سؤال:

أنا أم لطفلة عمرها سنتين وشهر. من جيل سنة ونصف وهي تعض أطفال أصغر منها سنا وأحيانا تسبب له الأذى، مما يؤدي لإحراج كبير لنا من أهله.

منذ شهر رزقنا بطفلة. مع العلم بأننا حاولنا وقايتها من أي تأثر قبل مولدها ولكن كثيرا ما تؤذيها. 

نفذ صبري من ظاهرة العض التي تزداد يوما بعد يوم. كلما نتحدث معها عن الموضوع تعدنا بالقول: (أنا بديش أعض الولد...). بعد دقيقة تذهب وتعض. لماذا وكيف التعامل معها لتخليصها من تلك العادة؟

الجواب:

فم الطفل هو الوسيط المركزي الذي يجعله يتعرف على البيئة المحيطة ويتواصل معها. لجأت طفلتك للعض كوسيلة تجريبية للتعبير وللاتصال بالآخر. استمرار العض هو مؤشر لحالات صعب على طفلتك التغلب عليها. أصبح العض عادة سلوكية. 

ماذا يمكن أن تكون أسباب استمرار وسيلة عضها؟

نفاذ صبرك واللجوء للضرب، العقاب وأيضا التوبيخ والنهي أسلوب ضار ويزيدها انفعالا. سبب صعوبة تواصلها اللغوي ومن جيل مبكر جعلها تلجأ وبالصدفة لاستخدام العض كوسيلة للتعبير عن ضيق بين مجموعة أطفال جيلها. يوما بعد يوم ومع أسلوب التنبيه والنهي أصبح العض لغتها خاصة كلما صعب عليها التعبير عن ضيق أو غضب. هي تلجأ للعض بلا رابط لأذى بل أو لضيق وانفعال وقتي . العض بالنسبة إليها هو الوسيلة التي تحقق لها رغبة، مثل: اهتمام، لفت نظر... لقد اكتسبت طفلتك عادة العض بعد أن نالت ما تحتاجه من تفريغ غضب وتعبير عن ضيق وجلب اهتمام... كل حاجة عاطفية تستفزها تجعلها تلجأ لوسيلة العضّ ليس بقصد العنف أو إيلام الغير، وإنما لتحقيق رغبة وقتية. عض المولودة الجديدة هو بالطبع للتعبير عن غيظ وغيرة منها. 

هل من أسلوب إيجابي لمساعدتها على استخدام اللغة كوسيلة تعبير بدل العض؟

من المهم أولا مراقبة حالتها الدافعة لسلوك العض مكان استخدام اللغة. إن كانت تحتاج لخدمة ما ولا تستطيع أن تجد العبارة المناسبة للتعبير عنها، يستحسن وعلى الفور الاستجابة لحاجتها وبوصف الخدمة بلغة مباشرة مثل: (أنت تحتاجين لمشاركة فلان بتركيب البازل؟ هل ترغبين بركوب الدراجة؟ أنت متضايقة من المولودة فلانة وتحتاجين لغمرة مني؟...) تدريبها على التواصل اللغوي بالوقت المناسب وعند الحاجة الملحة بدل توبيخها أو تنبيهها. هكذا وفي جميع حالات انفعالها وتوترها وقبل لجوئها لعادة العض. أسلوب تربوي إيجابي يجعلها تشعر بالاطمئنان بالاعتناء بها وبالثقة بمحيطها الاجتماعي بدل استفزازها بالتنبيهات والتوبيخ وإثارة ضغينتها. 

كيف نتصرف عند حدوث العض؟

كثيرا ما يحدث وأن تلجأ طفلتك للعض بالرغم من الاشراف والمراقبة الدائمة. لوقايتها من الوقوع بعادة العض إذا صدف وحدث مع أحد الأطفال، فعلى المربي الموجود معها أن يقترب من الطفل المتضرر ( وليس منها) ويعمل على تعزيته وتلطيف وجعه على مسمع منها لتتعرف على لغة التعامل. كثيرة هي عبارات التعزية مثل، ( أنت توجعت! تعال أبوس. إسا كيف بتحس؟ أحسن؟ هات أغمرك...). لا للومها أو توبيخها. بعد توقف بكاء الطفل المتضرر ولتدريبها على الاعتذار يمكنك التوجه إليه بالقول: " كي اخفف عنك الوجع؟ هل اعتذاري يساعد؟ أنا أريد أن أعتذر لك عن فلانة). يمكن بعد هذا الحوار التوجه للطفلة بالقول: ( أنا أعتذر حين أسبب لأحد الأوجاع. ما رأيك؟ سأقول له: " أنا آسفة لأني أوجعتك". المهم لا لإلزامها أو الضغط عليها ونعم لأخذ دور النموذج الذي سوف تعمل على تقليده في وقت لاحق.

كيف تنقطع عادة العض؟

طفلتك لم تولد مع عادة العض بل هي اكتسبتها بعد أن حققت لها رغبة فلجأت لتكرارها.

لاستبدال تلك العادة يلزم إشغالها وعدم وقوعها في فراغ وملل. من المفيد لها أيضا تشجيعها وامتداحها (من غير ذكر عادة العض) كلما استخدمت اللغة حين تتعاون، تشارك، تتنازل ولا تلجأ للعض، بعبارات مثل: (أنت طفلة لطيفة وتشاركين صديقك بترتيب المكعبات، شكرا على مساعدتك لي. أحب تعاونك معي عند استحمام أختك. ما أحلى صوتك بالغناء لأختك، بسردك قصة لها...). من المهم الابتعاد عن أسلوب النهي، العقاب والتوبيخ. مع مرور بعض الوقت أقصاه-21 يوما- سوف تتلاشى ظاهرة عادة العض وسوف تستبدلها تلقائيا بعادات مستحبة. وأخيرا تحتاج طفلتك لكثير من أنشطة حركية وفعاليات رياضية لتنفيس ضغوطها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]