يوم الجمعة يكون الطقس أشد حرارة من المعتاد في جميع انحاء البلاد، ويبقى على هذه الحال حتى الاثنين، حيث تشتد الحرارة وتتصاعد، لكنها تعود الى الانخفاض يوم الثلاثاء، ولا يطرأ تغيير يُذكر يوم الاربعاء، لكن درجات الحرارة تنخفض قليلاً يوم الخميس، وتخف وطأة الحرّ.

شمّة هوا... عليل!
خذوا طريقكم الى الجليل البارد"المهوّى"، حيث جبل الجرمق الشاهق الأشم، لتسلكوا مساراً ينعش القلب، ويردّ الروح، ويمتّع العيون والأبصار، هو مسار يلتف حول قمة هذه الجبل،وكأنه خاتم: مسار سهل مريح، ملائم لكل افراد الأسرة، تتخلّله مطلات ومشارف رحبة واسعة، وأحراش كثيفة متشابكة، فتتلاقى الروعة مع السحر، وتتعانق خضرة الأحراش مع زرقة السماء، وبينهما تهب نسائم لطيفة رقيقة تداعب الروح والبدن.

من شارع (89)
للوصول الى بدايات هذا المسار، عليكم ان تصلوا أولاً الى مفترق"تسومت ميرون"، فتنعطفون الى شارع رقم (89) باتجاه قرية الجيش العربية الجليلية الجاثمة كالتاج المرصّع باللؤلؤ فوق هضبة تتهادى برفق الى وديان ومنحدرات. وهذه البلدة التاريخية العريقة جديرة بوقفة تأمّل، وجولة – تطول أو تقصر- للتعرف على معالمها، وأهلها الطيبين. من المفترق المذكور ("تسومت ميرون") وحتى مدخل الجش تطول المسافة اربعة كيلومترات، وهنا تنعطفون يساراً نحو بلدة "ساسا" (سعسع – المهجرة). بعد مسافة سبعة كيلومترات تتجهون يساراً، مرة أخرى ، نحو"المدرسة الميدانية" المسمّاة"هار ميرون"، فتتجاوزونها وتسيرون صعوداً في شارع متعرج وصولاً الى موقف السيارات عند قمة الجبل – جبل الجرمق.

المسار
من الجانب الشمالي لموقف السيارات تنطلقون سيراً على المسار السياحي المسمى"شفيل يسرائيل" ("درب أو مسار اسرائيل")، صاعدين باعتدال مسافة تستغرق خمس دقائق، وصولاً الى المطلّ الأول الواقع على ما يسمى"درب قمة جبل"ميرون" – اي جبل الجرمق- ومن هنا تشاهدون مدينة صفد وقمم "جبل كنعان".
تواصلون السير وسط حرش ممتدّ مترام مسافة تستغرق عشر دقائق، وصولاً الى المطلّ الثاني المشرف على "راموت نفتالي" ، واذا كان الجو صافياً، تشاهدون بوضوح قمم ومنحدرات هضبة الجولان السورية المحتلة، وجبل الشيخ.

من هنا يتواصل المسار صعوداً وهبوطاً، بشكل معتدل، وفي الطريق تشاهدون معصرة نبيذ تاريخية قديمة، تقع على يسار الدرب، ثم تصلون الى مفترق مفترق دروب: الدرب المعلّم باللون الأحمر يتجه يساراً، ويلتف حول قمة الجبل عائداً في النهاية الى حيث موقف السيارات. أما"شفيل يسرائيل" والدرب ("شفيل") المعلّم باللون الأسود فيتجهان مباشرة الى المطل المسمى"متسبيه نيريا" ، الذي تصلون إليه بعد سير مسافة كيلومتر واحد، لتجدوا مطلاً جميلاً مؤنقاً يشرف على مشهد بانورامي ساحر، كجزء من بانوراما أوسع، تتنافس مقاطعها على السحر والروعة والتلوينات المبهرة البديعة المبهجة، حيث تتراءى جبال الجليل الأعلى وراموت نفتالي وهضبة الجولان وجبل الشيخ،وفي يوم صاف يمكن مشاهدة جبال لبنان.
من هنا تعودون الى ملتقى (او مفترق) الدروب، وتنعطفون يميناً الى درب معلّم باللون الأحمر، ومنه تعودون الى موقف السيارات، حيث بدأ الانطلاق.

باعتدال..
تجدر الاشارة الى ان المسار مكوّن بالأساس من دروب ومسالك ضيقة مظلّلة، السير فيها يتراوح بين الصعود والنزول، وفي الحالتين – باعتدال، ويبلغ اجمالي طول المسار ثلاثة كيلومترات، ويسهل فيها سير ودفع عربات الأطفال، ويستغرق قطعه مدة تتراوح ما بين ساعة ونصف وحتى ساعتين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]