خطئ من يعتقد أن الحالة والقدرة الجنسية يجب أن تكون دائماً ثابتة حتى مع مرور الزمن؛ مما قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات أسرية وزوجية خطيرة، وتجعل الأداء الجنسي أكثر صعوبة مما يمكن أن تكون عليه.
في حين نجد أن تفهم الزوجة طبيعة التغيرات العضوية والوظيفية التي تطرأ على الجهاز التناسلي لدى الزوج تساعد كثيراً على تحسين الأداء، وسرعة الاستجابة للطرق العلاجية الحديثة، والتي أظهرت تحولاً إيجابياً في مجال الصحة الجنسية للزوجين.
الحالة: الرسالة التالية مرسلة من السيدة «ص.د» تقول: إنها في أوائل الأربعينيات من العمر، متزوجة حديثاً من زوجها السابق، وبعد فترة طلاق استمرت أكثر من 12 عاماً بسبب تدخلات الأسرتين في حياتهما الخاصة؛ ما اضطرها إلى طلب الطلاق، وبعد مرور هذه السنين رجعت العلاقة الزوجية بينهما بعد وفاة الأخت الكبرى، والتي كانت -كما تقول- السبب في حدوث الطلاق.
المشكلة تكمن في أنها فوجئت بأن القدرة الجنسية لدى الزوج أصبحت مختلفة تماماً عما كانت عليه في فترة الزواج الأولى، فقد لاحظت ضعفًا مع كل المحاولات المثيرة من جانبها للمساعدة على التحفيز، وهو ما جعل الزوج يشعر بالحرج والاعتذار بأسباب تعرف هي أنها غير ذلك، في حين كانت العلاقة الحميمة في السابق أكثر من رائعة وبتفاهم وإشباع جيد لهما.
تضيف السيدة «ص.د» أنها تحب زوجها ولا ترغب في الانفصال عنه مهما حدث، وتسأل هل يمكن علاج حالته مع العلم بأنه لا يعاني من أمراض معينة سوى أنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وتحت العلاج الطبي.
الإجابة: الأخت السائلة «ص.د»: المشكلة التي تلاحظينها على الأداء الجنسي للزوج يعاني منها نسبة غير قليلة من الأزواج، حتى ولو لم يكن هناك انفصال وطلاق ثم عودة للحياة الزوجية بينكما، وقد يكون هذا البعد الذي استمر 12 عاماً هو ما ساعد على ملاحظة حجم التأثير على الأداء الجنسي على عكس الأمر إذا ما كانت العلاقة قائمة، ويمكن أن تكون الملاحظة غير دقيقة للحالة التدريجية التي تصيب الأداء الجنسي عند الزوج.
هناك أمران لابد أن نتطرق لهما بالتفصيل:
1- حالة عدم القدرة على الانتصاب دون الوصول إلى مرحلة القذف، هذه الحالة يجب التأكد من سلامة الأعصاب المغذية للعضو التناسلي، وأيضاً ضخ الدم له، ويتم ذلك عن طريق جهاز قياس ضخ الدم والانتصاب الليلي، ويجب التذكير بالتأثيرات الجانبية لبعض الأدوية التي تساعد على تخفيض ضغط الدم المرتفع، وما تسببه في عدم القدرة على الانتصاب. ويكون العلاج هنا حسب الحالة، والتشخيص الدقيق.
2- الحالة الثانية هي حدوث انتصاب ضعيف لمدة غير كافية للإيلاج يتبعها القذف، وهي حالة تصيب أكثر من 30 % من الرجال، وتعرف بالقذف المبكر، ويمكن علاجها باستخدام الأسلوب السلوكي مع الاستعانة ببعض الأدوية التي تؤخر حدوث القذف.
الأمر المهم هنا أن نعرف مدى حدوث الرغبة الجنسية مع هذه الحالات خاصة الحالة الأولى، فقد وجدت مجموعة من الأدوية التي تساعد على تحفيز الانتصاب في حالة وجود الرغبة الجنسية سواء كان الضعف الجنسي نتيجة عوامل عضوية، أو حتى بعض الحالات النفسية التي تفقد فيها الرغبة. الأمر الآخر: من المهم التأكد من عدم وجود علامات الاكتئاب، والتي تؤثر بصورة مباشرة على الرغبة الجنسية، وبالتالي على القدرة الجنسية، وعلاج هذه الحالات يضمن عودة النشاط الجنسي بصورة جيدة لدى الزوج.
وهنا أهمس في أذنك بإعجابي برغبتك الصادقة في التمسك بالزوج، وهو أمر يساعد كثيراً على رفع الروح المعنوية لديه وبالتالي الشفاء بإذن الله. نصيحة: يطرأ على الجهاز التناسلي تغيرات مع مرور الزمن، وقد يكون أول الدلائل والمؤشرات على وجود خلل ما في الناحية الجسدية العضوية مثل التأثيرات السلبية للأدوية، وجود زوجة محبة ومتفهمة يعدّ أهم خطوة على طريق الشفاء بإذن الله.
[email protected]
أضف تعليق