السؤال:
أنا أم لطفلة بجيل سنه وخمسة شهور. هي لا ترضى إلا أن تأكل بمفردها وتبعثر الطعام. حين نحاول مساعدتها أو نأخذ منها الملعقة تبكي بشكل كبير جداً وتصرخ غاضبة. هي مازالت لا تستوعب كل شيء؟ كيف نتعامل مع هذه المشكله؟
الجواب:
ما هي المشكلة وما الذي يزعجك؟
هل المشكلة هي بأن طفلتك تبعثر طعامها؟ إن كان كذلك فهذه حالة سوف تتبدل سريعا مع تطورها العمري. أم إن كانت مشكلتك هي التنظيف من بعد البعثرة؟ تلك أيضا حالة سوف تنتهي عاجلا بالتدريب الإيجابي.
أما إن كانت مشكلتك هي بكاؤها وصراخها ورفضها مساعدتك؟ تلك حال جميع الأطفال بجيل طفلتك. يبعثرون طعامهم ولا يتقيدون بعادات الأكل الأنيق. جميعهم يرفضون المساعدة ويطلبون الاستقلالية. سوف تكبر طفلتك وسوف تعرف استعمال الملعقة بسهولة.
إنني أرى بأن مشكلتك هي بسبب بعثرة طعامها وباختيار الأسلوب المناسب للتعامل معها ولتدريبها الإيجابي.
لماذا يبعثر الطفل طعامه حين يأكل لوحده؟
ألا تعلمين بأن الطفل يتعلم من تجاربه التي يخوضها ويتمتع بها؟ تناول طفلتك طعامها لوحدها تجربة تفيدها كثيرا. إن طفلتك وجميع الأطفال بجيلها يتمتعون بتناول طعامهم لوحدهم. الكثير منهم يلهون باللعب بأكلهم بأيديهم. أثناء لعبهم بطعامهم يتعلمون عن المواد بالملمس. هم يقبضون على طبيخهم بكفهم ويعصرونه بقبضتهم ثم يقربون أصابعهم الملطخة بالطعام إلى فمهم ليأكلوا ما تبقى من طبيخ. كثيرا ما يلطخون شعرهم أثناء حركاتهم المتنوعة. الحواس وسيلتهم الأولى بالتعلم عن المواد وعن محيطهم.
كيف تتعاملين معها؟
باحترام خصائص تلك المرحلة العمرية. ولكن كيف؟
أعطها فرصة خوض التجربة بكاملها. لا تتعصبي عليها ولا تجعليها تشعر بأنك تراقبينها غير راضية وتتأففين من طريقة تناولها طعامها. لا تنتقدي أسلوب تعاملها مع الملعقة. محاولاتها المتكررة تعلمها تناول طعامها بثقة ومسؤولية. بعد كثير من المحاولات سوف تتقن عملها وسوف تجيد تناول الطعام بشكل لائق.
أما إذا شعرت بأنها بحاجة لمساعدة أطلبي منها الإذن بالقول: هل تحتاجين لمساعدتي( بدك أساعد؟ لما بدك أساعدك أنا حاضرة...) هي تفهم وتستوعب كل إشارة تبدر منك وعلى عكس ما تظنين. أعطها كل الوقت لخوض التجربة.
هل من طريقة لتضييق درجة اتساخ المكان؟
بالطبع نعم. اعتيادها الجلوس بمكان آمن على مائدة مخصصة للأكل ومن غير التنقل في كل مكان في البيت. تحديد المكان يجعلها تعتاد دوام الأكل على مائدة الطعام. هذا أيضا يسهّل عليك التنظيف فيما بعد. من المهم أن تضعي لها كمية طعام مناسبة لعمرها ويستحسن أقل. لا تكرمي عليها بالكميات. يمكن إضافة كمية قليلة تدريجيا إن عبرت لك عن حاجتها للمزيد. الطفل يتعلم السلوك بواسطة التجربة والخطأ. هي تكتسب خبرتها من كل تجربة تقوم بها إن كانت مستحبة أو غير مستحبة.
هل للنموذج العاطفي دور في اكتساب السلوك؟
بالطبع نعم. نموذجها العاطفي هو الأم، الأب، جديها وجدتيها، أعمامها وخالاتها و...) هم مثلها بتقليد سلوكهم. تناولك الطعام بأناقة هو نموذجها الخاص. لا تخافي عليها من أن تبقى غير قادرة على اتقان استخدام الملعقة والأكل الأنيق. في وقت قصير سوف تتقن ذلك وستصبح أنيقة مثلك. المهم هو فسح المجال لها بخوض التجربة طالما هي ليست خطرة. دعمها وتشجيعها بعد كل سلوك مستحب تقوم به أسلوب تربوي يساعدها على تكراره. في المرات القليلة التي تبعثر فيها كمية ضئيلة من طعامها حاولي امتداحها بالقول مثلا:( ياي إنتي شو نضيفي، ما أحلى الطاولة حول صحنك شوفي! إنتي بنت كتير مرتبة وبتعرفي كيف تمسكي المعلقة و...). التشجيع هو حاجة عاطفية تدفعها لبذل قصارى جهدها لتطوير أناقتها وترتيبها.
أما إن كنت تريدين إطعامها في بعض الأوقات فربما تتقبل ذلك في حالات مثل، عند سرد قصة لها تحبها فتنسى رغبتها بالأكل لوحدها أو ربما عند لهوها في الساحة بالخارج وهي تلعب على دراجتها مثلا، فتأتي إليك لتتناول لقمة وتعود بعد أن تنهي مضغها. المهم هو تقبلك تلك المرحلة بكثير من رضى وتفهم وبالتوفيق.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
جميل جدا أستفدت كثرا