سؤال:
أنا أم لستة أبناء وبنات. 3 صبيان و3 بنات. الصبي الصغير يبلغ من العمر 11 سنة. أنجبته بجيل الأربعين. هو لا يستطيع الانفصال عني عند النوم. هو لا يحب أن ينام لوحده. هو يطلب مني النوم معه في غرفته أو بجانبي في سريرنا بغرفة نومنا. إخوته الخمسه تركوا البيت. البنات تزوجن. الابن البكر يتعلم في الخارج والثاني في المركز في البلاد. أنا مربية في روضة أطفال منذ عشرات السنين. لا ادري ما العمل للتخلص من نومه بجانبي في السرير. ما الحل؟ أطلب إرشادك وشكرا.
الجواب:
عزيزتي، الحل موجود عندك وبقرار منك يمكنك تطبيقه. نوم ابنك بالسرير معك عادة غير مستحبة. تطورت بسبب دلال ابنك وضعفك اتجاهه. في البداية أنت التي سمحت له بالنوم معك واستمر تقبلك سلوكه طيلة السنوات الماضية. الآن أنت تشعرين بأن نومه معك بالسرير أصبح لا يطاق. السماح له بالاستمرار هو سلوك مضر لتطور شخصيته ولحياتك الزوجية أيضا.
كيف تحدث العادة وهل للأهل دور في شرعنتها؟
بالتأكيد نعم. لتوجه الأهل تأثير قوي على استمرار سلوك الطفل بنوعيه والذي يصبح عادة متكررة. من الطبيعي أن يتعلق جميع الأطفال بعاداتهم. لا يتقبل الطفل أن يستغني عن مصاصته التي رافقته واعتاد عليها، لا يقبل أيضا تغيير غطاء سريره الذي لازمه منذ مولده هكذا أيضا ملعقته وكوبه و...ألخ.
طفلك آخر العنقود المدلل الذي لا ترفضين له طلبا. أظهر في فترة طفولته رغبة بالنوم معك ولم ترفضي له طلبه. يوما بعد يوم ومع تكرار موافقتك على رغبته بالنوم بالسرير معك أصبحت عادة شرعية يرتاح إليها ولا يتقبل الاستغناء عنها ويطلبها كل مساء.
هل للتخلص من العادة يلزم صاحبها اتخاذ القرار بالفطام؟
بالطبع لصاحبها دور. إتخاذ صاحب العادة القرار بالفطام يسهل عليه التخلص منها. إرادته وتصميمه تصبح هي الضابط المسؤول.
إن ما يزيد الحالة صعوبة هنا هو بأن الذي يطلب المساعدة ليس ابنك وإنما هو أنت. اتخاذك قرار منع ابنك عن نومه معك بالسرير يحتاج لمشاركته وتعاونه. مهمتك الفورية وقبل استفحال حالته هي اتخاذك القرار بالتوقف عن السماح له بممارسة تلك العادة الضارة. لترغيبه على اتخاذه القرار بالمشاركة يلزم استبدال تلك العادة برغبة لذيذة تدفعه للتعاون معك بهدف التخلص منها. من أهم الشروط هنا والآن هي: إن قررت البدء اليوم فلا تراجع أمامك غدا. لأن التراجع يجعل المهمة أصعب وأكثر ألما لابنك.
ما هي أهم الخطوات الفورية المطلوبة؟
عليك الجلوس معه وعلى انفراد لمصارحته بأسلوب واضح وبهدوء عن انزعاجك وشعورك بالضيق والتعب بسبب نومه معك بالسرير. من المهم مفاتحته بالموضوع بأسلوب شخص مسؤول وليس ضحية تتوسل. بعد الانتهاء من توضيح مشاعرك تنتقلين وبحزم لاعلامه باتخاذك قرار التخلص من تلك العادة وبأنك سوف لا تسمحين له بالاستمرار بممارستها من اليوم فصاعدا.
المهم هنا أن لا يشعر ابنك بأنك تقصدين معاقبته بل بالعكس إن ما تريدينه هو تعاونه معك لمصلحته ولوقايته من ضررها. المهم وعده بمكافأة على نجاحه بضبطها عند كل صباح برغبة يفرح بها مثل، دعوة صديق على وجبة غذاء، زيارة قريب يحب اللعب معه... كل ما يمكن أن يدفعه للتعاون على الضبط الإرادي الذاتي بدافع ترغيبي. تلك هي الطريقة وهذا الذي يلزم أن يحصل على الفور. لا للانتظار ومد الوقت والأيام.
ما الذي يلزم توقعه عند تطبيق القرار بالخلاص من العادة؟
من المهم من الليلة الأولى وعند البدء بالتطبيق إغلاق باب غرفتك. لأنه ربما سيحاول ببعض وسائل ضغوط التسلل أثناء الليل وجعلك تتراجعين. لا للضعف أمام أية محاولات من طرفه. يمكن أن تنشأ بعض مفاجآت لم تتوقعيها مثل، تبوّل- هذا ما حدث له في الليلة الأولى عند البدء بالتطبيق - وغيرها بهدف إضعاف تصميمك. لا للرضوخ أو التراجع ونعم للثبات بهدوء وترغيب دائم. قرارك تخليصه من تلك العادة هو أولا وقبل كل شيء لمصلحته ولتطوير شخصية سوية. فترة الصعوبة ومحاولاته التأثير عليك سوف لا تزيد عن مدة أقصاها 21 يوما وبالتوفيق.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق