برك مياه الشتاء ، او برك الشتاء- كما تسمى باسمها المهني، كانت في السابق منظرا شائعا في البلاد، إلا انها فد اختفت مع تطوّر الزراعة والتحضّر. بقي اليوم في ارجاء البلاد عددا قليلا من برك مياه الشتاء. كل بركة تشكّل عالما بحد ذاته في الطبيعة, نباتات مختلفة وخاصة، كائنات حية غريبة ومثيرة تملأ مياه البرك وبالطبع - طيور تأتي للتمتع من كل ما تقدّم لها هذه البرك.

عند الحديث عن برك مائية فإنكم بالطبع تفكرون بالبرك الكثيرة التي تقابلونها قرب البيت، بعد هطول الامطار الغزيرة. بركة يمكن القفز داخلها ونحن نرتدي الجزمة، ونأمل ألا يمر باص بقربنا ويرشنا بالماء ويبلل كل ثيابنا. إلا اننا هذه المرة نسلّط الضوء على برك اخرى - برك مياه الشتاء، وهي هدية من الطبيعة- اماكن تمتلئ في كل فصل شتاء بمياه الامطار وتكوّن عالما قائما فريدا من نوعه. تتميز برك الشتاء برطوبتها في فصل الشتاء، لكنها جافة كليا في فصل الصيف. فقط من نجح في التأقلم مع هاتين الحالتين - يمكنه البقاء حيّا في البركة.

من برأيكم اذا يمكنه العيش داخل البركة؟ تعيش في بركة الماء كائنات حية صغيرة، والتي طوّرت مع الوقت آليات خاصة في جسمها لتتمكن من العيش في الظروف الخاصة للبركة. في فصل الصيف عندما تجف البركة كليا، يتواجد قسم من هذه الكائنات في سبات وهي في حالة "البيض الحي" . البيض الحي هي عبارة عن اجسام تتكون في نهاية الشتاء، عندما تكون البركة رطبة. تكون مغلّفة بمادة عازلة تحميها في فصل الصيف، في موسم الجفاف. طيلة فصل الصيف تكون "نائمة" داخل الغلاف. عندما يأتي الشتاء تمتلئ البركة بماء الامطار. تتغلغل هذه المياه عبر الغلاف، البيض الحي ينتفخ، فيستيقظ الكائن الموجود بها ويعود الى الحياة. يمكن لهذا البيض الصمود والحياة في البركة الجافة حتى ان لم يهطل المطر لمدة طويلة. تمرّ احيانا سنوات كثيرة الى ان يفقس هذا البيض، وتتواجد داخل البركة ايضا نباتات مميزة، تكيّفت مع الظروف السائدة فيها. هذه النباتات مهمة للكائنات الحية التي تسكن البركة، وتُستخدم كطعام رئيسي للكثير منها.

قليل من برك الشتاء تبقت في البلاد والتي تسمح لعشاق الطبيعة التعرف على نمط الحياة الفريد من نوعه للمخلوقات والنياتات التي تنمو في هذه البرك .

لمعلومات اخرى عن اماكن تواجد برك الشتاء في البلاد يرجى زيارة موقع جمعية حماية الطبيعة على العنوان التالي : www.teva.org.il
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]