السؤال:

بعد أن أنهت إبنتي فترة ممتعة بالروضة دخلت السنة لصف البستان. قدراتها ممتازه طبيعتها حساسة، هادئة ومطيعة. في الأسبوع الأول ذهبت بلهفة كما اعتادت في الروضة. بعد أقل من أسبوع رفضت الذهاب وأصبحت بعد رجوعها عصبية جدا. تبكي لأتفه الأسباب. كل ليلة وقبل أن تنام تسأل عن يوم العطلة وتبكي ترفض الدوام. ترفض الدخول لغرفة الصف لوحدها.

مربيتها عصبية وتتحدث بصوت عال جدا. تتعصب لأتفه الأسباب وأحيانا تضرب. هي متطلبة. ألفاظها غير تربوية. حين توجهت إليها لتتعاون معي على تغيير حالة طفلتي كان جوابها بأنها تدربهم على أسلوبها ليعتادوا حياة المدرسة. توجهت للاخصائية النفسية المسؤولة عن الصف. عرفت بأنها وجهت للمعلمة ببعض النصائح ولكن بلا جدوى. أنا أتالم لحال ابنتي كل يوم صباحا. 

حاولت نقلها لصف آخر ولكن وللأسف رفضت المربيات مع أن العدد يسمح باستقبال أطفال. 

من الجدير ذكره بأن طفلتي لها في صفها صديقات تندمج وتلعب معهم . أنا بحاجة لنصيحتك هل من علاج وماذا افعل وكيف أتصرف؟

الجواب:

تلك شكوى متكررة يعاني منها الكثير من الأمهات والآباء. ما يطمئن هو وجودك بجانب طفلتك ودعمك العاطفي والمتفهم لحالتها.

هل للأهل قدرة على التغيير والتصحيح؟

من الواضح بأنك إنسانة لا تستسلم بسرعة. تلاحق القضايا المستحقة ولا يهدأ لها بال ولا تتقبل الخطأ. التصحيح والتغيير يحتاج لإنسانة قيادية مثلك. مثابرتك يمكن الاعتماد عليها في مجال تحسين أوضاع التعليم. أنت أم وبامتياز. تأثير التربية في المدرسة ينعكس على الطفل بالفائدة أو يمكن أن يضر كما يحدث هنا مع طفلتك. التصحيح والتغيير ليس بالضرورة أن يأتي على حساب طفلتك. يمكنك وبالتوازي مع ملاحقة الموضوع لتصحيح الخلل أن تركزي اهتمامك بتطور شخصية طفلتك وبحاجاتها الفورية.

هل بمقدورك تطوير شخصية طفلتك وتعويضها عما يجري في غرفة الصف؟

المهم الآن وقبل كل شيء هو وقايتها من ضرر تأثير مربيتها. ما يساعدها هو تدريبها على تطوير وعيها العاطفي بالنسبة لعلاقتها بالمربية العصبية في صفها.

كيف؟

التحدث إليها عن مشاعرك وتجاربك في كل مناسبة وفي جميع أنواع الظروف المحيطة.

حديثك هو تعبيرك لها عما يضايقك من تصرفات، صفات، أساليب تعامل أناس تصادفينهم أو تعرفينهم أو بالعكس ولكن بشرط:

حين تبادرين بالتعبير والحديث الحر يلزم عدم ربط ما تتحدثين عنه بما يحدث مع طفلتك في غرفة صفها. أنت تحدثينها عن تجارب تخصك.

تعبرين لها عما يؤلمك، عما يجعلك غير راضية، متعبة، تعانين من صعوبات... أو ما يسعدك، ما تتمتعين به، ما يعجبك، تستظرفينه... 
المهم أن لا تتطرقين أثناء حديثك معها عن مربيتها وما يحدث معها بالصف.

لماذا تتحدثين لطفلتك عن مواضيع تزعجك أو تسعدك؟

حين تتحدثين عما يفرحك أو يضايقك تجعلين طفلتك تتعرف هي أيضا على مشاعرها من خلال تعبيرك الحر. تلك هي الوسيلة التي تجعلها تعي مشاعرها. الوعي العاطفي هو الخطوة الأولى نحو العلاج الذاتي. هي الوسيلة العلاجية التي تدفعها وبعفوية طبيعية للتعبير الحر. وصف مشاعرها الطبيعية هو عبارة عن تنفيس تراكم ضغوط تعامل مربيتها. 

هل من وسيط يساعد على التعبير عن المشاعر بحرية؟

الوسائط متعددة والتي منها كتاب قصة، مشاهدة مسلسل معها، بث خبر، حادث حصل في الحارة، خلاف بين الأقارب، تجربة لك في صفك من فترة طفولتك... 

كل حدث هو وسيط يستفزك فتعبرين لها عنه بعفوية طبيعية. 

للتوازن يلزم أيضا تعبيرك عن معاملة لطيفة، محببة، محترمة... تعجبك تستلطفينها تشتفزك كونها ذات تأثير إيجابي.

ماذا يحدث للطفل بعد سماعه قصة تشبه واقعه الصعب؟

القصة تجعلها تربط من حيث لا تدري حكايتها الواقعية الصعبة في صفها. تعبيرك الحر والتلقائي عما تشعرين به يجعلها تعي ما يمر بها وتتجرأ للبوح بما يضايقها من مربيتها. هذا يعني ارتياحها بعلاقتها بك واطمئنانها للتعبير عما تشعر به. المهم هنا هو الاصغاء الصادق بلا تصحيح مشاعرها ولا للتعليمات. ما يهم هو وعيها العاطفي وتنفيسها عن ضغوطها.

ما يساعدها أيضا هو قيامها بفعاليات وأنشطة حركية تعمل على تفريغ تراكمات ضغوط جو الصف. تحتاج طفلتك أيضا لدعوة صديقة لاستضافتها في بيتها وتبادل الزيارات مع أكثر من صديقة لتوسيع دائرتها العاطفية والاجتماعية. 


إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]