ظاهرة شبكة الكلية القطرية- سخنين ليست صدفة أو نتاج الفترة الحالية بل هي وليدة العمل المتقن، ففي ظل امتداد هذه الظاهرة الوقعية على مدار السنين ووفق رؤية السيد أحمد بدارنة (أبو نزيه) رئيسها ومديرها العام. هذه الظاهرة التربوية الجريئة اعتمدت بالأساس على رؤية تربوية تفهم المؤشرات التربوية والثقافية وتتعمق في معطيات الوسط العربي بصورة مكثفة، فالمدارس والكليات التي أقيمت وتأسست تخدم قطاعات واسعة جدا من المجتمع العربي في البلاد، وعليه آثرنا أن ننطلق في هذا اللقاء عبر أفكار تربوية وثقافية مع رئيس الشبكة السيد أحمد بدارنه (أبو نزيه).
بداية، نود ان توضح لنا كيف يتم العمل في مدارس الشبكة القطرية وما هي الروابط التي تتعامل معها الشبكة عامةً؟
نعم، الحديث هنا يعيدني إلى بداية عملنا الذي نركز من خلاله على الاسترسال في الحداثة والتطوير ضمن ومن خلال أمر مهم يقع في محور عملية تدريج الموضوعات التربوية وفق سلم أولويات معروضة لدينا، لذا نحن نجتهد في أن نعرف هذا السلم وحسبه نبني برامجنا.
شبكة الكلية القطرية تمتد شمالا وجنوبا وهي تبدأ من روضات الأطفال وصولا إلى المدارس الابتدائية، الإعدادية والثانوية وصولاً إلى المدارس التكنولوجية ومن ثم كلية الهندسيين. كما أننا نقوم بتشغيل الآلاف من المعلمين والأساتذة والأكاديميين وفق اختصاصاتهم المختلفة، هذا بالإضافة إلى أنه لدينا طاقم إداري موسع هو الذي يأخذ على عاتقه عملية بناء البرامج ومن ثم تنفيذها في الحقل.
في موضوع ملائمة الموارد القائمة في المدارس على كافة أشكالها، ماذا تطرح شبكة الكلية القطرية في سياق هذه الملائمة، لا سيما أنها متعلقة بظروف ومتغيرات التي هي من نتاج عوامل أخرى ومن فعل المؤسسات العاملة بشكل عام؟
من يعمل في جهاز التربية والتعليم عليه ان يكون متنبها لكل العوامل مجتمعة ولكن عليه أن يقوم بتحليلها بشكل منفرد، وهذا ما نقوم به حتى في اجتماعات الطواقم العديدة التي تنعقد لدينا بشكل دوري، فإذا افترضنا أن فكرة معينة ظهرت من احد الأشخاص في الطاقم فنحن نقوم بصياغتها من جديد ونفحص إمكانيات تنفيذها أيضا وفق المتغيرات في الحقل وبشكل مهني، فالمدرسة هي عنوان للطلاب والمعلمين وما نقوم به هو عملية جذب قطاع المعلمين للطلاب وبشكل عكسي هذا يتم عن طريق تأكيدنا على عملية بناء الثقة بين الطواقم الإدارية والمعلمين لان هذه هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها يمكن للطلاب أن يستفيدوا.
اذا تحدثنا أيضا عن المدارس التكنولوجية وكليات الهندسيين،كيف أتتكم فكرة إدراج هذه البرامج ، هل هذا الأمر صدفة أم انه متعلق بموضوعات أخرى؟
الطريق المثلى للوصول الى التميز هو الاستمرارية في العمل والتواصل بين أطياف المجتمع المختلفة، هذا الأمر هو الذي يدفعنا دائما الى القيام ببناء مؤسسات أخرى تدخل في إطار المصلحة الجماعية لكل الوسط العربي. ما نأمله دائما هو حصول الوسط العربي على خيرة الخدمات، بالرغم من ذلك فالطريق طويلة للوصول لانجازات أخرى نوظفها ونستثمرها حتى يكتسب منها الأكاديميون والجامعيون ويضعوا ما كسبوه في المؤسسات الأكاديمية في حلقات شبكة الكلية القطرية.
إن المدارس التكنولوجية بنيت بالأساس حتى تزود احتياجات الطلبة من خلال اختصاصاتهم المختلفة فهذا الاختلاف هو الذي يدعو إلى التجدد دائما. كليات الهندسيين تدعم ما ذكرته سابقا في موضوع اللجوء غلى نفس المكان لإكمال الدراسة، أي أن التسهيلات هي تلك المتواجدة في نفس المكان وبناءا عليه هذا يجعلنا راضين عن قضية التواصل والتزامنا به.
معلوم أن شبكة الكلية القطرية تعرض خدماتها على قطاع واسع من سكان الوسط العربي بدءا بصفوف الروضات وانتهاءً بالتعلم بكلية الهندسيين، لهذا العمل يتوجب توفير طاقة كبيرة للعمل على تزويد هذه المؤسسات بالموارد الإنسانية والمالية ألا تعتقد ذلك؟
طبعا، ولذا أحيانا لا نشعر بالوقت الزمني الذي يمر نحن في صراع معه نحاول بأقصى جهدنا أن نوفر كل التسهيلات والخدمات لطلابنا وهذا يقتضي الكثير من المجهود خصوصا في وجود شبكة ممتدة من الشمال الى الجنوب، نحن نقوم باتصالاتنا اليومية مع المسؤولين المتواجدين في الحقل للوقوف على الأمور التي يلزم القيام بها يوميا واحياناً نقوم بزيارات إلى المناطق لنجري جلسات طواقم يتم من خلالها البحث عن الموارد لجميع الاحتياجات التي قد تظهر فجأة.
كيف تنظر للوسط العربي إجمالا فيما يتعلق بقضية التربية والتعليم، ربما هنالك تصورات قد تشركنا فيها خصوصا انك منخرط في هذا المجال بشكل مكثف؟
يجب العمل دائما على إيجاد إجابات لجميع التساؤلات التي قد تعلو في كل الأندية والمؤسسات الرسمية. نحن في شبكة الكلية القطرية نكثف اتصالاتنا من اجل تشجيع الاستثمارات التربوية في الوسط العربي وعليه لن يهدأ بالنا خصوصاً مع وجود احتياجات كثيرة لهذا الوسط الذي نعتز بكوننا جزء منه ونتعامل معه بشكل يومي. بودي القول أن المعلمين في مدارس شبكة الكلية القطرية من القرى والمدن العربية يشعرون بالانتماء لهذا المكان لأننا بالدرجة الأولى نعيش في بيت واحد هدفه واحد، مساعدة الوسط العربي للوقوف بقضية التربية والتعليم لتصل إلى أعلى المستويات ومن ثم طرحها في جميع المنتديات عامة. العالم هو قرية صغيرة، الآن مع التطورات التكنولوجية مجتمعة نحن بودنا الوصول إلى المؤسسات العالمية حتى نقول لها ان الأكاديميين والجامعيين في المجتمع العربي يملكون كل المواهب والإبداعات التي تجعل المؤسسات العالمية تقلدنا وتستفيد من تجاربنا.
أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
[email protected]
أضف تعليق