السؤال:
مرحبا أخت إلهام, أريد أن أستشيرك بموضوع سوء علاقة فتاة عمرها 17 عاما بأمها. منذ 3 أشهر تركت الأم بيتها وانتقلت إلى بيت أهلها بعد نشوء خلاف بينها وبين زوجها ( الأب) بسبب سوء أخلاقه. لامت الفتاة أمها بسبب تركها البيت. حملت الفتاة أمها مسؤولية جميع المشاكل. فقدت الثقة بأمها خاصة لأنها أدخلت قريبا وصديقا للأب بالخلاف الحاصل.
بعد عودة الأم لعائلتها فوجئت بتشنج العلاقة بينها وبين ابنتها. لم تقبل ابنتها من أمها أي طلب أو مساعدة. زاد تمرد الفتاة على أمها واصطف الابن الأكبر مع خته. كيف يمكن للأم أن تسترجع الثقة خاصة لأن الفتاة في الثانوية العامة وهذا سوف يؤثر على دراستها. ماذا تقترحين عليها من أساليب لتجاوز محنتها؟
الجواب:
ما تشعر به الابنة الصبية هو طبيعي خاصة بجيلها الذي يتميز بالتأجج العاطفي.
هل بامكاننا تغيير مشاعر الآخر؟
بالطبع لا. المشاعر من مسؤولية صاحب تلك الأحاسيس. ثقة، حزن، يأس، قنوط، فرح غبطة ومتعة تلك مشاعر ذاتية تنبع نتيجة أحداث وتجارب ذاتية يمر بها الشخص. تتغير تلك المشاعر مع تغيير الظروف والأحوال. لقد عاشت البنت الصبية تجربة قاسية وتأثرت بأحداثها.
حينئذ بنت لها عن أمها صورة غير لطيفة جراء الحدث الذي مرت به. تلك مشاعر طبيعية وحقيقية طالما لم تتجدد أية أحداث مستحبة تستبدلها. خلاف أبويها وفراق الأم زعزع طمأنينة الفتاة وجعلها تنحاز لطرف أبيها ضد أمها. عادة يحدث مثل ذلك الاصطفاف أو عكسه حين يقع أي خلاف بين الأبوين. هي تشعر بأن أمها تخلت عنها عمدا وهربت من المسؤولية.
ماذا على الأم فعله الآن وفورا؟
صعب على الأم أن تتحمل تلك المعاملة من أولادها. ما يجرى في بيتها بعد عودتها لا شك محزن. لكي تعيد الأمان لأبنائها وخاصة ابنتها المراهقة عليها تقع مسؤولية اعتماد قرارات مصيرية بهدف الاستشفاء الطبيعي . حين قررت الأم العودة لعائلتها هذا يعني اتخاذها مسؤولية لملمة الجراح. لاسترجاع حضورها العاطفي والطبيعي يلزمها التمسك بالصبر على كل تصرف غير مستحب تتلقاه من أبناء العائلة. يوما بعد يوم سوف تستبدل البنت أحكامها الخاطئة عن أمها أو بالعكس. تغيير الأحكام متعلق بقوة ارادة الأم الهادف للاستشفاء.
من المهم أن تبتعد الأم عن محاولاتها تصحيح صورتها. لأن الفتاة تحتاج لبعض الوقت. كما الحاجة لمرور زمن للاستشفاء من جرح أو اصابة جسمانية هكذا أيضا الجرح العاطفي. سرعة وقت الشفاء تابع لشدة عمق الاصابة. لا للاستعجال. علاج فقدان ثقة الفتاة بأمها يحتاج لثبات أمان عاطفي لاسترجاع نموذج الأم.
كبف يمكن تغيير مشاعر الابنة الصبية؟
المشاعر تنبع من داخل الفرد. تلك مشاعر ذاتية خاصة. تصحيحها أو الاعتراض عليها يزيدها تمسكا بها واستنفارا للدفاع عنها. البنت مسؤولة عن مشاعرها وهي التي سوف تقرر تعميقها، ثباتها أو استبدالها. ثبات الاطمئنان العاطفي للبنت مع أمها هو المحرك لاستبدال المشاعر للاستشفاء الطبيعي. كلما لاحظت تناقضا بين ما سمعته من أهلها وأبيها عن أمها كلما تحولت تلك المشاعر واستبدلتها بنقيضها. مع تطور عمر الفتاة سوف تبني لها موقفا خاصا بأمها بعد مرور فترة الاستشفاء.
ماذا ينفع البنت في مرحلة الاستشفاء؟
ما ينفع البنت أثناء مرحلة الاستشفاء الطبيعي هو:
- تعبير الأم لابنتها عن تقبل مشاعرها الصعبة نحوها والتعاطف مع انفعالاتها المرحلية.
- اعتراف الأم لابنتها بشرعية ما تحس به نحوها من غير الضغط عليها لاقناعها أو التأثير عليها للانحياز نحو طرف.
- تجاهل كل سلوك غير مستحب تقوم به ابنتها لاستفزاز مشاعر أمها.
- التركيز على امتداح كل سلوك مستحب تقوم به من غير ربطه بتعاملها السلبي معها.
- مفاجأتها برغبة لها كمكافأة على سلوك مستحب قامت به لتشجيعها على السلوك الإيجابي.
- الاكثار من انتهاز الفرص لدعوتها للخروج معها أو للجلوس معا لتناول وجبة تحبها والتحدث إليها عن مواضيع متنوعة من غير التطرق للخلاف الماضي.
- لا للانجرار للدخول في خلافات الماضي لأن البنت ليست طرفا بما حصل.
- يوما بعد يوم ومع تلك المعاملة الإيجابية لا بد للبنت من الاسترخاء والاستشفاء تدريجيا.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق