السؤال:

أود أن أستشيرك سيدتي بعد أن عجزت عن حل مشكلة صمت طفلتي في صف البستان. تمتنع عن المشاركة بالكلام أثناء فعالية التركيز بالصف. أخبرتني مربيتها بأنها فشلت لمحاولاتها لجعلها تتكلم بالمجموعة. هي تتمتع بشخصية لطيفة، حنونة وحساسة. هي ذكية جدا. تتكلم بحرية وتشترك بنشاط وبشكل فعال بمجموعات متنوعة. هي ليست ضعيفة الشخصية ولكن المشكلة هي فقط مع مربيتها الجديدة في صف البستان. أشعر بالقلق على طفلتي ولا ادري ما هي مسؤوليتي وماذا بمقدوري عمله؟

الجواب:

لا للقلق طالما طفلتك تتمتع بجميع تلك الصفات التي تدل على شخصية سوية. المشكلة تكمن بالمربية. هي المسؤولة عن ترغيب الأطفال بفعاليات متنوعة ليست جميعها تعتمد على الحكي. 

هل للفروق الفردية الطبيعية تأثير؟

بالطبع نعم. ما يميز طبيعة جيل طفلتك هو الاثارة باللحظة الحاضرة الآنية والفورية. تنبيهها في البيت على المشاركة في الصف لاحقا غير مجد وليس له مفعول. الطفل عادة يثار بالحالة الترغيبية الآنية وباللحظة المكانية أي مع المربية بداخل الصف. 

جيل صف البستان يتفعل بحواسه اليقظة والفعالة. عند اثارة إحدى حواسه السمعية، البصرية، الشمية واللمسية يرد فعلا عفويا وفوريا. حواسه تتيقظ بفعالية لعبية تدفعه للتحرك والاستجابة الفورية. المهم اطمئنانه للجو الاجتماعي الذي يتواجد به. ما يساعده هو امتداحه وما يردعه هو انتقاده. 

عدا عن تشجيعه هناك أسباب إضافية لفتوره وصمته منها ربما الفروق الفردية بين الأطفال التي يعبر بها عن لا مبالاة أو خجل، أو تردد بالمشاركة أو... تلك حالات طبيعية من مسؤولية المربية تنويع الفعاليات كي تلبي جميع حاجات الأطفال بفروقها الفردية. استخدام الأهل لا يعالج القضية بل يزيد من قلقهم. 

ماذا بمقدور المربي أن يفعل لترغيب الطفل على المشاركة؟

احترام خصوصية فردية الطفل حاجة كي تساعده على تطوير شخصية سوية طبيعية. 

يلزم توفير بيئة لعب مثيرة لترغيب جوانب مختلفة من تلك الشخصية. فعاليات لترغيب الجانب الفكري، الاجتماعي، والجسماني تتناسب مع جميع الأنماط من الأطفال. أنشطة لعب حركية لا تحتاج لتعبير لغوي تجعل الطفل يشارك ويتفعل بتلقائية وطبيعية. الأنشطة الحركية تكسر حاجز الفتور، التردد، الخجل وحتى اللامبالاة. كلما توفرت أنواع أنشطة لعبية حركية -رياضية كلما ذابت الفروق الفردية وازدادت الارتباطات الاجتماعية وتوثقت الصداقات الخاصة. فائدة الفعاليات الحركية ليس فقط لمعالجة الفروق الفردية وإنما أيضا للتفريغ والتنفيس عن ضغوط اجتماعية فردية. المهم التركيز على فعاليات تلائم مميزات خصائص المرحلة العمرية لابعاد حالات فشل.

هل اللعب الخيالي يطور التعبير اللغوي في صف البستان؟

جيل صف البستان يتميز باللعب الخيالي التلقائي. يميل طفل صف البستان للقيام بتمثيل أدوار. يتقمص شخصيات من محيط واقعه الاجتماعي أو القصصي. يقوم بتمثيل دور المعلمة، أمه، أبيه وجده...

شخصية كًشْكًشْ القصصية مثيرة للعبه الخيالي. مع دمية كًشْكًشْ ومجموعة أصدقائه الدمى لوزة، عصفوري والحصان صولي يتخيل أدوارا تمثيلية من غير شروط أو تعليمات من المعلم. 

يلزم الطفل فقط توفير بيئة خيالية بزاوية خاصة بالصف للعب: بيت وبيت، شرطي، أم وأطفالها و... 

تلك الألعاب الخيالية الوهمية تعمل على تطوير جميع جوانب الشخصية بشكل طبيعي ومن غير توجيه. لغة سرد القصص المناسبة لجيل البستان من مجموعة كًشْكًشْ مثيرة للتعبير. سماعه لغة القصة سوف يساعده على تطوير تعبيره اللغوي.

وأخيرا أنصح بدعوة أصحاب لطفلتك للبيت لكسر حاجز الخجل وللاكثار من تبادل زيارات. التعرف على أصحاب جدد من الحارة والأقارب يوسع دائرة معارفها. بيئة اجتماعية طبيعية ومثيرة تعمل على تطوير الشخصية وتنميها. 

----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]