اختارتْ توجان منصور الكاميرا رفيقة لها ولدربها الدراسي والمهني، قائلة: " أن الكاميرا، تُعبر عني، وتصور الأشياء بعيوني أنا، أتعامل معها بطريقتي، ومن خلالها أُعبر عن نظرتي للحياة"..
اختيار موضوع الدراسة..
وتدرس الطالبة توجان منصور، ابنة مدينة الناصرة، في كُلية تل حاي، موضوع الإخراج الإعلام، السينما والتلفزيون، الذي يشمل مواضيع دراسة الدراما، والإخراج الوثائقي، وهندسة الصوت، إضاءة وتصوير، ومونتاج – توليف الأفلام، وهي في سنتها الدراسية الأولى.
وتقول توجان عن سبب اختيارها لدراسة هذا الموضوع لانه "يُعبر عني وعن شخصيتي، إذ أحاول أن أعبر من خلال عدسة الكاميرا عن نظرتي للحياة وبطريقتي الخاصة"، مُشيرةً، إلى أن عدسة الكاميرا هي العين التي ترى الحياة من خلالها.
وتضيف في حديث خاص بــ"بكرا": "كان حلمي أن أتعلم موضوع السينما والإخراج، وأسعى من خلال دراستي، أن أعمل على تغيير مفهوم السينما بمجتمعنا الفلسطيني في الداخل، وخلق ثقافة جديدة لدعم الأعمال السينمائية الفلسطينية أو المحلية- كما يعرفها الكثيرون".
وتقول: "اخترت التعليم في كلية تل حاي، لأن أسلوب التعليم في الكلية، يُحفز الطلاب على العمل حتى لو بجهد من أجل الوصول إلى تحقيق الحلم، بالإضافة إلى أن التعليم في الكلية لا يعتمد فقط على النظام النظري، بل يجمع بين العملي والنظري".
وأكدت في حديثها، أن الأجواء التعليمية في الكلية، مُريحة ولا يوجد أي فصل عنصري يُذكر، ولا يوجد أي تفرقة بين الطالب العربي واليهودي، وكثيرًا ما يجد الطالب العربي الدعم من قبل إدارة الجمعية والمحاضرين، هُناك تسهيلات كبيرة للطالب العربي، منها تسهيل الوظائف في اللغة العربية، وتمديد الوقت خلال الامتحانات للطالب العربي، بالإضافة إلى مركز السلام القائم في الكلية.
صعوبات في التعليم في السنة الأولى
تقول توجان إنه خلال سنتها الدراسية الأولى، ومثل غيرها من الطلاب العرب، الدارسين في المؤسسات الأكاديمية في البلاد، واجهت توجان صعوبة مع اللغة العبرية، لكن سُرعان ما تغلبت عليها مع مرور الأشهر الأولى من التعليم، فهي في الكثير من الأحيان كانت تلجئ لمساعدة من قبل طلاب عرب سبقوها في التعليم.
وتضيف أن قضية السكان مشكلة أيضا فهو بعيد عن الكلية، وهي تضطر أحيانًا للخروج ساعة قبل بداية التعليم، كي تصل قبل بدء المحاضرة، كما أن تكاليف التعليم الباهظة.
تقبل الآخرين لموضوع الدراسة..
ومن الصعوبات التي واجهتها أيضًا، تقبل الأهل والمقربين منها، موضوع دراستها، والنظر إليه بنظرة سلبية، وقلة هُم من قاموا بدعمي وتشجيعي، لقولهم أن الموضوع غير ملائم لفتاة، ولا يوجد أماكن عمل شاغرة للمخرجات أو المصورات من النساء.
وتابعت قائلة لبكرا: " بالنسبة لي، دعم والدي الدائم لي منذ بداية تعليمي، يكفيني، انه يُؤمن برغبتي في تعليم هذا المجال، رغم أنه يُدرك أنه من الوارد أن أجد صعوبة في العمل، بسبب عدم توفر فرص العمل، أو أن هذا المجال حكرًا على أشخاص معينين".
وقالت: " أنا مُصرة لتحقيق حلمي وأُثابر لأن يكون قصة نجاحٍ أتحدث عنها دائمًا، أخطط لأن أكون مُخرجة ومصورة صاحبة اسمٍ كبير، أشارك بالمهرجانات على مستوى عالمي".
توجان تسعى لتأسيس عملها الخاص
قالت توجان، أن التعليم، ساهم في صقل شخصيتها وتطويرها، وقد أثر فيها من جانب إصرارها في تحقيق أحلامها، وتصبح يومًا ما تشاء، وأن تبني سيرة مهنية تليق بها وبطموحها.
وأضافت إنها تجد نفسها في الخمس سنوات القادمة، ونظرًا لفرص العمل القليلة، ربما تُؤسس نفسها في إحدى وسائل الإعلام، ومن ثم تفرش جناحيها وتُباشر عملها في إخراج الأفلام الوثائقية، وخاصة في كل ما يتعلق بالبلدات العربية وخاصة الناصرة، وكل التغيرات التي حصلت فيها عبر مرر السنين، وفي حال لم تناسبها الظروف، سوف تشد الرحال وتبحث عن النجاح خارج البلاد.
وتقول إن سوق العمل صعب جدًا، وسيلزمها البحث كثيرًا عن فرص عمل، رغم أن ذلك لا ينفي عن وجود مخرجين رائعين من مجتمعنا وهم بمثابة قدوة بالنسبة لها، ويبعثون الأمل لها.
إخراج أفلام في إطار التعليم..
رغم أنها في سنتها الدراسية الأولى، لكن توجان قامت بعمل عدة أفلام وصل عددها لخمس أفلامٍ قصيرة، بمشاركة وبتعاون مع زملائها في الدراسة.
وتعمل الآن على تصوير فيلم وثائقي، يتحدث عن جمعية الشجعان لسكري الأطفال، إذ تعتبر توجان الجمعية بيتها الثاني- وهي الجمعية العربية الأولى التي تُعنى بالأطفال السكريين، التي قام بتأسيسها الشاب شادي قسيس.
وآخر أفلامها التي قامت بعرضها، الفيلم المرفق مع المقابلة، ومدته 3 دقائق، وهو يروي قصه فتاه حُبست بمكان تعليمها، وتبدأ بالبحث عن طرق للمحاولة للخروج من الغرفة؟ شاهدوا الفيديو كيف تعرفوا أحداث الفيلم، وهو من تصوير علي ونوس، ومونتاج وتوليف : ارز كملوب.
أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
[email protected]
أضف تعليق