السؤال:

أنا عندي بنتي عمرها 7 سنوات. مشكلتي ﻻ يوجد تفاهم بيني وبين زوجي ووصلت الأمور لدرجة التفكير بالطلاق. ماذا أفعل من أجل إبنتي. أنا بحاجة للنصح واﻻرشاد. هل أصبر وأتحمل ويبقى الخلاف سرا؟ هل أختار حل الطلاق وأخلص من التردد؟ أحتاج لاستشارتك! أنا بحاجة لمساعدة! 

الجواب: 

أتفهم صعوبة مشاعرك وثقل همك. أنت تعيشين حالة تخبط وتردد. أنت اليوم تتخبطين بين اختيارين بين استمرارك بعلاقتك بزوجك أو العكس. 

ماذا يهمك لأجل طفلتك؟

أكثر ما يشغل بالك وما يقلقك هو المس بحاجات طفلتك عند اتخاذك قرار الانفصال. 

إن أول ما تحتاجه طفلتك هو شعورها بالاطمئنان. إن كان الانفصال يجعلها دائمة الشعور بالأمان فلا ضرر من خطوة طلاقكما. 

هل طلاقكما سوف لا يجعلها تعيش قلق خلافكما؟ أنت هي التي تتأكد من ذلك ولست أنا. أنا ليس بمقدوري التكهن والتوقع. أنت وزوجك يمكنكما الاجابة على مثل هذا التساؤل الهام.

أما ثاني حاجاتها فهو الحب الدائم. الحب بجميع ظروفكما وتضارب عواطفكما. شعورها بحبكما لها هو حاجة لا دخل لها بصراعكما وعدم تفاهمكما. هي ليست طرفا بما سوف يحدث بينكما. هل يمكنكما اشباعها بتلك الحاجة من غير اختلاطها بأوراق طلاقكما؟

أما الحاجة الثالثة والأخيرة فهي النموذج- أي أنتما-. هي تحتاج لهذا النموذج العاطفي الذي تتعلم منه الكثير والذي سوف تقلد سلوكه، طريقة تعامله، ألفاظه وأساليب حلول مشاكله عند مواجهة الصعوبات... هل طلاقكما سوف يفقدها هذا النموذج؟ كل تلك الأسئلة أنت وزوجك فقط لديكما الجواب الأكيد.

هل أصبر وأتحمل؟

أنا لست بموقع يعطيني شرعية اتخاذ قرار مصيري كهذا. ما يهم للشريكين الآن هو شعوركما بالأمان. الأمان يعني عدم لجوء أحدكما لتعنيف أو تجريح الشريك الآخر. 

الحياة الزوجية مبنية على احترام خصوصية الشريكين. الحياة الزوجية تحتاج لفن بأسلوب التعامل بين الطرفين. لا للتركيز على تغيير الشريك. تلك مهمة فاشلة وليست صحية للطرفين. كل شريك مسؤول عن سلوكه، تعابيره وتعامله...

اختيار الصبر والتحمل يحتاج لقرار شخصي لا يمكن فرضه على طرف.

إن اخترت لك الصبر والتحمل فهذا قرارك. يحتاج مثل هذا القرار لمسؤولية الثبات على الاستمرار بتطبيقه. نجاح التزامك بالقرار يحتاج لتجديد رؤيتك بالشريك. من اليوم فصاعدا يلزم تركيزك على إيجابيات سلوكه، تعامله، تعبيره... وتجاهل غير المستحب الصادر من الآخر. 

يحتاج القرار أيضا للتركيز على كل تغيير مستحب يقوم به الطرف الآخر والاعتراف له به بحب واحترام. تدريجيا ويوما بعد يوم يختفي الشعور بثقل مسؤولية قرار الصبر ليحل محله الشعور بالامتنان والابتهاج بقسمتك ونصيبك. أي تنقلب الرؤية من الجانب المقيت بالشريك إلى الجانب الطيب وبروح مرحة وسعيدة.

ماذا عن الصعوبات غير المتوقعة بالعلاقة الزوجية؟

تلك هي الحياة. توقع صعوبات يخفف من درجة الشعور بحدتها وقوة تأثير وقعها. الثبات على قرار التركيز على المستحب يدفع بالشريك ليبذل كل جهد للتغلب على كل صدمة أو حدث غير لطيف ومفاجئ. طالما قرارك هو الاستمرار على إنجاح العلاقة طالما خفت درجة الصعوبة. كلما ثبتت الارادة وقوي التركيز على المستحب كلما زادت الرغبة بالتمسك بمواصلة العيش معا. من المهم هو تأجيل المفاتحة والعتاب عند حدوث أي بادرة سوء تفاهم أو أزمة. عامل الزمن يبرد من ثورة الانفعال والتأثر. التأجيل هو أفضل علاج لاستعادة السكينة العائلية. 

ربما أحيانا يلزم الابتعاد لبعض الوقت. الابتعاد هو قرار تجريبي وصحية يعمل على فحص تأجج العلاقة العاطفية. المهم عند التباعد التجريبي العمل على طمأنينة الطفلة العاطفية وعدم ادخالها في تعقيدات الارتباط. لا لزعزعة أمانها واستقرارها. تدريجيا ومع مر الوقت ربما تعتمدان معا العودة الصحية أو ربما الانفصال العلاجي والهادئ. المهم هو عدم التسرع بالقرار والتأني عند اعتمادك الاختيارات المصيرية الهامة وبالتوفيق.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل. 

عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]