السؤال:
أنا أب لبنت طيوبة كثييرا. قبل أسبوعين احتفلنا بعيد ميلادها السنة. ألاحظ عليها بعض حركات عنيفة والتي تقلقني كأب وتقلق أمها. عندما نحملها تضربني على وجهي أو تضرب أمها. لا أعلم لماذا!! في جيل الثمانية أشهر كانت في بعض الأحيان تقوم بحركة -لا أعرف المصطلح- ولكن ممكن وصفه بأنها ( تكز على نفسها ). عندما كنت أنبهها: (لأ! يا بابا) كانت تعاود الحركة. لماذا تفعل هذا؟ أرجو مساعدتي وشكرا كثيرا لك.
الجواب:
الطفل في السنوات الأولى من عمره يتعرف على بيئته المحيطة بواسطة حواسه. اللمس من الحواس الهامة للاكتشاف والتعرف على المحيط.
لماذا تضرب طفلتي وجهي؟
مفهوم معنى الضرب عند الطفل بجيلها هو مختلف عن مفهومه عند الراشدين. الحركة التي يقوم بها هي حسية وعفوية. بواسطتها يكتسب معلوماته عن أصناف الأجسام وأنواعها أثناء تحركه ولمسه. يتعرف على الأصوات عند سماعه شاحنة تمر بجانبه، تغريد طير، وشوشات...
تكرار حركة ضربه بكفه على وجه أحد الأبوين هي بسبب رد فعل الوالدين المثير مثل، ابعاد الرأس بشكل مفاجئ مع إصدار صوت مباغت، تنبيه مباشر بحركة تعني المنع، ضحك، تأفف...
تلك ردة فعل تفسيرها الغريزي بالنسبة للطفل تعني التواصل مع الأهل. أي تركيز الأهل وانتباهم لسلوكه التلقائي. بتكرار العفوية يتلقي الانتباه بغض النظر عنه سلبيا كان أم إيجابيا. كل حركة، تنبيه أو حتى نفور من سلوك الطفل الغريزي التلقائي الذي يقوم به هي بالنسبة له إشارات مثيرة تستفزه للرغبة بتكرارها.
لماذا يقوم الطفل بحركات عصبية؟
كل الأطفال في السنوات الأولى تقوم بحركات تلقائية غريزية طبيعية وعفوية. يبدو بأنه يبتسم وهو نائم، يسمر نظره، يكز، يتحرك بصورة عصبية... منها الحركية اللطيفة، اللفظية وحتى العصبية... تكرارها سببها الاكتساب. كلما تلقّى من محيطه انتباها لها ب: ابتسامة، ضحك، تنبيه عصبي، حركة مفاجئة، جفل و...سيكررها طالما تلقى ردا مباشرا وفوريا. هذا الرد يجعله يكرر السلوك إلى أن يصبح عادة مكتسبة. فالسلوك الذي يحقق لنا رغبة سوف نكرره. ويوما بعد يوم سوف يصبح عادة.
ما هو دور الأهل للتخلص من عادة غير مستحبة؟
التنبيه بالنسبة للطفل هو رغبة تشبه ضحك الأهل، ابتسامتهم وأيضا صوتهم المفاجئ وربما المنزعج والجافل...
لذا إن كان الأهل يرفضون ذلك السلوك غير المستحب فأنصح بالتجاهل. التجاهل يجعل الطفل غير مستفز. أي التجاهل يعني بأنه لم ينل رغبة من أهله. التجاهل يبعد الطفل عن الاثارة بالنسبة لذلك السلوك الذي قام به تلقائيا وطبيعيا فيتوقف عنه بعد وقت قصير.
ما يفيد الطفل أثناء التجاهل هو الأسلوب الدرامي أي الانتقال مع الطفل لحالة مسلية، مغايرة ومستحبة مثل، هيا نخرج للساحة لنرى الطيور ونسمع تغريدها أو مَنْ هناك؟ مَنْ ذا الذي يقول مياو؟ وغيرها من الحالات الدرامية المثيرة لحواس الطفل اليقظة التي تستفزه وتمتعه في آن واحد وبالتوفيق.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق