السؤال:
عندي طفلة _ابنتي _ في السادسة من عمرها. رافقت أباها قبل أربعة أيام بزيارة صديق له. أثناء انتظارها انتهاء جلسة والدها مع صديقه شاهدت مع ابنته فيلما يتحدث عن طفلة اختطفوها من أهلها. منذ ذلك اليوم وهي تبكي قبل النوم ولا تريد أن تنام في غرفتها. هي لا تكف عن التمني بأن لا ينتهي النهار كي لا يحل الليل. تحدثنا معها عن الموضوع. سمحت لها بالنوم معنا حتى منتصف الليل فأعيدها لفراشها. لليوم الرابع أشعر بأن المناظر ما زالت عالقة في ذهنها ولا أعرف كيف أبعدها عن مخيلتها. تحدثت بالطبع مع زوجي عن اهماله ولكن هذا لم يغير ما حدث. أنا لا أدري ماذا افعل معها!!
هل عندك فكرة لمساعدتي؟ أود أن اضيف بأنها تحب مجموعاتك القصصية وتفضلها عن أية لعبة أخرى.
الجواب:
لا للقلق. الحياة مليئة بالمفاجآت السارة والضارة. براءة الأطفال تصطدم بتلك التجارب فتتعلم عنها وتكتسب خبرتها اليومية فتتسع معرفتها.
هل بمقدور الأهل توقع ما سوف يجري لأطفالها؟
طفلتك مرت بتجربة ليست لطيفة وأيضا مرعبة. إن الأهل ليسوا بآلهة بمقدورهم توقع ما سوف يجري مع أطفالهم. الإشراف الدائم ضروري ويمكن أن يقي الطفل من عدد من المخاطر. أما الملامة والعتاب فلا يساعد بل يتعب ضميرهم وينهك أعصابهم. الطفل بحاجة لأبوين منتعشين وغير مثقلين بالمتاعب وبالانشغالات الجانبية. وجودها مع أبيها ومرافقته زياراته حالة جميلة ومفيدة لطفلتك خاصة لأنها لا تراه كثيرا. حضورها فيلم فيه حادثة مفزعة هي حالة اجتماعية يمكن أن تحدث. المناظر جعلتها تتأثر من أحداثها وتخاف من آثارها. حالة طارئة تحتاج لعناية تربوية خاصة. طفلتك تحتاج لأبوين يساعدانها على الخروج منها بسلام وهذا هو دوركما العاطفي والتربوي الفوري.
كيف التعامل معها للخروج من مخاوفها؟
خوفها شرعي وبمكانه. هي تحتاج للاطمئنان الفوري لذا يلزمها:
1- التحدث معها عما رأت بالفيلم وعما تفكر به. تكرار وصف ما رأت يساعدها على التعبير عن مخاوفها لدعم وعيها العاطفي الواقعي. كلما تحدثت أكثر كلما ساعدها على فهم واقعها المطمئن وذلك للتوفيق ما بينه وبين الحكاية الصادمة في الفيلم.
2- الاصغاء الصادق لما تقوله من غير تصحيحها أو تغيير وقائع أحداث الفيلم يساعدها على تفهم ما جرى في الفيلم وما تعيشه في واقعها الحقيقي الآمن.
3- السماح لها بالتعبير عن مخاوفها كلما احتاجت ذلك بالقول لها، مثلا: كلما شعرت بالحاجة لي فأنا دائما بجانبك. نحن معك دوما لكي نحميك من أي مخاوف. عند شعورك بالقلق لا تتأخري بطلب المشاركة فنحن نحبك.
4- غمرها ومعانقتها عند لجوئها لحماية وطمأنتها بالتأكيد لها بأنها بأمان معكما.
5- الدراما القصصية تناسب جيلها. التحدث إلى دمية كُشْكُشْ وعلى مسمعها ناقلة خبر ما رأته طفلتك في الفيلم ومؤكدة له في ختام الخبر بأنك سوف لا تتركينها أبدا وذلك بالقول: أسمعت يا كُشْكُشْ عن الفيلم الذي.... أتعرف يا كُشْكُشْ بأننا سوف نبقى سوية مع...؟ نحن نحبها وسوف لا نسمح لأحد بابعادها عنا. هل توافقني الرأي؟
6- تتابعين الطلب منه قائلة: هيا يا كُشْكُشْ نرسم معا بيتنا القوي بحيطانه وأبوابه. ثم نرسم فيه صديقتك بداخل البيت نعانقها جميعنا. ثم تباشرين برسم بيت قوي تصفين حيطانه وأبوابه...
7- تسألينه في الختام: أريدك يا كُشْكُشْ أن تحرس معي صديقتك ابنتي حبيبتي! أنت حارس هذا البيت القوي الذي لا يستطيع أحد أن يدخله إلا بإذنك. أموافق؟
8- يوما بعد يوم ومع تكرار تلك العبارات المطمئنة وبعد مضي 21 يوما سوف تستعيد أمانها وسوف تعود لحياتها الطبيعية اليومية مضيفة لرصيدها العاطفي خبرة جديدة.
9- المهم أن يعرف الأهل بأن تلك التجارب هي خبرات يومية لا بد منها. النجاح التربوي هو باشباع الطفل بالطمأنينة والحب لكي يستعيد أمانه. أنت هي نموذجها الذي سوف ترتاح بتقليد تعامله مع المفاجآت الصعبة خاصة بوجودك بجانبها دوما.
وأخيرا أنصح بكثير من برامج اجتماعية تضم أطفال بجيلها كي تلعب معهم وتتسلى باستضافتهم أو بضيافتهم. العلاقات الاجتماعية المتكررة والألعاب الجماعية تبعد عنها كل أسباب القلق والانزعاج. الأنشطة الحركية والفعاليات الرياضية الجماعية المسلية لها دور كبير في التنفيس عن ضغوطها العاطفية اليومية.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق