سؤال:

أنا أم تزوجت قبل أربع سنوات. حملت بابني الثاني بعد مولد ابني الأول بخمسة أشهر. من وقتها صرت أشوف ابني البكر كبيرا وللأسف عاملته وكأنه (فأر تجارب). كل شيء ممنوع وتعبت من كثرة حركته. لما خلفت الولد الثاني زادت حركته. أنا لم ألاحظ غيرته لأني ما عاملته بأن كل شيء له ولوحده. في السنة الثانية أصبح عنيدا جدا وزادت حركته كثيرا. صار عند خروجنا بزيارة يطلّع كل طاقته وتصرفاته الغلط. أشعر بأنه يفعل ذلك فقط لأجل مضايقتي.

مشكلتي بأن الصبيين لا تهدأ حركتهما وأنا حاسة حالي على حافة انهيار. هل أضم ابني البكر لدورة رياضة وحركة حتى يفرغ كل طاقته؟ هو اعتاد على الصراخ وتقليد صوت الحيوانات فيزيدني عصبية. أصبحت لا أدري ماذا أفعل. احتاج نصحيتك لأن ضميري يعذبني وأشعر بأنني أم فاشلة خاصة بسبب تعاملي القاسي مع ابني البكر. ماذا أفعل؟ أرجوك ساعديني.

الجواب:

لا للقلق ولا لتعذيب الضمير. كل أم بجيلك تمر بذات مصاعبك خاصة بمولد طفلين بأقل من سنتين من الارتباط الزوجي. مسؤولية فتح بيت جديد وبناء علاقة زوجية مع أسرة جديدة وطفلين هذا حمل ثقيل وليس بالبسيط. تقديري واحترامي.

هل ضمه لبرنامج رياضي هو الحاجة الملحة والفورية؟

من المؤكد نعم. من المهم وعلى الفور ضمّه لناد رياضي كي يساعده على التنفيس وتفريغ طاقاته وضغوطه. نعم لتكثيف الأنشطة الحركية والفعاليات الرياضية في بستان قريب، في مشوار مشي يوميا. إن كان بمقدورك يوميا في ساعات ما بعد الظهر الخروج معهما بمشوار مشي وليس بالسيارة للركض بالطبيعة وللقيام بفعاليات حركية تتعبهما ليعودا للبيت فيستحمان بالماء الدافئ وينامان متعبين وفرحين خاصة بعد سماعهما قصة مناسبة.

لماذا تكثر حركته أثناء أية زيارة وهل هو فعلا يقصد إغاظتك؟

بالطبع لا. تلك مرحلة عمرية لا يستغرق لهو الطفل وتركيزه أكثر من بضعة دقائق. نشاطه الحركي هو إشارة للفت انتباهك وكأنه يريد أن يقول لك: (هيا ساعديني كي أعود للتركيز بفعالية أخرى جديدة تشبع لي حاجة مغايرة عن سابقتها). إن كانت الفعالية حركية فيلزم استبدالها بفعالية رسم مثلا، تلوين، تركيب بازل، بناء مكعبات... لذا يلزمك الاستعداد ببدائل تنفيس مناسبة ومتنوعة الحاجات لا تقل عن خمسة أو ستة فعاليات تشغلهما وتتغير كل بضعة دقائق. لا لزيارة تدوم أكثر من ساعة. أثناء ذلك يلزم دوام استعدادك لخدمتهما وإشرافك ببدائل. من المهم أيضا وجود مكان واسع أثناء زيارتك كي يتمتع بمساحة تشبع حاجته للحركة المتنوعة.

هل استخدام أسلوب المنع والانتقاد يضر؟

بالتأكيد نعم. يعتقد الأهل بأن مثل هذا الأسلوب يدرب الطفل على الضبط ولكنه بالحقيقة يضره. 

أنا أدعو جميع الأهل لاستبداله بالامتداح والتشجيع على كل سلوك مستحب يقوم به وتجاهل غير المستحب. هذا ليس معناه الانفلات والدلال بل هو لتحفيز الطفل على الرغبة بتكرار سلوكه المستحب. أثبتت جميع الأبحاث بأن كل سلوك يحقق لنا رغبة نقوم بتكراره. لذا فالانتقاد، التوبيخ، المنع... يحقق لنا رغبة لفت الانتباه لذا يقوم طفلك بتكراره. ربما أيضا يدفعه للعمل نكاية، للإغاطة، للانفعال السلبي، للغضب... لذا فمن المهم وعلى الفور المباشرة بالتربية الترغيبية أي الامتداح والتشجيع بعد كل سلوك مستحب. في كتابي ( نعم للتربية الإيجابية) أنواع أساليب ترغيبية تساعد الطفل على تطوير شخصية سوية وإيجابية. لذا فلتكثري من الامتداح. كلما قام طفلك بسلوك مستحب بسيط، مثل: نظافته عند تناوله طعامه، لطفه مع... تحدثه بصوت هادئ، شكره ل... عليك بامتداحه. الامتداح والتشجيع يطور بفرح تقديره الذاتي ويجعله يعتاد السلوك المستحب. 

لا للعصبية، لتوبيخه، معاقبته، منعه من خوض تجارب لتوسيع حب استطلاعه واستكشافه الطبيعي.

نعم للسرد القصصي اليومي ولروحك المرحة ولكثير من ضحك وتحرك ومبادرات غير متوقعة. نعم لمداعبات عفوية طبيعية، مثل، دغدغة، لحاق به لامساكه، حركات درامية تفاجئه فتضحكه كثيرا...

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل. 

عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com 
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]