ظهر المالح قرية فلسطينية وادعة تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة جنين، يخترق حدودها جدار الفصل العنصري وينتهك جمالها أربع مستوطنات يهودية أولها "شاكيد" التي تقع إلى الشرق من القرية بمسافة لا تزيد على 350 مترا منها وثانيها مستوطنة "حانيت" التي تبعد عنها 500 م شمالا وثالثها مدرسة "عومر" الاستيطانية على بعد 1000 متر إلى الغرب من القرية ورابعها مستوطنة "تل منشة" التي يسكنها اليهود المتدينون وتقع إلى الغرب أيضاً.

وفي هذه القرية الوادعة، لم تعد أشجار الزيتون تصافح الريح يمينا ويسارا ولم تعد الأرض تقبل العشب الندي، بل لا أثر لأي لون أخضر فيها فقد أقاموا عليها جدارا لا يسمح بموجب وجوده البناء أو التعمير فيها بسبب ادعاء الاحتلال بأنها منطقة تتبع للأراضي الإسرائيلية وهي ما توصف ب "منطقة سي".

ويقول حسين خطيب رئيس مجلس قروي ظهر المالح:" ممنوع البناء أو التعمير داخل قرية ظهر المالح لأنها منطقة "سي" وذلك بحسب التقسيم الإسرائيلي للمنطقة".

ويضيف: " قدمنا للجانب الإسرائيلي خارطة هيكلية للقرية حتى يسمح لنا بالبناء, وهي كما يدعون قيد الدراسة، وهناك العديد من البيوت المهددة بالانهيار من قبل سلطات الاحتلال لأنها تعد غير قانونية بنظرهم لكونها مبنية ضمن أراضيهم".

القرية ممنوع الحصول على الكهرباء

كما أكد حسين خطيب رئيس مجلس قروي قرية ظهر المالح، انه وخلال عام 2005 قد تم ربط العديد من القرى العربية بخطوط الكهرباء، حتى وصلوا إلى قرية ظهر المالح وهناك صدر قرار بمنع ربط القرية بالكهرباء وذلك بحجة عدم توفر تخطيط هيكلي للقرية وذلك بالرغم من أن عدد سكانها يفوق عدد سكان قرية "أم الريحان" الواقعة بالقرب منها.

ويقص خطيب معاناة أبناء قريته وأقاربه قائلا: "منذ أن تأسست هذه القرية، لم يتعرض أحد للجيش الإسرائيلي إلا أننا لا نملك اقل المتطلبات اليومية لنتمكن أن نعيش بأبسط الإمكانيات، فبيوتنا في الصباح لا تملك الكهرباء لعدم قدرتنا على تشغيل مولد الكهرباء لكلفته، وفي الليل لا نملك الكهرباء أيضا، إلا لبضع ساعات".

وأكمل قائلا:" في قريتنا يوجد مرضى بحاجة لدواء يحفظ بأماكن باردة، وهناك الطلاب الذين بحاجة للكهرباء للتمكن من حل وظائفهم، ويوجد من يعيش على أجهزة التنفس، وبالرغم من كل هذا لا نملك الكهرباء، عن أي ديمقراطية وعن أي حقوق إنسان يتكلمون؟؟".

أهالي القرية: باقون ما بقي الزعتر والزيتون

لم يقتصر التضييق عند هذا الحد، حيث قال خطيب:" اغلبنا لا يملك التصريح للعمل في المناطق الإسرائيلية، ولا يمكننا من عبور الحاجز إلا لبضع ساعات يومية، أما في حال تؤخرنا ولو لبضع دقائق معدودة فلا يمكننا من عبور الحاجز".

وأردف قائلا: "هي سياسة لتهجيرنا من أرضنا لتخلو للمستوطنات، ولكننا باقون هنا في أرضنا ما بقي الزعتر والزيتون، ولن نخرج منها وسنبقى نطالب في حقوقنا حتى ننالها".

أبرز الصعوبات التي تواجهها "ظهر المالح"

وتحدث عن معاناة القرية في عدم التمكن من الخروج من القرية والدخول بسهولة مثلا لنقل مريض أو لولادة مرأة بسبب حاجز جيش الاحتلال المقام على مدخل القرية، كذلك لا يمكن العودة متأخرا إلى المنزل بسبب إغلاق الحاجز.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]