير من التوائم، لديهما حدس بدهي وألفة مشتركة . وتقول والدتهما: هما متقاربتان للغاية ومتحابتا بشدة . وتلعبان سوية طوال الوقت، وتذهبان للسباحة معاً، وفي إحدى المرات ضحكت بشدة عندما عطستا معاً .

وفيما تكبران، تتبادلان المعلوموات كل شيء . كل منهما تساعد الأخرى على النمو .

ابنتاي لا تعيران لوني بشرتيهما أي اهتمام . لقد ترعرعتا محاطتين بأشخاص ذوي بشرة فاتحة . لكنهما لا تريان ما يراه الآخرون .

ويقول العلماء إن احتمالات إنجاب زوجين متحدرين من أعراق مختلفة، لا يتجاوز واحداً على مليون .

ويعُتقد أن لون البشرة يحدد بما يصل لسبعة جينات مختلفة تعمل سوية .

وإذا كان الوالدان من عرقين مختلفين، ستحتوي بويضاتهما أو حيواناتهما المنوية على خليط من الشفرات الجينية الخاصة بالبشرتين السوداء والبيضاء .

فإذا كان كل من البويضة والحيوان المنوي يحتوي على جينات بيضاء بالكامل، يكون المولود أبيض اللون .

فإذا احتوى كلاهما على نسخ أو تحولات لازمة للبشرة السوداء، فسيكون المولود أسود .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]