السؤال:
أنا أم لطفل بجيل الصف الأول. أنا قلقة عليه ولا أدري إن كنت قد قمت بجميع واجباتي لتحضيره للصف الأول. لماذا أشعر بالخوف من اقتراب موعد افتتاح السنة الدراسية الجديدة؟ حاولت تعليمه الحروف والأعداد. بماذا قصّرتُ وماذا يلزمه؟
الجواب:
أتفهم مخاوف كل أم من تجربة جديدة. هو طفلك البكر. لا تجربة سابقة لكما بشأن المذاكرة والتعلم و...
كثيرا ما أمازح الأهل بالقول: لا للقلق لأنه من المؤكد بأن طفلك سوف لا يتزوج قبل أن يتعرف على شكل الحروف والأرقام.
ما يهم هو تطوير شخصية سوية وسعيدة.
كيف وما الذي يلزم التركيز عليه؟
هل للنضوج دور في استعداد طفلك للصف الأول؟
بالطبع نعم. النضوج هو حالة طبيعية وفردية لا دخل للمعلم وللأهل فيها. جميعنا يلاحظ الفروق الفردية بالنضوج. بوجد الفروق بالسن أيضا. يصل الفرق بين الطفل الأكبر في الصف وبين الأصغر في الصف ذاته حوالي السنة.
أي أنواع مهارات يحتاج الطفل للصف الأول؟
أولا:
ماذا عن الجانب الجسدي؟
يحتاج الطفل لتدريبه على استخدام أصابع يده وملاءمة حركته مع حاسة نظره. مثل، مهارته بالتلصيق، بالقص، بطي الورق وبادخال خيط مطاطي داخل ثقب قطعة لعب ملونة،...
يحتاج لامتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.
ثانيا:
ماذا عن الجانب الذهني:
تدريبه على الحكي كي يمتلك رصيدا من المفردات. كي يصبح بمقدوره تسمية الأشياء المحيطة به بأسمائها وغايات استخدامها. مشاركته بأنواع لعب بهدف التصنيف لإيجاد المشترك أو الشاذ. إيجاد صفات الأشياء بحسب اللون، الحجم، غايات استخدامه... مشاركته باللعب لتدريبه على مفردات ذات سجع مثلا أو تدريبه على معرفة السبب والنتيجة والتسلسل... على فهم مصطلحات مثل، متشابه، مختلف، أحجام، مساحات، طويل قصير، ظروف مكان.
بالطبع يحتاج لامتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. أي ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.
ماذا عن الجانب الاجتماعي:
ثالثا:
تشجيعه لاكتساب أصدقاء متنوعي اللون، الدين، العرق... تدريبه على ممارسة ألعاب ذات قوانين، مثل الانتظار بالدور، التنازل، المشاركة، التعاون والتقاسم، تشجيعه عند قيامه بسلوك مستقل عن أهله وتمكنه من طلب المساعدة عند الحاجة. يحتاج لامتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. أي ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.
ماذا عن الجانب العاطفي؟
رابعا:
غريزة حب التملك لتحقيق رغباته الفورية هي من طبيعة الطفل المولودة. دور الأهل هو تدريب الطفل على تأجيل رغباته، ترتيبها وأحيانا كثيرة ضبطها لتصبح عادة دائمة. تلك مهارات من مسؤولية الأهل اكسابها للطفل أثناء خوضه التجارب. إمتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. أي ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.
تلك مهارات لا تأتي بالتنبيهات، المحاضرات الجافة أو بالعقاب. بل تأتي عن طريق تقليد سلوك الأهل أولا وامتداحه عند تغلبه عليها ثانيا. حين يرى الطفل نموذج أمه تعتذر على...، تتقبل خسارة مناقصة في عملها، تواجه فشلا عند... أو يلاحظ والده يعتذر حين يخطئ، يصالح حين يحدث خصاما... تمتدحه أمه بعد خسارته في كسب جولة لعب مع الأصحاب، تحترم ضيقه عند تأجيل رغبة، تتقبل وقوعه في خطأ عند التدريب وتعبر له عن تفهمها.
تلك هي أسس الشخصية السوية التي تجعل طفلك ناجحا ومتميزا سعيدا وآمنا.
ملاحظة: سرد قصص بطلها يتميز بتلك الصفات تستفزه لتقليده. الشخصية القصصية لها تأثير علاجي قوي.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق