سؤال:

طفلي عمره سنة. إبن أخي عمره سنتان. هما يحبان أن يلعبا معا. كثيرا ما يضرب ابن أخي طفلي. وكالعادة يلجأ طفلي للبكاء ملتفتا نحوي ينتظر مني المساعدة. أنا بدوري آخذ طفلي جانبا وأهدئه. عندما يغضب يبدأ بضرب رأسه بيديه بعصبية.

أنا أحاول تفهيمه بأن لا نؤذي أنفسنا. أريد أن أربي طفلي تربية صالحة. أرجو مساعدتي وارشادي بحيث لا تتضرر شخصية طفلي؟ 

الجواب:

ضرب طفلك رأسه هو مؤشر لشعوره بضغوط. الالتفات نحوك عند حدوث تأزم بينه وبين ابن خاله هو دليل حاجته إليك للتعرف على أسلوب تعامل كي يقيه من التعدي.

هل بمقدور الأهل منع حدوث خلاف بين الأطفال وكيف التعامل عند التعدّي؟

حدوث خلاف بين الأطفال أثناء لعبهم معا هو حالة طبيعية. هم يختلفون ومن ثم يتراضون. المهم الاشراف الدائم من بعيد لمنع وقوعهم بمخاطر. هنا تفاوتت الأعمار هو أحد أسباب حدوث مخاطر. 

في حالة تأزم أو حدوث ضرب يلزم تدريب الطفل على استخدام اللغة المناسبة للظرف. وهذه مهارة يكتسبها الطفل من محيطه الاجتماعي. أي أهله ومربيه. 

نظرات طفلك هي مؤشر لحاجته العاطفية لك أولا. تلك حاجة لاطمئنانه بحضنك وغمره. بعد شعوره بالأمان هو يحتاج لبعض تعزية بلغة مفهومة وقصيرة. ومن ثم التدريب للطرفين.

فاتحة التعزية هي وصف حالته ومن ثم سؤاله عن شعوره بلغة لطيفة ومفهومة وقصيرة، مثل: (إنتي توجّعت؟ وين؟ هات أبوس محل ما توجعت). 

ثم الانتقال للطفل الضارب: ( شوف كيف فلان متوجع! الضرب خطر. الضرب مش مسموح. 

إنتي كنت بدك هاي اللعبة؟ أطلبها وقول: أنا بدي هاي...لما تحتاج لأي شي أطلب وما تضرب). 

تدريبهما على استخدام اللغة بدل العنف كي لا يصبح الضرب عادة سلوكية ثابتة.

لماذا يضرب الطفل رأسه عندما يتعصّب؟

طفلك يعاني من صعوبة في التعبير عن ذاته الانفعالية باللغة لصغر سنه. هو يحتاج لخبرات كي يكتسب اللغة المناسبة. من تلك الخبرات هي الخلافات الطبيعية التي تحدث بين الأطفال أثناء لعبهم. 

التنبيهات، الشرح المنطقي لا يناسب جيل طفلك ولا يساعده بل يزيده ضغطا. يمكنك وصف حالته التي سببت له ذلك الانفعال بالقول بهدوء وبلغة قصيرة ومفهومة مع غمرة خفيفة: 

(إنتي زعلان عشان... إنتي مقهور لأنو....) تلك عبارات تجعله يتدرب على التعبير اللغوي الخاص بالتجربة التي يعاني منها بدل من ضرب رأسه. 

بعد التدريب القصير يلزم الانتقال لمتابعة عملك من غير انفعال أو قلق من تصرفه. تجاهل سلوكه غير المستحب هذا يجعله يتلاشى تدريجيا. الاهتمام بسلوكه هذا يجعله يصبح عادة. 

هل تغيير المكان بأسلوب درامي يساعد؟

أنصح بجيل طفلك بتغيير مكان الانفعال بالانتقال لمكان آخر بواسطة الدراما أي التمثيل: ( شو هادا الصوت اللي بسمعو برا؟ آآه هادا صوت الكلب!!! عَوْ عَوْ عَوْ... يلا نطلع حتى نشوف وين هادا الصوت!). فوريا ومن غير أي تردد يلزم حمله والخروج به مثارا ومتحفزا بالحالة التمثيلية التي اختلقتها. تلك حالة تعمل على تغيير تمركزه بعصبيته. بعد الخروج يحصل التغيير في مزاجه فيدخل بحالة لهو جديدة مثيرة وبعيدة عن الظرف السابق. يوما بعد يوم تتلاشى ظاهرة ضربه رأسه وتتطور مفردات لغته، وبالتوفيق. 

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل. 
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]