هل أخبر أبنائي عن مرض أختهم الصغيرة بالسرطان وكيف؟

سؤال:

أريد أن أستشيرك بحاجة وأتمنى أن تردّي عليّ.
عندي 3 بنات وولد. أعمارهم من 11 سنة- للسنتين ونصف.
إكتشفنا قبل شهر تقريبا بأن ابنتي الصغرى والتي عمرها سنتان ونصف مصابة بالسرطان. كيف تنصحينني بالتعامل مع إخوتها ومعها. أشكرك كثيرا وأعتذر على إزعاجك.

الجواب:

أتمنى لطفلتك الصغيرة الشفاء القريب. تطور الأبحاث الطبية في مجال مرض السرطان هو مطمئن ويعطي الكثير من الأمل. 

كيف التعامل مع الطفلة الصغيرة المريضة؟

طفلتك ما زالت صغيرة. هي بمرحلة الخيال التي سوف تساعدها بالتعامل مع المرض. من المهم مرافقتها أثناء قيامها بالعلاج طمأنتها بوجودك بجانبها دوما. حين تستفسر عما يجري لها وما سبب وجودها في المستشفى أو العيادة يمكنك الشرح التمثيلي لها بكثير من تفاؤل وخيال درامي: ( إحنا هو إسا بالعيادة عشان بدنا نوخد دوا يخلي المرض يروح ويهرب من جسمك، هادا الدوا عشان يضايق المرض ويخليه يزعل ويترك جسمك يرتاح منو. إحنا بدناش ياك إنتي يا مرض يلا روح يلا وما ترجع عنا...). أسلوب تمثيلي يقوّي معنوياتها لتتحمل أنواع الأدوية والعلاجات. من المهم الكثير من التسلية بجو من المرح والخيال التمثيلي المناسب لجيلها. 

تسليتها ببعض قصص مناسبة. الإكثار من الخروج بنزهات في أحضان الطبيعة. الابتعاد عن أجواء الأماكن المغلقة قدر المستطاع. 

كيف يتلقى الأهل خبر الواقع الصادم؟

الهلع الشديد، الحزن وعدم التقبل. تلك هي طبيعة الانسان حين يتلقى صدمة قاسية وغير متوقعة.

مرور شهر على تلقي خبر مرض طفلتك بالسرطان ليس بالوقت الكافي للتعامل المتعقل. سيطرة التأثر وأحيانا الغضب ما زالت هي الحالة المهيمنة على كل أنواع السلوك والقرارات. الحاجة للغرق بالأحزان لبعض من الوقت هي حتمية وطبيعية. تتأثر العائلة بحالة من التقلبات العاطفية تارة القهر لما أصابهم وتارة أخرى الشفقة على المصاب وتارة التساؤل: لماذا أنا؟ حزن شديد لا يوصف. بعد انتهاء مدة الحزن تنتقل للاعتراف بالواقع والمباشرة بالعمل اللازم للعلاج بجميع القنوات. الذهاب للاهتمام بما يلزم الطفلة المريضة، تهدئة خواطر إخوتها. تكريس جل الوقت والمال لما يمكن عمله لشفائها. تتجدد الطاقات للركض والتفتيش عن كل ما يمكن عمله لإبعاد شبح الموت عنها وتسريع شفائها. 

ماذا يلزم قبل مكاشفة الإخوة بمرض أختهم؟

قبل إعلام الأبناء بالخبر يلزم القيام بكل مذاكرة وبحث عن حالات الطفلة. المباشرة بزيارة مصحات تعتني بمثل حالة طفلتك، لقاء أسر وقعت بذات التجربة المرضية والتعرف على ما توصلوا إليه من إنجازات، الاتصال بكل مراكز تطوع هدفها المساعدة . بعد المعرفة الواسعة التي منحتك الكثير من الأدوات للتعامل المناسب مع واقعك الجديد يمكنك وبتعاون زوجك عقد جلسة عائلية هدفها المكاشفة. مفاتحة الأبناء بالمعلومات الصعبة التي توصلتم إليها حتى الساعة بواقعية ومن غير أية مبالغة عاطفية. 

ماذا بعد إعلام الإخوة بخبر مرض أختهم بالسرطان؟

عند سماع الإخوة بإصابة أختهم بالمرض سوف يتأثرون كثيرا. هذا التأثر هو طبيعي. مرض أختهم المفاجئ سوف يدخلهم بحالة من القلق وعدم الطمأنينة. أسئلة كثيرة وعلامات استفهام أكثر. من المهم الاستماع لهم بكل ما يمكن أن يعبروا عنه من مشاعر قهر وشفقة و... السماح لهم بالتفريغ العاطفي والتنفيس عن كل ما يمكن أن يزعزع أمانهم ويقلق استقرار حياتهم العائلية. لا بد من طمأنتهم بأنكم باقون بجانبهم ولكن تواجدك مشروط بالتقاسم مع ظروف والدهم المتاحة أو بالعكس. من المهم تقبل واحترام كل تعبير غير مستحب أو أناني من أي واحد من الإخوة لأنه طبيعي ودافع للخوف من المجهول الآتي يوم غد. دورك هو فقط الطمأنة والسخاء بالتعاطف للعودة تدريجيا لحياتهم اليومية الروتينية قدر المعقول. لا لمحاولة انتقاد مشاعرهم أو تصحيح ما يمكن أن يبدر لذهنهم من صور مقلقة ونعم للمزيد من الطمأنة والسخاء بالحب. أنت هي النموذج العاطفي الذي سوف يقتدون بتعامله مع الأزمات. 

كيف يمكن تحويل المصيبة لفعل خير ولفعاليات تطوعية؟

يلزم حث الإخوة على التفعيل بهدف التطوع الداعم والبناء. المساهمة بمشروع خاص بأختهم الصغيرة سوف يساعد كثيرا. ملء الوقت بالانشغال بعمل مفيد بحالة حركة دائمة. الانتظار، الفراغ والاتكالية يزيد من ثقل الحمل والقلق. يمكن جمعهم بهدف زيارة أماكن علاج حالات مثل حالة اختهم، التعرف على مراكز تطوعية للانضمام إليها والمساهمة والتبرع. كل اقتراح فيه تفعيل ونشاط تطوعي سوف يساعد على تحمل النتائج بنوعيهاالمستحب وغير المستحب القادمة. التنشيط والتفعيل يجعل الجميع منهمك ومشغول بدل من الجلوس والشعور بالضحية الحزينة.

---------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل. 
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04