سؤال:

أنا أم لبنتين. الكبرى بجيل 3.5 والثانية 2 أعوام. أنا أعيش بالغربة ولا أعرف أحدا. 

منذ أسبوعين وأنا أحاول تعليم بنتيّ استخدام الحمام والاستغناء عن الحفاظات. الصغرى تقبلت الموضوع بسرعة. أما الكبرى فقد تقبلت استخدام المرحاض فقط للتبول رافضة التبرز لدرجة أنها أصبحت تعاني من إمساك. حاولت معها بشتى الوسائل وللأسف لم أنجح. أنا ضائعة ولا أعرف كيف أتصرف. المشكلة هي أنني جدا عصبية وأنفعل بسرعة. أنا آسفة على الإطالة. الرجاء أريد مشورتك بحل سريع لأنني بالغربة كما ذكرت ولا أعرف أحدا يساعدني ولك مني جزيل الشكر.

الجواب: 

لا للقلق. سوف تعتاد طفلتك استخدام المرحاض عاجلا أم آجلا. التعويد يحتاج لشرطين أسايين الأول: نضوج جهازها العصبي الخاص بالتحكم بضبط عملية التبول – التبرز الارادية والثاني: فترة التعويد الزمنية التي لا تقل عن 3 أسابيع. 

ما هو الوقت المناسب للتدريب؟ وهل التدريب المبكر يساعد بتسريع نضوج الضبط باكرا؟ 

لا، لأن عملية التبول والتبرز عملية تتعلق بنضوج الجهاز العصبي- العضلي اللازم للسيطرة الإرادية. في هذه المرحلة من عمر المولود لم يكتمل نضوجه على القدرة على السيطرة الإرادية.

يتمكن الطفل من السيطرة على ضبط عضلاته عندما تكون المجموعة العصبية المركزية الخاصة بعملية التبول والتبرز قد اكتمل نضوجها وأصبحت قادرة على بعث الإشارات العصبية إلى أعضاء جسم الطفل كي يستجيب لها. من التجارب التي أجريت على أطفال من التوائم الذكور لمعرفة أثر نضجهم في التحكم بعملية الإخراج أثبتت ما يلي: بعد أن تدربت إحدى المجموعتين على قضاء حاجتها يوميا منذ الأسابيع الأولى من الولادة، أما المجموعة الأخرى من التوائم تدرّبت في الشهر الرابع عشر. لم تسفر النتيجة عن أي فروق باكتساب التحكم وأكدت التجربة على أهمية الارتباط بعامل النضج. 

من المهم أن يعلم جميع الآباء بأن الطفل سوف يتعلم استخدام المرحاض وسوف يصل جميع الأطفال بجيل معين لنتيجة واحدة. ما يهمني في هذا المجال هو سلامة صحة الطفل النفسية وعدم قهره أو إيلامه. 

هل العصبية، العقاب أو التوبيخ يساعد على عملية التحكم وماذا أثبتت الأبحاث؟

 

ينبغي أن لا تكون عملية التحكم مرحلة أليمة من مراحل نمو الطفل. من الملاحظ بأن معظم الآباء قد يتسرعون في البدء بالتدريب. بعضهم يضقيق ذرعا من عملية التبرز واتساخ الملابس، فيلجأ للتدريب المبكر بهدف التخفيف من التعب جراء تبليل الملابس والفراش. أحيانا يكون موضوعا للتفاخر ظنا منهم بأنهم صنعوا إنجازا عظيما بأن سبقوا باقي الأطفال. 

عملية التحكم بطرح الفضلات ليست صعبة إلى الدرجة التي يتعذر فيها تعلمها، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار عوامل نضج الأعضاء وأهميتها. كثير من الأهالي يؤخرون عملية التدريب بشكل منتظم حتى جيل الثالثة. 

التبكير في التدريب لا فائدة تذكر منه. عملية التعلم تصبح أليمة وصعبة في مرحلة يكون فيها الطفل غير قادر على التحكم بقضاء حاجته. الاحتمال كبير بأن الشخص الذي يقوم بالتدريب يستخدم وسائل عقاب متنوعة وكأن الطفل يرتكب "خطأ" وهو بالحقيقة لا دخل له بالفشل. لهذا نجد أن التدريب المبكر بالنسبة للطفل يصبح تعذيبا وليس تدريبا ويضر بتطور شخصيته السوية. 

لقد أثبتت الأبحاث والدراسات الميدانية بأن الطفل الذي يمر بتدريب مبكر بوسائل قهر وإجبار أو الإكثار من إدخال المرحاض لدرجة زائدة عن الحد يتسبب له، مستقبلا، باضطرابات انفعالية مؤقتة ومظاهر سلوك مشكل فتعكس أنماط تصرفات سلبية، مثل: العدائية، الخوف، الأفكار التسلطية، الغضب أو النظافة المفرطة...

ماذا ينفع طفلتك البكر الآن وسريعا؟

الحفاظات لا تضر طفلتك ولكن التعامل الانفعالي والاهانات هي التي تسبب لها القلق والهستيريا. 

أسبوعان فترة قصيرة للثبات على أي تعويد تربوي. شعور طفلتك البكر بالامساك هو دليل على حالة ضغوط بسبب عصبيتك وانفعالك. ربما أيضا ولأنها لم تنجح كما أختها قد تسبّب بالقلق وربما الوسائل التي استخدمتها معها كانت ضاغطة ...

المهم الأسلوب الداعم والتشجيعي. لا لإهانتها أو توبيخها. لا للعصبية والانفعال. للمازحة أقول لجميع الآباء سوف تعتاد طفلتك استخدام المرحاض قبل سنوات من موعد زفافها). 

يعتاد الطفل على أي سلوك مستحب عند امتداحه وتشجيعه. أما التجاهل فهو الحل المناسب عند قيامه بأي سلوك غير مستحب. 

تحتاج طفلتك فترة من الهدنة. يلزمها وعلى الفور استراحة مدة شهر وأكثر من غير الالحاح عليها أو تذكيرها وبعدها ربما سوف تلجأ ولوحدها لطلب الدخول للمرحاض لقضاء حاجتها. لا لضغطها أو النق عليها. 

ماذا عن الدراما التربوية للعلاج؟

يتعلم الطفل أن يركز انتباهه على السلوك الذي يجلب له الرضى. جيل طفلتيك ينفعهما كثيرا أسلوب الدراما. كيف؟ بعد سرد قصة (كُشْكُشْ بلا حفاظات) يمكنك التحدث إلى كُشْكُشْ وكأنه شخص حقيقي يعيش معكم بالقول: (تعال يا كشكش وشوف فلانة ( اسم طفلتك) كيف راح تسبقك وتتخلص من الحفاظات قبلك. الحفاظات بتحب تيجي عندك ومش عند فلانة بنتي حبيبتي). وهكذا يمكنك تشجيعها كلما نجحت ابنتك باستخدام الحمام. التحدث إلى كُشْكُشْ بامتداح سلوك ابنتك المستحب يساعدها كثيرا على التعويد التربوي بكل مجال. يلزمك استخدام الدراما كعلاج لك أيضا للابتعاد عن العصبية ولتدريب ذاتك على الصبر والتعامل اللطيف والدائم. فأنت هي نموذجهم العاطفي بلطفك بالتعامل وباحترامك سلوكهما. 

----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]