في إطار سعي جامعة بيرزيت لتخفيف الأعباء المالية لاقتناء الكتب الدراسية للطلبة، تم تنفيذ عدد من المبادرات لوحدات مختلفة في الجامعة باتجاه مساعدة الطلبة على اقتناء كتب مقررة أصلية بسعر يتناسب والظروف الإقتصادية، ويمكن النظر إليها أيضا كخطوات لاحترام الملكية الفكرية.
ففي كلية تكنولوجيا المعلومات وللسنة الثالثة على التوالي، يقوم الطلبة بشراء الكتب المقررة بسعر مدعوم من الكلية، وذلك من خلال تجنيد موارد من عدد من الشركات التكنولوجية وعمل اتفاقيات مع بعض المزودين تسمح بدعم الكتاب الجامعي لجعله في متناول الطلبة بشكل أكبر.
في هذا الشأن يقول رئيس دائرة هندسة أنظمة الحاسوب د. عبد اللطيف أبو عيسى بأن الكلية تسعى إلى تخفيف الاعباء المالية على الطلبة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، كما وتسعى الكلية إلى أن يكون شراء الكتاب نواة أساسية لمكتبة الطالب المستقبلية، وأن يعزز اعتماده على الكتب المقرر بدلا من شرائح العروض.
وأضاف أبو عيسى: "نسعى دائما إلى التواصل مع الشركات التكنولوجية من أجل دعم هذه المبادرة، وتحملت الكلية خلال الفصل الماضي ما يقارب 1300 دينار من أجل دعم شراء الكتب الأصلية المقررة، وقد استفاد من هذه الحملة ما يزيد عن 250 طالباً من الكلية خلال الفصل الدراسي الماضي.

ركن كتب خاص بالطلبة المحتاجين

هذا وافتتحت الجامعة في المكتبة مؤخراً، ركن كتب خاص بالطلبة المحتاجين. وقالت مديرة المكتبة ديانا صايج أن هذا الركن عبارة عن مشروع مقدم من قبل جمعية اصدقاء بيرزيت ومركز إحياء التراث، يهدف الى التسهيل على الطلبة المحتاجين في الحصول على كتب المساقات دون القيام بشرائها، ويقوم على اساس استعارة الكتب من قبل الطلبة المحتاجين في الأساس، وفتحه لغير المحتاجين إن توافرت عدد من النسخ غير المستعارة.
وأضافت: "يوفر الركن حاليا ما مجموعه 550 مجلداً، يغطي 50 مساقاً جامعياً، يتم استعارتها من قبل الطلبة لمدة فصل كامل ويتم ارجاعها للمكتبة بعد انتهاء الفصل، ويستفيد الطالب من كتابين كحد أقصى."
هذا المشروع الذي يسعى للتأكيد على حق الطالب الفلسطيني بالحصول على التعليم بغض النظر عن وضعه الاقتصادي، يشرف علي هذا الركن لجنة تتكون من عضوية اساتذة جامعيين وموظفين من المكتبة، وعمادة شؤون الطلبة، وهدفها تحديد مقررات دراسية يتم ضمها إلى الركن وضمان ديمومتها لفترة تزيد عن ثلاث سنوات.

مشروع اعارة الكتب الجامعية المستعملة

ينظم قسم العمل التعاوني في عمادة شؤون الطلبة وللسنة الخامسة على التوالي، مشروع اعارة الكتب الجامعية المستعملة لمختلف التخصصات، وذلك انطلاقاً من دعم الطلبة وتعزيز التكافل الاجتماعي بينهم.
يهدف هذا المشروع الى تعزيز روح العمل التطوعي والمسؤولية الاخلاقية بين الطلبة، حيث يقوم فريق من الطلبة المتطوعين بجمع الكتب من الطلبة وتصنيفها إلى تخصصات، ومن ثم اعارة هذه الكتب إلى زملائهم الآخرين، ويعزز هذا المشروع استفادة الطلبة من الكتب بدلاً من اتلافها.
وحول اهمية المشروع تقول منسقة العمل التعاوني في الجامعة السيدة غادة العمري، أن له أهمية كبيرة بالنسبة للطلبة، حيث يرفع التواصل بين الطلبة، ويجعلهم يتحملون المسؤولية تجاه بعضهم البعض والعمل جنبا إلى جنب لتجاوز العقبات الاقتصادية . وأضافت: ينظم المشروع فصلياً ويسعى الى تكثيف الجهود التطوعية للطلبة، وقد استفاد الآلاف من الطلبة على مدار الخمس سنوات الماضية، وتسعى العمادة جاهدة الى توسيع هذه الاستفادة مستقبلاً."

بداية المشوار

هذه المبادرات وغيرها، تأتي في إطار التشارك في المعلومات وتشجيع الممارسات الفضلى داخل جامعة بيرزيت، حيث أكد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. عدنان يحيى على سعي جامعة بيرزيت لاتاحة الكتب الأصلية للطلبة مع تخفيف الأعباء المالية عليهم في ذات الوقت، وأضاف: "تقدم الجامعة عدة مبادرات بهذا الشأن منها برنامج تبادل الكتب الجامعية بين الطلبة من خلال ريتاج، حيث يسعى البرنامج تدوير الكتب المستخدمة، إضافة إلى قيام عمادة شؤون الطلبة بتوفير كوبونات شراء كتب للطلبة المحتاجين، كما وتقوم كلية الحقوق والإدارة العامة بإعارة الطلبة كتب مقررة مقابل وديعة مالية مستردة".
وأضاف: تلتزم الجامعة بأن لا يحول العامل المادي دون التحاق أي من الطلبة بمقاعد الدراسة، وهذا الجهد والمبادرات ستساهم في رقي الجامعة، نتمنى أن تستمر وتكبر فأول الغيث قطرة، وقليل دائم خير من كثير زائل."

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]