عرض معهد الهندسة التّطبيقيّة ("التّخنيون") في حيفا، مؤخّرًا، سيّارة "فورمولا" خاصّة، صغيرة الحجم نسبيّـًا، حمراء اللّون لامعة، بناها 25 طالبًا في إطار معرِض المشاريع التّخطيطيّة لكلّيّة هندسة السّيّارات (الماكينات). ومن المتوقّع أن تشارك هذه السّيّارة في سباق الـ"فورمولا" العالميّ للطّلبة، الّذي سيُقام في شهر أيلول/سپتمبر المقبل في مدينة ڤيرونا الإيطاليّة.
وتشارك في هذا السّباق مجموعات طلّابيّة من 50 جامعة في أنحاء العالم. وتبلغ السّرعة القصوى للسّيّارة المُصمّمة 170 كم/س، وهي ذات قدرة اندفاع (تسارع) من 0 إلى 100 كم/س خلال 4 ثوانٍ، فقط.
يُذكر أنّ المبادر إلى المشروع وصاحب فكرته هو الطّالب العربيّ، أحمد عمري، طالب للّقب الثّاني في "التّخنيون"، والّذي شكّل – قبل أزْيَدَ من سنة ونصف السّنة، تقريبًا – فريقًا من الطّلبة في كلّيّة هندسة السّيّارات؛ وأعدّ عرضًا بالشّرائح للطّلّاب في أثناء محاضرة أمامهم، فدُهش من تجاوب الطّلّاب الّذين استمعوا إلى هذه المحاضرة، وقد تشكّل، فورَ ذلك، فريق الطّلّاب والطّالبات، المؤلّف من 25 طالبًا وطالبةً من المتميّزين – 7 منهم من الطّلبة العرب – وباشروا العمل على المشروع.
وقد انضمّ إلى الفريق الپروفِسور رؤوڤِن كاتس (رئيس مساق التّخطيط والإنتاج في كلّيّة هندسة الماكينات) حيث اهتمّ بتوفير المختبر للطّلّاب وإدماجهم في إطار دورة ختاميّة لمدّة سنتين.
وفي أعقاب حديث مع الطّالب الحيفاويّ ماريو نبيل عبّود – أحد المشاركين في مشروع بناء وتصميم سيارة الـ"فورمولا" الحمراء – دعاني إلى معهد الهندسة التّطبيقيّة ("التّخنيون")، وتحديدًا إلى كلّيّة هندسة الماكينات، للوقوف على المشروع عن كَثَب.. فكان في استقبالي ثلاثة طلّاب عرب: ماريو نبيل عبّود وألن لويس عبّود (حيفا) وصاحب المشروع والمبادر إلى الفكرة، أحمد عمري (صندلة)، وعدد من الطّلبة اليهود؛ تتوسّطهم سيّارة الـ"فورمولا" الحمراء اللّامعة، وهم ملتفّون حولها ومنكبّون بكلّ جِدّ وحماس على العمل؛ لإتمام تصميمها وبنائها.
ساعات عمل متواصلة
وقال الطّالب أحمد عمري: "كما ترى، نحن نعمل – في الأسابيع الأخيرة – ساعات متواصلة بجِدّ لهدف إنجاز المشروع والانتهاء من بناء السّيّارة في الوقت المحدّد؛ قبل المنافسة، مع الحفاظ على والالتزام بأدقّ التّفاصيل الهندسيّة".
وأضاف: "ولكن هذا المشروع – بالإضافة إلى أنّه يتطلّب بذل جهود كبيرة وساعات عمل طويلة – مُكلف جدًّا، وقد كانت الفكرة – في البداية – أن يكون على نفقتنا الخاصّة.. ولكنّا نجحنا في تجنيد مصادر تمويل للمشروع من قبل متبرّعين قدّموا نحو 400 ألف شاقل". (غطّى مبلغ التّبرّع هذا معظم تكاليف المشروع – م.ف.).
واستطرد، قائلًا: "كثيرون لم يؤمنوا بالمشروع، بدايةً، ولم يصدّقوا أنّه سينجح. وقد واجهنا عدّة تحدّيات مركَزيّة؛ كالتّحدّي الهندسيّ المطلوب لبناء السّيّارة، ثمّ التّحدّي الإداريّ".
ومضى، قائلًا: "والآن، بعد أن تحقّق الحلم ببناء سيّارة، فإنّي أشعر ببالغ التّأثّر والغبطة؛ إذ تولّى أحد الطّلبة مسألة التّنظيم العمليّ لبناء السّيّارة، واهتمّ طالب آخر – من كلّيّة الهندسة الجوّيّة وعلوم الفضاء – بالمساهمة في تصميم السّيّارة".
وأكّد لي عمري أنّ هذه المنافسة هندسيّة أساسًا، تعتمد على البناء والتّخطيط والتّنفيذ؛ فهي منافسة أكاديميّة أكثر منها سباقًا. هذا وأعرب الطّلّاب عن أملهم في مواصلة العمل على إنجاز هذا المشروع والانطلاق نحو مشاريع مستقبليّة مشابهة.
أمّا الطّالبان الحيفاويّان، ماريو وألن عبّود، فقد أشادا بالمشروع وأشارا إلى أنّه تطلّب منهما بذل جهود كبيرة، ولكن – في المقابل – أكسبهما دفعًا إلى الأمام وأثرى – على مدار سنة ونصف السّنة – رصيدهما الفكريّ وأغنى تجربتهما العمليّة ضمن العمل مع طاقم يتمتّع بقدرات ذهنيّة مختلفة. وصرّحا بأنّهما ماضيان في العمل ضمن الفريق على أدقّ التّفاصيل الهندسيّة للتّغلّب على بعض المش
[email protected]
أضف تعليق