سؤال:
إبني يبلغ من العمر 14 عاما. شخصيته ضعيفة لا يدري كيف يتصدى لأي اعتداء يواجهه. يعاني من ضعف بالنظر ولا يجرؤ على لبس النظارة الطببية خوفا من استهزاء أقرانه منه. يفتعل المشاكل ولا يبادر لحلها. يلعب مع الأطفال الأصغر منه عمرا. يلعب بالعرائس والدمى ويقوم بتشويهها وتقطيعها. تحصيله العلمي متدنٍّ. هو لا يقبل النصائح. يحب البقاء خارج البيت لوقت طويل. نستخدم تارة عقابه وتارة أخرى نمنعه باقفال الأبواب كاملة. يحب اللعب مع الحيوانات وخاصة الكلاب. لقد استخدمت كل الوسائل المعنوية والمادية معه كي يتقدم في حياته ولم تنفع جميعها. الرجاء أخذ هذه المشكلة بكل جدية لأنها أتعبتني نفسيا. الرجاء الرد السريع ...
الجواب:
يؤسفني ما يمر به ابنك من صعوبات. ضعف نظره يزيده انفعالا وضغوطا. حبسه في البيت ليس بالحل المثالي. يؤلمني قسوة شعورك عليه واستمرارك بلومه وعقابه. هو ليس بمقدوره كسب رضاك. حبسه من العوامل الأكيدة لاستفحال حالته وتأزم مشكلاته.
لماذا يلعب ابنك بالعرائس والدمى وما سبب سلوكه العدائي معها؟
وصفك لابنك يدل على أنه من ذوي الحاجات الخاصة. إبنك يعاني من تخلف ويحتاج لتشخيص مختص لمعرفة ماهيته ودرجاته. قسوتكم وعدم رضاكم على كل ما يقوم به من تصرفات يعمل على تنفيسه بتقطيع العرائس والدمى. هو يحاول التعبير عن ضيقه وضغوطه فتظهر بالدمى والعرائس. هو ليس بمقدوره المواجهة. معاناته تنعكس بأسلوب لعبه مع الدمى. لا أصحاب بجيله وكلما تآلف مع صغار السن تنتقدونه وتلومونه فيلجأ للعب مع الدمى كبديل اجتماعي وعاطفي. هو يحتاج لكثير من امتداح على كل سلوك إيجابي ومستحب يقوم به. هو يحتاج لتدريب مناسب يحترم قدراته وامكانياته كي يسترد تقديره الذاتي المفقود بسبب خيبة أملكم من تصرفاته.
ما سبب حاجته للخروج من البيت؟
إبنك يشعر بأن البيت خانق بأفراده. منعه وحبسه بلا بدائل تنفيسية تضر بتطور شخصيته. أنت غير راضية عن: تحصيله المتدني، اختياره أقرانه، نوعية لعبه، صعوبة تآلفه مع أبناء جيله، ضعفه على المواجهة، رغبته بالخروج الدائم من البيت... إبنك يحتاج لكثير من تنفيس عاطفي وجسماني. هو لا يدري كيف يتعامل مع حاجاته وقدراته. جسمه ينمو كما أبناء جيله ولكن تطوره يختلف عن أقرانه. يصعب عليه مواجهة متاعبه. هو لا يعرف كيف يتعامل معها. لم يتدرب على التوفيق بين خصوصية حالته وبين كيفية مواجهة مصاعبه. خروجه من البيت يعمل على تنفيس ضغوطه. هو يحتاج لفسحة من الحرية والانطلاق.
لماذا يهتم بالكلاب وما هي الفائدة؟
من المعروف بأن الكلاب من المخلوقات المخلصة للانسان. لقد أثبتت جميع الأبحاث بأن أفضل علاج للإنسان الذي يشعر بالوحدة والقنوط هو تربية كلب. حاول ابنك كسب صداقتها وهنئ بمعاشرتها واللهو معها. عرف كيف يتقرّب إليها ويتآلف معها. تآلفه مع الكلاب عمل على تعويضه الاجتماعي-العاطفي. إسترد ابنك بعضا من ثقته بنفسه عند اعتنائه بكلب. تربية الكلب علمته تحمل مسؤولية الالتزام بتزويده بحاجاته والاهتمام بخدماته. هذا عدا عن الانشغال بعمل مفيد يطور له شخصيته ويخفف عنه بعض متاعبه وضغوطه. عند الاعتناء بكلب يلتزم بترتيب برنامجه ويعمل يوميا على الخروج به في نزهة تفيد حاجة جسمه لنشاط رياضي ولفعالية مسلية. يمكن للأهل ربطها بشرط التزامه بواجباته ومذاكرته- من المهم ملاءمة مدرسته بخصوصية حاجاته الذهنية.
توبيخه، حبسه، لومه، عقابه... يضر بتطور شخصيته ولا يساعده على حل مشاكله. نعم لمعرفة قدراته واحترام خصوصيات تطور شخصيته لتدريبه المناسب على التوفيق بين واقعه وحياته اليومية.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق