سؤال:
إبنتي الوحيدة البالغة من العمر 4 سنوات تسألني طوال الوقت: "بتحبيني؟". لا جواب يشبع لهفتها وطمأنتها. إعتدت دوما أن أؤكد لها بأنني أحبها كثيرا ثم أعانقها. لكنها سرعان ما تعود لتسألني ذات السؤال من جديد. أعود لمعانقتها والتأكيد لها بأنني أحبها ولكنها لا تكتفي. أنا قلقة عليها! لماذا هذا الشك؟ وماذا أفعل في حالة تكرارها سؤالها؟ وكيف أتصرف؟
الجواب:
لا للقلق. تلك حالة طبيعية لطفلة مدللة ووحيدة. التأكيد لها عن حبك وعناقك هما أجوبة كافية لطمأنتها.
ما حاجتها من تكرار السؤال؟
من حاجات الطفل العاطفية هي الحب في كل وقت وخاصة وبعد أي سلوك ( مستحب أو غير مستحب). هذه الحاجة العاطفية هي طبيعية ولكن يلزم التوازن وعدم المبالغة أو التطرف. من الواضح هنا بأن طفلتك ليست بحاجة لتأكيد إحساسك لها وإنما هي أصبحت عادة. تكرار سؤالها أصبح عادة قد بدأت بداقع شد اهتمامك بها ولفت انتباهك لها. أصبحت تستخدم سؤالها كوسيلة لزيادة تعلقك بها لدرجة توقفك عن القيام بأي عمل آخر ما عدا الالتصاق الدائم بها. لقد استنتجت بأنه كلما سألت أكثر كلما نالت اهتمام أكبر. مع مرور بعض الوقت أصبح ذلك السؤال هو عادة لا فائدة عاطفية منه سوى تنازلك عن أي انشغال آخر وبلا أي مبرر أو فائدة.
ما العمل في مثل تلك الحالة؟
المبالغة بالتعبير والتأكيد سوف يزيد من تعلقها بتلك العادة غير المستحبة. شلل قيامك بأي عمل آخر غير الالتصاق بها لا يثبت زيادة حبك. مثل هذا التصرف يضر بتطور شخصيتها وبنمو استقلاليتها. ما يفيدها فورا هو الجواب القصير ومن غير أية مبالغة أو التصاق. سلوك متوازن يجعل رغبتها بالالتصاق تتلاشى تدريجيا مع فعاليات أخرى تفيدها وتوقف تكرار سؤالها.
بعد جوابك القصير المطمئن لها يمكنك اللجوء للدراما المناسبة لجيلها والتي هدفها تغيير تلك العادة غير المستحبة بعادة أخرى بديلة ومفيدة. يمكنك المبادرة بالتوجه إليها بعبارة مثل: ( هيا لنتشارك بترتيب... هيا لنخرج ل ... هيا لنذهب عند... أو هيا لنلعب ب ...). كل فعالية حركية ترغيبية تجعلها تنشغل عن تكرار سؤالها فتلهو بنشاط مفيد. عادة إنشغالها بأنشطة ترغيبية حركية متنوعة تحل محل العادة غير المستحبة. جميع أنواع الفعاليات الحركية والأنشطة الرياضية في تلك المرحلة العمرية تفيدها جدا وتعمل على تنفيس ضغوطها. أكثري من نزهات المشي في الطبيعة أو بستان قريب برفقة أطفال بجيلها للهو معهم بدل الالتصاق الزائد بك. يمكنك دعوة أصدقاء بجيلها لزيارتها والانشغال معهم بفعاليات تعمل على تطوير جوانب متنوعة من شخصيتها.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق