• بروفيسور محمود خليل الكلية : خريجو الثواني عشر الموهوبون هم كنز المستقبل وعمادة المجتمع، لا سبيل آخر، سوى سبيل البحث عن الطاقات الواعدة ليتم مراعاتها وتوظيفها مستقبلاً في جميع المؤسسات التربوية في المجتمع العربي خاصة، والدولة عامة، وكليتنا عنوان نرسمه كل يوم"
•"لا نبحث إلا عن الأفضل، ولهذا قمنا بإقامة العديد من المراكز العلمية ومن ضمنها مركز لتنمية الموارد الفكرية والإنسانية الكامنة من أجل إجلائها وإظهارها للعيان، لإثارة الحقل التدريسي بمحفزات علمية تولد من جديد"
مسار الممتازين في كلية سخنين لتأهيل المعلمين يحمل طابعاً علمياً خاصاً يدمج بين العلم والمعرفة من جهة وبين بناء قيادة واعدة من الأكاديميين والأكاديميات من جهة أخرى، خاصة بعد سلسلة من الانجازات التي حققتها كلية سخنين على العديد من الأصعدة، والتخطيط المبرمج والمدروس في التواصل مع الطلاب خريجي الثواني عشر في خطوات تأتي لاستثمار إبداعاتهم الإنسانية لتنميتها وتوظيفها بالشكل الذي تليق فيه. وفي عالم تقترب من خلاله النظريات العلمية الماضية من نظريات يتم تطبيقها في الحاضر كان لنا هذا اللقاء مع بروفيسور محمود خليل رئيس
الكلية، لأخذ انطباعاته وآرائه في هذا المجال.
خطوة نوعية أخرى تنصب في إطار يقرب الحقل التدريسي من أكاديمية التعليم، هل لك أن تطلعنا على مسار الطلاب الممتازين الذي يتفاعل في الكلية؟
مسار الممتازين هو مركز للتنمية الفكرية وللموهوبين يهدف هذا المسار لتحقيق حلم الطالب والعائلة، مع استخدام الطاقات الواعدة للطلاب من خلال إطار يحضنهم ويرعاهم فكرياً وعلمياً واجتماعياً، فمن خلال هذا المسار يدرس الطلاب الممتازين 3 سنوات بدل أربع سنوات، كما ويحصل هؤلاء الطلاب على منحة تصل حتى 100 % من قسط التعليم.
طلاب المدارس يتلقون الكثير من خلال مدارسهم، فلا يبخل المعلمون عليهم بمعلوماتهم ومعطياتهم، والمواد التي تعمل على تطويرهم في مساحتين الأولى التربوية، والثانية الاجتماعية التي تتعلق هي الأخرى بالناحية التربوية فلا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض.
بودي القول أن لدينا محاضرين متميزين ومؤهلين للتعامل مع هذا القطاع من الطلاب الممتازين الذين انضموا إلى ركب كلية سخنين، هذا بالطبع شجعنا إلى توسيع مسار الممتازين إيماناً منا أن العطاء عليه أن يكمل مسيرته البناءة. لقد شددنا على طريقة بناء التفاعل مع أدمغتهم وعقولهم، فالمحاضر يقوم بدراسة مواصفات كل الطلاب، وبناءً عليه يعمل على إيجاد الطرق والوسائل التي من شأنها تطويره فكرياً وعلمياً مع استغلال كافة المواهب لديه.
فيما يتعلق بالناحية الاجتماعية نقوم هنا في كلية سخنين بالتركيز على تشجيعهم للمبادرة الذاتية التي تخلق لدينا قيادة شابة مستقبلاً، كما قلت سابقاً، لا يمكن أن نفصل الجانب التربوي عن الجانب الاجتماعي، ولذا بمجرد أن نربطهما مع بعضهما البعض نحصل على نتيجة حتمية ألا وهي تطور الطالب علمياً وفكرياً وتربوياً واجتماعياً.
بروفيسور محمود، تركزون على استقطاب طلاب المدارس مع كفاءاتهم لدراسة دورات متنوعة في كلية سخنين، ما هي القاعدة والرؤية الأساسيتين التي ترتكزون عليهما من خلال عملكم؟
ككلية، بإدارتها ومحاضريها والعاملين فيها نسعى دوماً نحو التجدد، والولادة من جديد ولهذا علينا أن نكون متداخلين تربوياً واجتماعياً في مواضيع البحث في جميع المؤسسات التربوية والثقافية. نحن نبادر لخلق جيل يفكر إيجاباً لمصلحة الأجيال المستقبلية، نفكر في خلق تفكير متميز لدى طلابنا في المدارس ليتاح لهم الاستمرار بمسيرتهم الأكاديمية في جميع الظروف والمناسبات.
أثبتنا أن الالتزام الاجتماعي هو خير طريق للوصول إلى الهدف في سياق خلق المبادرات والإنتاج الإبداعي من طرف طلابنا. مسار الممتازين وبالتوافق مع باقي المراكز في الكلية يقوم بخلق الخدمة المباشرة لطلابنا ويعمل على تشجيعهم معنوياً، وتربوياً وثقافياً وبالتعاون الكامل مع المدارس في الحقل.
إن هذا التواصل التربوي هو ما نصبو إليه، ليس فقط بين كلية سخنين وباقي المؤسسات، بل بين المؤسسات نفسها. الطريق المثلى للتقدم هو التعاون الكامل وفي جميع المجالات وهو أيضاً سر النجاح لدى أي تنظيم كان.
بروفيسور محمود خليل، التطور الحاصل يجب أن يكون ليس فقط لدى الطلاب في شخصهم، وإنما داخل مسار الممتازين نفسه، حبذا لو تطلعنا على هذا الجانب؟
نعم بالطبع، عملنا يعتمد على قاعدتين، القاعدة الأولى مثلما ذكرت هم الطلاب أنفسهم، والقاعدة الثانية تعتمد على تطوير المسار نفسه والخدمات التي نقدمها من خلاله.
المحصلة هامة جداً في عملية تهيئة الجو المناسب لحصول الطالب على علامات عالية. إذاً أستطيع القول أننا نجحنا في الحفاظ على انسجام متناسق بين التطور الشخصي للطالب نفسه وتطور مسار الممتازين، هذه هي الطريقة تتناسب مع جميع التغييرات الحاصلة يومياً في جهاز التربية والتعليم، إضافة لذلك التواصل المستمر مع المدارس ينتج نوعاً من العلاقة النوعية بين المديرين والمعلمين من جهة وبين كلية سخنين لتأهيل المعلمين من جهة أخرى.
بودي القول أن كل مسار يقام بهدف تطوير جوانب معينة في شخصية الطالب وهذا بدوره يؤدي إلى تجاوب فوري من قبل الحقل التدريسي، هذا هو رد الفعل التنظيمي الحاصل.
ذكرنا لاحقاً قضية رد فعل الفوري من المدارس لفكرة محددة مثل إقامة مراكز علمية وتربوية لمصلحة الطلاب في مراحلهم التعليمية المختلفة، ما هو مفهومكم في هذا المجال؟
أنت تعلم أن المرافقة والمتابعة لدينا هي في أعلى سلم الأولويات. هذا الأمر ينطبق على طلابنا في كلية سخنين. نحن لا نكتفي بتقدمهم علمياً وأكاديمياً، بل نتابع مراحل استقطابهم في المدارس العديدة ليصار إلى تقدمهم العملي والحياتي. أستطيع القول أننا خلقنا مساحة من الترابط بين جيل المدرسة والجيل الأكاديمي البالغ الذي يدرس في الكلية إضافة إلى المحاضرين، عملية التفاعل هذه لها خصوصيتها الداخلية والخارجية، هي التي تؤدي إلى انتفاض الطلاب فكرياً واجتماعياً مما يؤدي بهم إلى بناء قاعدة القيادة اجتماعية تدفع مراحل تطورهم العلمي إلى الأمام. إذاً بالتالي نحن نثير الحقل التدريسي بمحفزات علمية أكاديمية يستطيع الحقل تذويتها ومن ثم إخراجها إلى واقع جديد هو البحث عن الولادة الفكرية من جديد.
[email protected]
أضف تعليق