سؤال:
كيف أتصرف مع ابنتي البالغة من العمر سنة وخمسة أشهر. هي تبكي إن وقعت على الأرض. تصرخ وتبكي لمجرد تعثرها بغرض أثناء تحركها. لا تسكت إلى أن أقترب منها وأتناولها. أحيانا أحاول تجاهلها ولكنها تستمر بالبكاء بشكل مبالغ فيه.
الجواب:
البكاء بجيلها الصغير هو لغة تواصلها الطبيعية والتلقائية التي هدفها الاعلان عن حالة طوارئ فاجأتها. تجاهلها تفسيره شعورها بالقلق وفقدان الأمان. يعني التجاهل لم يساعدها.
لماذا التجاهل لم يساعد طفلتك؟
لأن الدليل هو استمراها بالبكاء. التجاهل في مثل تلك الحالة ليس فقط لا يساعدها بل يضر بتطور شخصيتها التي تحتاج لاطمئنان. العثرات المفاجئة التي تصادفها طفلتك أثناء تحركها تزعزع أمانها وتربكها. هي ما زالت لا تعرف شيئا عن بيئتها ولم تتعلم عنها بعد. هذا عدا عن أنها تحتاج لتدريب كي تتعلم طرق التعامل معها. أنت هي عنوانها الوحيد الذي سيجعلها تفهم الحدث وتطمئن إليك بعد كل تعثر أو صعوبة تصادفها. اكتساب الخبرات اليومية والواقعية تبدأ بتحركها العشوائي.
كيف تتصرفين عند تعثرها أثناء تحركها؟
حين تحتاج لمرور بين قطعتي أثاث فتتعب من المحاولات الفاشلة سوف تباشر بالبكاء بهدف الإعلان عن صعوبة. طلبها النجدة هو بالصراخ. هي تحتاج للغة تواصل تساعدها على إعلان حالة الصعوبة التي وقعت فيها. هنا يمكنك التوجه نحوها بلطف وسؤالها بأسلوب درامي وممتع بهدف ترجمة حالتها الانفعالية بالكلام: ( آآآه. إنتي يا حلوي بدك تمرّي من هون! إنتي مش قادرة تزيحي الكنباي؟) ثم تتوجهين للطلب من الكنبة بالقول: ( كنباي يا كنباي إنتي مش عارفي إنو بنتي الشاطرة بدها تمرّ من هون؟ يلا من فضلك تزيحي عشان بنتي اللطيفة تمر. زيحي كمان شوي...). أسلوب كهذا يجعلها تسمع قصتها وترتاح فتطمئن وتمر بسلام.
ربما أثناء تحركها تصل لمكان تحت الطاولة فترفع رأسها فيصطدم فيؤلمها فتبكي. بذات الأسلوب الدرامي تتوجهين بسؤالها وبكثير من تقبل وحب بالقول: ( آي، آي... ضرب راسك بالطاولة وإنتي عم بتجربي ترفيعه؟؟؟ إنتي كنتي بدك تطلّعي راسك من تحت الطاولة؟ آي... هادا بوجّع كتيييير.
تعالي أبوس ممم). ثم تنتقلين لمعاتبة الطاولة بالقول: (طاولة يا طاولة إنتي مش عارفي إنك وجّعتي راس بنتي حبيبتي؟ من فضلك يا طاولي تنتبهي على راسها وما تخليه يتوجع مرة تانية...). أسلوب تربوي ممتع يجعل طفلتك تعي ما يحصل لها من متاعب بواسطة اللغة. بتلك الطريقة سوف تختزن لها مفردات تجاربها فيصبح لديها رصيدا لغويا بأسلوب قصصي درامي ومسل. بمثل هذا الأسلوب سوف تكتسب خبرات وتعي حالتها العاطفية التجريبية.
تلك هي الأساليب التربوية الإيجابية. من كتابي: (نعم للتربية الإيجابية) ومن كتابي: (دور القصة في التربية) وبالتوفيق.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
طيب اذ كانت تبكي من شئ لا اعرف سببه.. ولمن اسألها ايش سبب البكاء .. يستمر البكاء..بالعاده كنت اضمها واحضنها .. ومره اخبرتني امي .. ان بكاها مزعج ومستمر وعلى كل شئ .. حتى لو ضربت طفل اخر وحاول هذا الطفل ابعاده عنها تبداء بالبكاء.. اصبح بكاءها مستفز لي بقوه وعصبيه.. عمر بنتي ثلاث سنوات..مره اخبرتني امي .. انني انشغل عنها بستخدام الجوال.. لكن استخدم معها لغة الحوار واصر على ذالك بقوه لكنها تدخل في حاله هستريه من الضرب لي والرفس والبكاء والابتعاد ..مع العلم ان لدي طفل اخر يصغرها ب سنه ونصف