جريمة بدأت بصورة تقليدية في مدينة "نيس" الفرنسية عندما هدد شابان مسلحان "ستيفان ترك" تاجر مجوهرات صغير فرنسي من أصول لبنانية، قبل أن يحاولا الفرار على دراجة نارية، ولكن صاحب المتجر خرج ورائهما حاملا مسدسه وأطلق الرصاص ثلاث مرات ليصيب أحدهما في الظهر ويقتله.

القصة أخذت منحى مختلفا مع رفض قاضي التحقيق وصف ما حدث بأنه دفاع عن النفس نظرا لطبيعة الإصابة القاتلة في الظهر، مما أثار حملة تضامن كبيرة مع "ستيفان ترك"، تهمنا بصورة خاصة في ما يتعلق بصفحة فيسبوك التي أقيمت للتضامن معه وحصدت خلال أيام مليون وستمائة ألف لايك، الأمر الذي أثار شكوك بعض المستخدمين نظرا لأن أكثر من مليون لايك جاء من خارج فرنسا.

وطرح ذلك قضية تجارة اللايك لصفحات فيسبوك والمتابعين لحسابات تويتر، ذلك إننا نتحدث عن تجارة حقيقية مع شركات في فرنسا مثل "Acheter des fans.com"، حيث يمكنك، عزيزي المستمع، شراء ألف لايك لصفحتك فيسبوك مقابل مائتي يورو، ويمكنك الحصول على أسعار أفضل على مواقع أمريكية حيث يكلف الألف لايك أربعين دولارا فقط.

ويكمن السؤال الرئيسي، بطبيعة الحال، عن مصادر هذه الشركات المتمثلة في آلاف الحسابات والصفحات التي تمكن المتاجرة بها؟ لا توجد إجابة قاطعة وإنما عدة احتمالات، إما أنها تتمتع بقاعدة معطيات لآلاف المستخدمين المشتركين لديها، أو أنها تقوم بقرصنة صفحات الفيسبوك واستخدامها، وإما أنها تقوم بخلق آلاف الصفحات لحسابها الخاص.

سؤال آخر يتعلق بهوية الزبائن؟ ... عموما من يحتاج هذه الخدمة هم الشركات التي تريد طرح صورة قوية وجذابة لعلامتها التجارية على شبكات التواصل الاجتماعي، أو بعض المستخدمين الأفراد من الأثرياء المهتمين بمظهرهم على الشبكة.

إلا أن الطريف يكمن في ظهور زبائن أكثر نفوذا وسلطة، وأعني وزارة الخارجية الأمريكية التي أنفقت ستمائة ألف وثلاثين ألف دولار بين عامي ألفين وأحد عشر وألفين وثلاثة عشر لزيادة عدد المعجبين بصفحة الوزارة على فيسبوك اصطناعيا .. فارتفع عدد المعجبين بها من مائة ألف إلى مليونين، ولكن المفارقة تكمن في أن دراسات الزيارات توضح إن اثنين في المائة فقط من هذا العدد تتابع الصفحة بصورة منتظمة ... أي أنه ... وكما في الحياة الحقيقية، يمكنك كشخص ثري أن تشتري عددا كبيرا من الأصدقاء، ولكن هذا لا يعني أنهم أصبحوا أصدقاء حقيقيين، الأصدقاء الفعليون يأتون دون مقابل ويبقون معك ... أمر مطمئن بعض الشيء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]