في العام الماضي لم تسمع لهم الجامعة بإقامة هذا المهرجان في داخل حرمها ، فلم يستسلموا وعلموا على إقامته بإحدى المدارس العربية في المدينة ولكن هذا العام لم يعطوا مجال للجامعة بأن ترفض إقامة المهرجان فجهّزوا كل التصاريح والمتطلبات قبل الموعد و "أجبروا" الجامعة على الوافقة.

"لا تُهزم المدن إذا أهلها"

إنهم حركة وطن ، الحركة الطلابية الناشطة في الجامعة العبرية في القدس وإنه مهرجان التراث الفلسطيني ، فقد أقيم المهرجان ليلة أمس وكان ورغم برودة الطقس ، دافئاً ووطنيا بكافة المقاييس وشعاره هذا العام كان "لا تُهزم المدن إذا صمد أهلها" وفعلا أثبت أبناء هذه الحركة أن من لديه الإصرار والروح الوطنية الصادقة من الصعب أن تهزمه كل المحاولات العنصرية وغيرها.
حركة وطن ، التي تصف نفسها بأنها "وحدة طلابية نابضة" ما زالت تثبت مدى صدقها وجهدها الكبير لتوحيد الطلاب العرب في الجامعة دون نزعات حزبية أو طائفية أو فئوية .

تحديد عدد المشاركين لـ 600 ، للعنصرية دائما مكان

موقع "بكرا" وككل عام تابع الحفل منذ بدايته وذلك ضمن الدعم الذي تستمر به مؤسسة "بكرا" لكل النشاطات الجامعية ، وقد كانت بداية الحفل عند السابعة فتجمع الطلاب بساحة "فرانك سيناترا" بوسط الجامعة وقد كان الدخول مشترطاً بحمل تذكرة حيث وقف رجال الأمن عند المداخل وذلك ضمن الإتفاقية مع إدارة الجامعة التي نصّت على تحديد عدد المشاركين لـ 600 فقط ، أفتتحت الزوايا التي قدّم في قسم منها الطعام و "عُرض" في قسم آخر بعض المنتجات الفلسطينية ، وعند الثامنة بدأ الحفل بفقرة شعرية لطفلة قّدمت فيها بعض القصائد الوطنية المعروفة من بينها "في القدس" للشاعر تميم البرغوثي و"أيها المارون" للشاعر محمود درويش ، وكانت من بعدها كلمة رئيس حركة وطن خالد سلهب الذي شكر كل من عمل على إنجاح هذا اليوم وتحدث عن حركة وطن ومشاريعها لتنطلق بعدها الفقرة الرئيسية التي أبدعت فيها الفنانة النصراوية دلال أبو آمنة بأغانيها وصوتها الشجي ، دلال التي شاركت في مهرجان العام الماضي وهذا العام أصرّت الحركة على أن تشارك أيضا ، فبدأت دلال بأغنية "يا فلسطينية" للشيخ أمام وأنهت بالنشيد الوطني وقد تخللت الفقرة بعض الأغاني الطربية أيضا للسيدة أم كلثوم إضافة إلى أغانيها الخاصة .

شعر ودبكة وكوميديا

بعد الفقرة الغنائية كانت هنالك فقرة بغاية التميّز ، فقرة كوميدية وطنية ساخرة لبرنامج "إنساني من البلد" ومن ثم قدّم الشاعر إياس ناصر عدد من قصائده وسط إنصات من الحضور لتبدأ بعده الفقرة الأخيرة في المهرجان وهي الدبكة الشعبية التي قدّمتها وتميزت بها فرقة "سوار".

الجديد هو الروح المنبعثة لدى الطلاب وعدم الإستسلام

الطالب خالد سلهب رئيس حركة وطن قال :"في البداية يجب أن أوجه الشكر الجزيل لكادر حركة وطن الذي عمل جاهداً متحدياً العنصرية بأشكالها ، فعلا شكراً للجميع من كل القلب فها هو مهرجان التراث ينطلق والأجواء بغاية الروعة ، كنا نتوجه للجامعة قبل المهرجان بشهرين وفي العام الماضي طلبوا منا أموراً تعجيزية ، لهذا في هذا العام بدأنا من بداية العام وجلبنا كل التصاريح الممكنة فأنتزعنا الحق بإقامة المهرجان ".
وتابع :" الجديد هذا العام هو الروح الطلابية التي انبثت لدى الطلاب العرب وخصوصا بعد المنع العام الماضي ، فنحن اليوم نثبت مدى القوة التي عندنا عندما نقف يداً واحدة".

أكبر تجمع عربي فلسطيني طلابي داخل القدس

أما الطالب أحمد أسمر منسق المهرجان ونائب رئيس الحركة فقال:" اليوم نلخص عمل أكثر من خمسة أشهر وخصوصاً بعد أن منعنا العام الماضي من إقامة المهرجان داخل الجامعة ، تنبع أهمية يوم التراث بتجمع أكبر عدد طلاب عرب داخل القدس ، اليوم سمحنا للطلاب وللمرافقين بأن يحضروا المهرجان وفعلا وصل العدد للحد الأعلى وهنالك العديد من الأشخاص لم يدخلوا بسبب التحديد ، سنحافظ على يوم التراث كعرس فلسطيني سنوي ، فحركة وطن التي هي عبارة عن حركة تجمع الفلسطينيين بغض النظر عن توجهاتهم السياسية وأفكارهم ومناطق سكنهم ونتمنى في المستقبل أن تجمع معنا طلاب من الضفة وقطاع غزة".

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]