منذ مطلع العام الحالي 2013 قتل 32 شخصًا في 24 حادثًا داميًا كانت متورّطة فيها شاحنات – وفقًا لمعطيات جمعية "اور ياروك".
وللمقارنة، في العام الماضي 2013 بأكمله، قتل في حوادث كهذه 41 شخصًا وأصيب 77 آخرون بجراح.
وفي هذا السياق قال شموئيل ابواف، المدير العام لجمعية "اور ياروك": ليس السائق وحده المذنب، بل سلطات الدولة كذلك، ويجب تحميل المسؤولية أيضًا للمشغّلين (مالكي الشاحنات) في حال وجود اعطاب وخلل في الشاحنة، وفي حال تحميلها أوزانًا زائدة، وكذلك في حال تشغيل السائقين ساعات تزيد عن الحد المسموح. ويتوجّب على المشغّلين والشركات تكثيف الإرشادات لسائقي الشاحنات والالتزام بعدد ساعات العمل المسموح بها طبقًا للقانون – على حد تأكيد أبواف.
مؤخرًا نُشر تقرير "مقاييس الأداء"، الصادر عن المجلس الأوروبي للأمان على الطرقات (ETSC) والمتعلق بحوادث السيارات الثقيلة. وقد بيّن التقرير انه سجل تراجع في كافة الدول الأعضاء في "المجلس" بعدد قتلى حوادث الشاحنات، وبلغ معدّل هذا التراجع 6%.
وسجلت أعلى نسب التراجع في لاتفيا (15%) واسبانيا (11%) وصربيا (10%)، بينما سجلت أدنى نسبة (3%) في إسرائيل ورومانيا وفنلندا وهنغاريا.
ومن جهة أخرى بيّن التقرير أن نسبة تورّط الشاحنات في الحوادث الدامية (القاتلة) في إسرائيل والنمسا وفرنسا والسويد وسويسرا وبريطانيا تبلغ ضعفيّ معدل الحوادث المتورّطة فيها باقي أنواع السيارات في كل واحدة من الدوّل المذكورة.
ويوصي تقرير المجلس الأوروبي بالتركيز على السيارات الثقيلة لدى التخطيط وتحديد السياسات الخاصة بتطوير سبل الأمان على الطرقات، ذلك انه الشاحنات والحافلات متورّطة في حوادث دامية أكثر من باقي السيارات قياسًا إلى مليار كيلومتر سفر، كما انه غالبية القتلى هم من مستعملي الطريق وليس فقط من ركّاب السيارة الثقيلة نفسها. ويوصي معدو التقرير بتعزيز تطبيقات القوانين الخاصة بالسيارات الثقيلة، وكذلك بتركيب أدوات ووسائل تكنولوجية للحفاظ على حياة الناس.
وأحد الحلول الفعّالة النّاجعة لمتابعة ورصد ساعات العمل الزّائدة عن المسموح خلافًا للقانون، أو السّواقة بسرعة زائدة عن الحد المسموح – هو التيخوغراف الديغيتالي (الرقمي). وهذا الجهاز يسجّل ويوثّق عمل وأداء السائقين وسرعة السّواقة والأبعاد والمسافات وغيرها من المعطيات. ويقوم التيخوغراف باختزان التسجيلات الرقمية الخاصة بأنشطة وأداء السائق والسيارة في الذاكرة الداخلية للجهاز، وكذلك على انفراد بواسطة "قرص ذكي" موجود لدى السائق.
ويشار إلى أن الشاحنات ذات وزن 34 طنًا متورّطة في الحوادث الدامية القاتلة أكثر من السيارات الخصوصية بستة أضعاف. ومما يزيد من مخاطر تورّط الشاحنات في الحوادث هو أن ما يميزها أنها ثقيلة الوزن، ولديها "نقاط ميتة" تجعل من الصعب أو المتعذّر رؤية الدراجات والانتباه إليها، ناهيك عن المسافة الطويلة التي تقطعها قبل التوقّف.
[email protected]
أضف تعليق