سؤال:
عمر إبني 3 سنوات وشهرين. هو يحب اللعب بألعاب البنات. عند زيارة جدته يلعب مع بنت عمه بالدمى والعرائس. في البيت يحب أن اربط له غطاء سريره حول رقبته قائلا بأنه يرتدي فستان عروس. إعتاد أن ينتعل أحذيتي ذات الكعب العالي ويخبرني بأنه عروس مثل عمته. إحتفلنا بخطبتها قبل شهر وهو يحبها كثيرا.
سلوكه هذا يزعجني. أصبحت حين يقول لي بأنه عروس أصحّحه فأقول له: " أنت عريس مثل أبوك وعمك لأنك أنت صبي ولست بنتا". أسلوبي لم ينفع معه بل زاده تمسكا بدور العروس.
بماذا تنصحينني؟ ولماذا يميل إلى تلك الأنواع من اللعب والتسلية؟ وشكرا جزيلا لك.
الجواب:
لا للقلق. تلك أنواع ألعاب يمارسها جميع الأطفال من الجنسين. هم يتخيلون أدوارا تمثيلية وكأنها واقع حقيقي ويقلدونها.
لماذا يلعب طفلك الأدوار الأنثوية؟
لا خوف عليه من تطوير حالة انحراف جنسي. جميع الأطفال تعيش بين الواقع والخيال الواسع. تلك هي مميزات مرحلتهم العمرية. يتطور لعبهم الخيالي من جيل الثانية حتى جيل السابعة وربما جيل التاسعة. في تلك المرحلة العمرية تتدفق على ذهن الطفل صور خيالية فيعيشها كما الواقع الحقيقي. كلما تعقدت وتنوعت تلك الصور كلما تطورت عبقريته الابداعية الخلاقة. هو يقوم بتقليد النماذج الاجتماعية التي يعرفها أو التي تعرّف عليها من شخصيات القصص والأفلام أو المسلسلات. هو دائم البحث والاستكشاف. يقلد جميع النماذج التي التقى بها أو عرف عنها، مثل: رجل الاطفائية، العجوز، الساحرة، الشرطي، رجل الفضاء، العملاق، عمته العروس أو... الأحداث اليومية تفرض نفسها على مخيتله. كلما انكشف على قصص أو أحداث جديدة كلما غني خياله وتنوعت أدواره.
هل حالة الخيال تلك هي موهبة فطرية عند جميع الأطفال؟
نعم. تلك موهبة فطرية تتطور عند جميع الأطفال من جيل الثانية وحتى أحيانا جيل التاسعة. تلك مرحلة عمرية تتميز بالرغبة بلعب أدوار تمثيلية خيالية متنوعة. يعيش الطفل في تلك المرحلة واقعا فيه الكثير من الخيال الواسع. حالة الخيال هذه تثير رغبة الطفل لتدفعه للتقليد بإضافات خيالية متنوعة. هو يراقب كل ما يحيطه. يهتم بتصرفات، بأسلوب تعامل، أنواع مفردات، طريقة حكي، حركات... ويعمل على تقليدها أو التمثيل بإيحاءاتها ليخلق له عالما خاصا به.
أحيانا تثير موهبته أحداث قصة كان قد سمعها، مشهد من فيلم شاهده ولفت انتباهه، من مسلسل، من سلوك في بيته أثاره، من بعض مهن اهتم بها ولاحظ تميزها ( سائق، نجار، طبيب...). هو يعيش بين الواقع والخيال الواسع من غير أي تخطيط، قصد أو برمجة.
هل يكشف لعبه هذا أسرارا وهل يستفيد الطفل من هذا اللعب؟
بالطبع نعم. تظهر من خلال ذلك النوع من اللعب مواهبه بأنواع صور خيالية. هو يقوم بتمثيل أدوار ويختلق له أيضا صورا ابداعية يقوم باخراجها. فاللعب التمثيلي يشمل عدة وظائف في آن واحد. هو يبني ويخلق المشاهد كما المخرج. يؤلف لها السيناريو المناسب كما الأديب. يختار الشخصيات وهو أيضا يقوم بتمثيل أدوارها بنفسه... تلك مرحلة عمرية عبقرية غنية بالخلق وتعمل على تطوير ذكائه الإبداعي. هذا النوع من اللعب هو صحي ومتنفسه العاطفي. من خلاله يعمل على تفريغ ضغوطه اليومية ومصاعبه التي يواجهها. من فوائد هذا اللعب أيضا هو كشف أسرار لأحداث وتجارب ضارة أو نافعة كان قد مر بها مثل، تحرش، تنكيل، تعارف جديد... بواسطة لعبه التمثيلي يمكن أن يعرف أهله أو مربيه عنها من دون التحقيق معه خاصة عند مبالغته بتكرارها.
هل بمقدور الأهل توجيه لعبه أو تغييره؟
كثيرا ما يقلق الأهل من أنواع سلوك ويرغبون باستبدالها. فالأم التي يضايقها لعب طفلها التمثيلي وترغب باستبداله - مع أنه يختبر من خلاله العديد من المعارف وحب الاستطلاع- عليها باستخدام الخيال لتحفيزه على الانتقال لنوع آخر من اللعب. كشفه لأدوات أو حاجات مثيرة ومتنوعة تجعله وبسرعة ينتقل من دور معين إلى دور آخر مختلف وذلك بسبب الإثارة الجديدة التي توفرت لديه أو وضعتها أمامه. فلو أرادت الأم أن ينتقل للعب دور طبيب مثلا بدل أدوار العرائس عليها أن تضع أمامه مريول طبيب، عدة الكشف على المريض...
لتحفيزه على الاستمرار بخلق أدوار جديدة يلزم امتداحه وتشجيعه على التجديد. الدعم والتشجيع أسلوب تربوي إيجابي يجعله سعيدا ودائم الاستثارة. امتداح أنواع لعب مستحب يقوم به يجعل الطفل يرغب بتكراره. تجاهل أي سلوك غير مستحب سوف يجعله يختفي تدريجيا ومع مرور بعض الوقت سيستبدله بأنواع سلوك أو لعب كان قد تلقى عليه امتداحا وتشجيعا.
كلما منعت طفلك وأبديت قلقا، غضبا، توبيخا، نهيا... كلما ازداد تعلقا وتكرارا.
أنصحك بضمه لناد وتسجيله ببرامج فنية لتدريبه على فعاليات حركية تمثيلية تعمل على تنفيس ضغوطه وتطوير موهبته. التدريب على التمثيل يدفعه للقيام بأنشطة رياضية وأدوار فنية متنوعة.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ابني يقلد البنات