سؤال:
أنا أم لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات. هي متمردة وعنيدة دائما وترفض كل شيء. ترفض النوم باكرا كما ترفض الذهاب إلى الروضة. تستخدم البكاء وكل أنواع الحيل لتجعلني أقبل رفضها. ما هو العقاب الذي يحرّمها التمرد والعناد. أنا تعبة جدا من تصرفها وشكرا.
جواب:
العقاب يكسر نفس الطفل ويذله بلا أية فائدة تربوية.
الأطفال بطبيعتهم وفي جميع مراحلهم العمرية يستخدمون كل الوسائل المتاحة ويجربونها على أهلهم لكسر الأنظمة. كل وسيلة تنجح معهم يكررونها. لقد أثبتت الأبحاث بأن سبب تكرار السلوك هو لأنه يحقق لصاحبه رغبته.
لماذا يشكو الأهل من اعتراض طفلهم على أنظمتهم؟
لأنهم يتوقعون من طفلهم الرضى والشكر مقابل ما يقدمون له كل ما يحتاجه فيتوقعون منه الطاعة. هذه حالة مثالية وغير واقعية خاصة بالنسبة للأطفال. أثناء تطور الطفل هو يتعلم ويختبر محيطه الاجتماعي. تدريبه على التوفيق بين أنظمة أهله ورغبته بالحرية والانفلات يحتاج لأساليب تربوية متفهمة وتحترم طبيعته. من الطبيعي اعتراض الطفل على ساعة نومه وطلبه المزيد من وقت يقظته المليء بالتسلية والمتعة. من الطبيعي استخدامه البكاء، الصراخ، العناد... ليؤثر على قرار أهله. تلك هي الحياة الواقعية وهذه هي الأدوار الطبيعية التي يتميز بها الطفل. توبيخه، عقابه، تعنيفه ... من الطبيعي أيضا ومن واجب أهله تدريبه على احترام النظام وطاعة القانون من غير المس باحترام الطفل وتفهم خصائص حالته العمرية. كل وسائل تربوية لا تحترم طبيعته وتعمل على تخويفه ولا تدربه على استخدام قدراته اللغوية للتمتع بالديمقراطية هي ضارة بتطور شخصيته. من واجب الأهل تدريبه على تقديم حجته بهدف اقناعهم بعدالة مطلبه أو التزامه بطاعتهم ونظامهم.
كيف يصبح الطفل ذا شخصية قوية وواثقة؟
تجاربه اليومية هي التي تبني له شخصية قوية وواثقة أو بالعكس. لتطوير شخصية طفل قوية وواثقة يلزم توقع الأهل تمرد طفلهم ولكن يلزم أيضا التأكيد له بأن كلمة الفصل تعود إليهم. هذا لا يعني عدم السماح لطفلهم بالاعتراض أو طلبه المزيد بل بالعكس ما يزيد من قوة الأهل هو الاصغاء الصادق له. لأن الاصغاء للطفل يجعله يتمسك بوسيلة استخدام لغته كملجأ لاقناعهم بحجته. كلما لاحظ الطفل تأثير لغته على أهله كلما اقتنع بأهمية استخدامه لغته وخاصة عند تكرار أهله ما ذكره لهم من حجج في ختام نقاشه. مما يزيده ثقة بنفسه خاصة عند اعترافهم له باقتناعهم بحجته والسماح له بالموافقة على مطلبه. هذا وفي وقت لاحق يجعله يستغني عن عادة البكاء أو الصراخ عند الاعتراض. هذا لا يعني ضعف الأهل أو انكسارهم بل هنا تكمن قوة تأثيرهم عليه لأنه وفي ختام كل مناقشة سوف يكون صاحب الكلمة الأخيرة هو الأهل. إن اقتنع الأهل بحجته اعترفوا له بذلك وإن رأى الأهل العكس يلزم الاصرار على تنفيذه القانون والثبات على التمسك به. يلزم الأهل ربط طاعة طفلهم بترغيبه وتشجيعه. لأنه أثبتت الأبحاث والنظريات بأن كل سلوك يحقق لنا رغبة سوف نكرره. الترغيب بشكره على الطاعة وامتداحه يجعله يعمل على تكراره. في وقت لاحق سوف يعتاد ديمقراطية أهله وسوف يعتاد السلوك المستحب.
يحتاج الطفل أيضا في جميع مراحل تطوره العمرية للكثير من الأنشطة الحركية التي يحبها وللفعاليات الرياضية التي يميل إليها وذلك للتنفيس عن ضغوطه ولتسليته أثناء ساعات نهاره وبالتوفيق.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
موقع جميل