عقدت جامعة القدس المفتوحة ندوة بعنوان: "نحو أهداف إستراتيجية معاصرة للتعليم العالي الفلسطيني"، وذلك يوم الأربعاء 3/7/2013م، وعرضت خلالها خمس مداخلات قدمها باحثون متخصصون من الجامعات الوطنية، وحضرها نخبة من المهتمين بتطوير التعليم العالي الفلسطيني وبلورة أهدافه وفلسفته بما يتناغم ومتطلبات التنمية الشاملة في المجتمع الفلسطيني في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
وافتتح أ. د. يونس عمرو الندوة بكلمة رحَّب فها بالمشاركين وأكد أهمية معالجة قضايا التعليم العالي ورسم سياساتها من منظور علمي منهجي يفي بمتطلبات المرحلة الحاضرة والمستقبلية، منوهًا إلى أهمية التعليم العالي ودوره في تلبية متطلبات التنمية والنهضة الشاملة لأبناء شعبنا الفلسطيني في ظل التحديات التي يواجهها على الصعيدين المحلي والخارجي.
وأضاف أن الندوة جاءت في وقت حرج تمثل بتعرض التعليم العالي الفلسطيني لعدم الاستقرار، فالتعليم العالي بدأ بجهود فردية وشخصية حينما أغلقت السبل أمام الشباب الذين لم يعد بإمكانهم مغادرة الأرض المحتلة للدراسة خارج الوطن، ووضعت لبنات التعليم العالي من خلال تلك المؤسسات الصغيرة، وأنشئ مجلس التعليم العالي الذي كان يتخذ طابع التعليم السياسي، وكانت الهيئة بمثابة حلقة وصل بين مختلف المؤسسات في ظروف يعلم الكل صعوبتها.
وأكد أ. د. عمرو أن التعليم العالي الفلسطيني يفتقر إلى معايير الجودة والاعتماد، ويفتقر إلى نظام واضح للتعليم العالي عامة والتعليم المفتوح خاصة، فنحن في جامعة القدس المفتوحة بحاجة ماسة إلى نظام يؤطر هذا النمط من التعليم الذي بات يشكل الرافعة الحقيقية لنهضة التعليم العالي في العالم، بما يوفره من فرص تعليمية لملايين الطلبة بالعالم أجمع الذين تضيق بهم الجامعات التقليدية.
وبدأت الندوة أعمالها بإشراف أ. د. سمير النجدي نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في الجامعة، وإدارته، حيث عرض أ. د. حكمت هلال عميد البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية ورقة تناول فيها متطلبات الجودة والنوعية ومعاييرها التي ينبغي توافرها في التعليم العالي بما يواكب المستجدات المعاصرة ويرتقي بالتعليم العالي الفلسطيني إلى مستويات تتوافر فيها الحداثة والتمييز في مدخلات التعليم ومخرجاته.
وعالج د. إياد خليفة أستاذ إدارة الأعمال في جامعة القدس في المحور الثاني للندوة محددات العلاقة بين التعليم العالي وسوق العمل وتأطيرها بآلية تحول دون استشراء ظاهرة البطالة في المجتمع الفلسطيني.
وتناول أ. د. هنري جقمان عميد البحث العلمي في جامعة بيرزيت، قضية البحث العلمي من حيث واقعه وأهميته في منظومة التعليم العالي وآفاق تطويره في الجامعات الفلسطينية باعتباره مرتكزًا مهمًّا لنهضة المجتمع وتطوره في شتى المجالات، ولا سيما المعرفية والإنتاجية.
وعالج أ. د. علم الدين الخطيب في ورقته كيفية الموازنة بين سمو الأهداف وضعف التمويل، وقدم مجموعة من الاقتراحات لتفادي هذه المشكلة وإيجاد حلول لها تضمن تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم العالي، مع ضرورة إيجاد مصادر مالية كافية تسهم في تطبيقها وتجسيدها على أرض الواقع.
وختمت الندوة بورقة قدمها أ. د. سفيان كمال مستشار رئيس جامعة القدس المفتوحة للتعليم المفتوح، استعرض فيها أهم التحديات التي تواجه التعليم العالي الفلسطيني في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي يتوجب على المسؤولين جميعًا مواجهتها سريعًا كي تكون مخرجات التعليم العالي الوطنية والتنموية بجودة عالية.
وأعقبت هذه المداخلات مناقشة مستفيضة من الحضور الذين أدلوا بتصورات ومقترحات أثرت الندوة، وأظهرت مدى الاهتمام بتطوير التعليم باعتباره الرافعة التي تؤمن نهضة المجتمع وتطوره في شتى المجالات، وقدمت في نهاية الندوة جملة من التوصيات كان من أبرزها تقدير الجهد الذي بذلته جامعة القدس المفتوحة في معالجتها لمثل هذه المسألة الحيوية، وتثمين الدور الذي تقوم به في إطار مسؤوليتها المجتمعية التي تشكل عنصرًا رئيسًا من عناصر فلسفتها التعليمية والتربوية، وتمنى الحضور أن تتكرر مثل هذه اللقاءات بغية الخروج بفلسفة واضحة المعالم للتعليم العالي الفلسطيني تتوافر فيه عناصر الجودة والحداثة على المستويين الأكاديمي والبحثي في ظل تنامي القدرات المعرفية والتكنولوجية في عالمنا المعاصر. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]