سؤال:
إبنتي عمرها 8 سنوات وهي في الصف الثالث. مشكلتي الكبيره هي بأني أعاني من تدريسها. هي لا تحب الدراسه اطلاقا وتحب اللعب دائما. دوما تشكو منها معلماتها. أنا معلمة ولكنني ومع الأسف لا أعرف كيف أتعامل مع ابنتي. إتبعت معها أسلوب التعزيز والحرمان لكن ومع الأسف تسوء حالتها. نفسيتي صارت محطمة بسببها. أذاكر معها معظم المقرر ولكن من غير أية فائدة. كيف أتعامل معها؟
الجواب:
طفلتك تعاني من ضغوط هي ليس بمقدورها التغلب عليها. ما يصعّب عليها حالتها هو شكوى معلماتها منها. مع أنه دور المعلم هو إيجاد طرق علاجية تربوية تخفف عنها تلك الضغوط وليس العكس. ما يزيد من صعوبة حالتها أيضا هو لومها وعدم رضى الجميع من تحصيلها. لا أحد يقوم بدوره الطبيعي والضروري لتخليصها من معاناتها. هي تحتاج لمختص كي يعالج ولا يلومها ويؤنبها.
هل من الطبيعي أن يقع الطفل بغرام المذاكرة؟
بالتأكيد لا. جميعنا لا يحب القيود أو عمل ما لا يرغب به. المذاكرة هي سلوك يومي فيه الكثير من الضبط، القيود وتأجيل الرغبات أو ترتيبها.
اللعب والمثيرات اللعبية التي يعرفها الطفل ويرغب بالتسلية بها لا يمكن للمذاكرة أن تنافسها أو تأخذ مكانها. المذاكرة مهمة ليست بالسهلة وتحتاج لكثير من ترغيب حتى تصبح عادة يومية من غير أن تتنافس مع اللعب المرغوب فيه. من المهم أن يعرف الأهل بأن كل سلوك يحقق لنا ( الكبار والصغار) رغبة نكرره ونكرره ونكرره. تلك هي طبيعتنا وتلك هي القاعدة العامة التي نعيشها جميعنا.
نحن نعتاد النظافة، الترتيب، الأناقة بعد أن حققنا رغبة أثناء قيامنا بتلك الفعاليات والتي أصبحت لاحقا عادات يومية تلقائية.
هل ضغط الطفل أو توبيخه يساعد على تحسين طرق مذاكرته؟
بالتأكيد لا. اللعب حرية وفعالية تلقائية. يمارسها الطفل من غير أي ضغط أو إجبار. لذا فأنا أرى بأن ابنتك لا ترغب بالمذاكرة لأنها تترافق مع ضغوط ولا تحقق لها أية رغبة. ربما أيضا تحتاج مذاكرة المواضيع الدراسية لنضوج ذهني يفوق قدرتها العقلية الحالية أو ربما أسباب أخرى كثيرة يلزم التعرف عليها ومعالجتها قبل لومها وتحميلها هموما هي بغنى عنها في مثل جيلها. الفروق الفردية بين الأطفال هي حقيقة طبيعية لا يمكن تجاهلها أو عدم الاعتراف بها.
فحص قدرتها العقلية ضروري والعمل على ملاءمة مذاكرتها بما يتناسب مع نضوجها الفردي. يوجد اليوم العديد من الاختبارات التي هدفها ترتيب برنامج المذاكرة المدرسي مع نتائج الاختبارات الفردية.
واجب الطواقم التربوية التي تعمل مع الطفل هو إيجاد خطة عمل مناسبة لقدراته الفردية. هناك العديد من الطلاب الذين تفوقوا بتحصيلهم بعد أن وضع لهم خطة عمل تناسب قدراتهم الفردية.
ما حاجة الأطفال عند قيامهم بالمذاكرة اليومية؟
بعد القيام بفحص قدرات الطفل يلزم وضع خطة عمل خاصة بمذاكرته تلائم امكانياته الذهنية. هنا يأتي الدور التنظيمي المربوط بالترغيب المشروط والذي سوف يساعد الطفل على ضبط، ترتيب وتأجيل رغباته من تسلية وكل لعب حر للتفرغ فقط للمذاكرة بوقت محدد. كي يصبح بمقدوره وضع برنامج يومي لمذاكرته وأيضا تنفيذه كاملا. تلك قدرة تحتاج لكثير من تدريب وأيضا لكثير من ترغيب. هذا يحتاج لتعليم الطفل كيفية تقسيم وقته كي يطابق عدد مواضيع وظائفه.
كيف يمكنك ترغيبها؟
بالترغيب المشروط الذي يلزم المباشرة به فوريا بعد تشخيص قدراتها الذهنية.
من المهم عقد جلسة فردية خاصة بها للاتفاق على وضع برنامج زمني يناسب مواضيع مذاكرتها اليومي.
هل يلزم الاشراف الدائم بعد وضع برنامج المذاكرة ؟
بالتأكيد نعم. بعد مساعدتها على كيفية وضع البرنامج يلزم الكشف لها عن دورك الاشراف وفحص التنفيذ. هنا يلزم إعلامها بأنك سوف تطرحين عليها بعض أسئلة عن موضوع الدرس الذي انتهت من مذاكرته. لا لمفاجأتها. المعرفة تساعدها على التوقع والتطبيق بجدية.
هنا يأتي دور الترغيب المشروط المربوط بالتنفيذ اليومي. أنت فقط التي تعرفين أنواع رغباتها. تلك الرغبات يلزم ربطها بانجازها واجبها المدرسي. أي وعدها بحاجة ترغب بها كمكافأة على اتقانها مذاكرتها بعد الفحص. رغبات مثل، عمل فطيرة معا، مشاركتها بلعب تميل إليه أو فعالية تحبها... ربط المذاكرة بنيل رغبات الخاصة بها يعمل على تحفيزها واثارتها على القيام بواجباتها المدرسية اليومية. من المهم عند اختبار اتقانها مذاكرتها يلزم المرونة وعدم التشدد كي تشعر بمتعة وفرح. كلما تمتعت بمذاكرتها أكثر كلما زادت لهفتها على الدوام أكثر وأصبحت فيما بعد عادة طبيعية تلقائية. يلزم طفلتك أيضا بعض فعاليات حركية وأنشطة جسمانية للتنفيس بين كل مذاكرة موضوع وبعد ختامها.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق