قبل أيام نشر "تقرير الفقر"،الذي دل على الفوارق والفجوات الآخذة بالاتساع في المجتمع الإسرائيلي .كذلك الأمر بالنسبة للتقرير الذي نشره "المجلس لسلامة الولد"،الذي أشار هو الآخر إلى نفس الأرقام والمعطيات المقلقة والمحزنة،التي تظهر الفجوات المتعاظمة بين مركز البلاد والمناطق البعيد عنه.
وفي هذا الإطار،وعلى ضوء هذا الواقع،قررت مجموعات وأطر شبابية في المجتمع الدرزي في شمال البلاد،سويهً مع جمعية "أوفكيم لعتيد"(وتعني :"آفاق للمستقبل")- وبالتعاون مع هيئة "شيكوم شخونوت"(وتعني :"ترميم الأحياء والضواحي")القيام بعمل ما،فنظمت في الحادي والعشرين من هذا الشهر معرضاً أطلقت علية تسمية "العلم والعمل"،جرى في قرية حرفيش.
وشارك في هذا المعرض حوالي(500) شخص،من الشباب والشابات الدروز في الشمال،وكان الغرض منه تشجيع الشباب الدروز على الانخراط في دائرة العلم والتعليم :فوفقاً لمعطيات وزارة المعارف،فإن نسبة الأكاديميين في الوسط الدرزي تبلغ12%،بينما هي في الوسط اليهودي-25%.
وجاء المشاركون في المعرض من قرى :حرفيش،بيت جن،أبو سنان،جولس،البقيعة،كسرى سميع وكفر ياسيف،آملين في الانخراط في أي إطار تعليمي لإكتساب ثقافة عالية.
وقد استمعوا خلال المعرض إلى محاضرات من قبل مرشدين ومدربين،حول قضايا تتعلق بكيفية اتخاذ القرار الصحيح،وكل ما يحيط بذلك من مسائل.وعرضت مؤسسات أكاديمية ومعاهد تعنى بالبسيخومتري اقتراحات وبرامج تشجيع المشاركين على التعلم لديها.كما قدم خريجون ومسؤولون من عالم الأكاديميا شروحات ومعلومات تتعلق بأهمية الحصول على شهادات عالية،تعينهم على الانخراط في المجتمع وتحسين مستوى الحياة والمعيشة.كما أشتمل المعرض على جوائز وتسهيلات مأخوذة من سحوبات عرضتها معاهد تعليم البسيخومتري.
وفي هذا الإطار،أظهر بحث أجراه معهد "طاوب" للسياسات الاجتماعية في إسرائيل،أن هنالك صلة وثيقة بين الثقافة ومستوى التعليم،من جهة،وبين نسب التشغيل التي يتميز بها العالم العربي المتقدم : فطبقاً للمعطيات،يواجه الشخص المتعلم احتمالاً أكبر للحصول على عمل أو وظيفة،وتبعاً لذلك يحظى بمدخول أكبر.
ويشار إلى أنه بدأت تتكون في السنوات الأخيرة مجموعات وأطر شبابية في البلدات الدرزية،قررت أخد زمام أمورها بيديها،من أجل تطوير المجتمع الدرزي.
وتتلقى هذه المجموعات في شمال البلاد،دعماً وعوناً من جهة "كيرن شاحف"(صندوق"شاحف") الذي يتكون من شراكة عدد من المتبرعين،ويهدف إلى دعم وتشجيع المجموعات الشبابية الساعية إلى تطوير المناطق النائية البعيدة عن المركز،والنهوض بأوضاعها.
وعن ذلك قالت السيدة "حايا حمشي"،المديرة العامة لصندوق"شاحف"،أن القائمين عليه يرون في المجموعات الناشطة في المجتمع الدرزي،عنصراً طليعياً رائداً في الكفاح من أجل تقليص الفوارق والفجوات داخل المجتمع الإسرائيلي،وأن المعرض المذكور إنما هو جزء من النشاط اليومي المتواصل لتلك المجموعات،لإتاحة وتوفير فرص وإمكانيات التعليم العالي للشباب الدروز،من أجل تقليص الفوارق بين المركز والمناطق النائية البعيدة عنه
[email protected]
أضف تعليق