فيما يعيش ولدك المراهق فترة تكوين شخصيّته، تجدين صعوبة في سنّ قوانين الحياة ونقل آدابها إليه، حيث تضطرين الى اعتماد أساليب مختلفة لفرض الحدود عليه وأبرزها ترداد كلمة "لا" على مسمعه مراتٍ عدة.
تتشعّب الطرق التي تعزّز شخصية ولدك، وتتوحّد حول أهمية الابتعاد عن عامل القوّة لأنه لن يجلب لك إلا نتائج قصيرة الأمد وستجدين عاجلاً أو آجلاً أنّ ولدك يعتمد الأسلوب نفسه معك ومع محيطه.
تفاوض ومرونة
في هذا الإطار، تمدّك "حياتك" بجملة إرشادات تدور في فلك تكوين شخصية مفعمة بالتهذيب والأخلاق السامية، من خلال رفض بعض مطالب ابنك وتنفيذ بعضها الآخر.
تسلّحي بالليونة وراهني على ذكاء ولدك، حتى لو تطلّب ذلك مجهوداً كبيراً من قبلك.
كوني مستعدّة للتفاوض وتغيير بعض قراراتك فقط إذا كانت أسباب ولدك مقنعة مع التوضيح له أن عناده ليس هو سبب تغيير القرار.
عندما ترفضين طلباً لابنك، عليك أن تشرحي له الأسباب وأن تزوّديه بالأدلة والحجج المقنعة، خصوصاً أن الدراسات العلمية أكدت أهمية تكوين مهارات لغوية كبيرة لدى الولد الذي تعمد والدته الى شرح أسباب رفضها لطلبه.
توازن حقيقي
لا تفرطي في استعمال كلمة "لا" تركها للمواقف الخطرة والتي يصعب الرجوع عنها، ويجب أن توازي كلمة "نعم"، ما يخلق لدى الولد معنى التوازن الحقيقي في الحياة، فيدرك كيفية التمييز بين الصحّ والخطأ.
إذا كنت تنفذين رغبات ولدك بشكل دائم، رفضك لها يومًا ما سيشعره بالإحباط الشديد، أما إذا كنت ترفضين دائماً طلباته، سيجعله هذا الموضوع عرضة للحزن الدائم، فيتمرد في المستقبل.
في حال جاء طلب ابنك صعب التنفيذ، بدل أن تقمعيه وتحبطيه، يمكنك أن تستبدلي طلبه "شبه المستحيل" بآخر مقبول، شرط إرفاق ذلك بتوضيح كامل حول الأسباب التي دفعك الى ذلك. عندها، سيتمكن من التفريق بين أنواع طلباته ويُدرك سلفاً جوابها.
وسيلة سليمة
الأصدقاء، عنصر أساسي لولدك عندما يبلغ سنّ المراهقة، ولكن عليك أن تردعيه في الكثير من الأحيان، خصوصاً عندما تشكين أنّ هؤلاء يشكلون أرضاً خصبة لتبنيه بعض العادات السيئة، حينها تكون الـ"لا" لإنقاذه لا أكثر.
يُعتبر الرفض الذي تُنصحين باستخدامه وسيلةً سلميّة فعّالة في كثير من الأحيان خصوصًا أنه يُبعِدك عن وسائل العنف مع أولادك وهي الوسائل التي لم تعد مقبولة أياً كان خطأ ابنك.
تساوي الـ "لا" عندما تكون في مكانها بالنسبة الى أولادك عقاباً رادعاً، وبالتالي تساعدهم في كثير من الأحيان على معرفة التمييز بين الصحيح والخاطئ كي لا يواجهوا رفضك مجدداً.
المراهقة سنّ خطيرة خصوصًا أن شخصية ابنك تتكون في هذه المرحلة لذا فإن تكرار الرفض بلا سببٍ يُضعِف من شخصيته، وفي المقابل ردعه عن القيام بأمور تعتقدينها خطرة يساعده في تكوين شخصيّة اجتماعية صحيّة وسليمة قد تكون قدوةً لإخوته وأصدقائه.
حاولي ألا تسقطي تشدد والديْك عليك في سنّ مراهقتك على أولادك خصوصًا البنات منهم، فالعصر تغيّر وإشعار ابنتك بأنها صديقتك يقيها الانزلاق في الكثير من الأخطاء التي قد تكلفك الكثير لاحقاً متى شعرت بالكبت.
[email protected]
أضف تعليق