افتتحت فعاليات مهرجان السينما العربية في دورته الأولى بمدينة باري الايطالية في مقر جمعية Federico II Eventi. بدأ الإحتفال بكلمة لرئيس الجمعية الفنان د.( Loiacono Michele ) رحب فيها بالحضور، واكد على دور الجمعية في احتضان مشاركات عربية بدأت في بالفن التشكيلي ومن ثم بالإحتفاء بالسينما العربية، على امل ان تكون هناك المزيد من الفعاليات العربية في مجالات اخرى.
ثم ألقى المخرج الأردني عاهد عبابنه "رئيس عام المهرجان" كلمت أوضح فيها عن سعادته بتنظيم هذا الحدث السينمائي العربي الاول في مدينة باري الايطالية الذي يعرض من خلال كوكبة من الافلام السينمائية القصيرة لمخرجين عرب من تونس وفلسطين والاردن ومصر ولبنان والجزائر، واعرب عن تفاجأه بعدد الحضور من الجمهور الايطالي والجاليات العربية بمدينة باري، وهذا يؤكد على اهتمامهم بالفنون العربية بشكل عام.
واستضاف المهرجان بيومه الافتتاحي ممثل فيلم (بداية كل اللغات) الفنان العراقي من أصل كردي دلشاد كويستاني وهو من إخراج ستيفاني جوانيس. وتدور فكرة الفيلم حول فلسفة الفهم للحياة، الحزن والفرح والأسى، وصولاً الى اكتشاف الذات من خلال البساطة والايمان بهجرة الدنيا بشكلها المادي والرجوع الى المسائل الروحية. وتدور احداث الفيلم حول الرواية الاخيرة للكاتب البرازيلي بولو كويلو "alph".
ويذكر ان (دلشاد) هو شاعر وفنان تشكيلي وممثل. ولد في العراق يعمل يعيش في فرنسا، وقام بتمثيل عدة أفلام منها فيلم (شيرين) للمخرج العراقي حسن علي.
ثم كلمة لمدير مديرية الثقافة الايطالية السيد (موريتسو فيرلندينو) اعرب عن سعادته بان يفتح المهرجان فعالياته بمحافظة "باري"، واضاف: كم هو جميل اختيار "دولة فلسطين" ضيف شرف المهرجان وان يكون افتتاح المهرجان بنكهة فلسطينية.
واكد كمدير ثقافة بتبني المهرجان، الذي يشكل البذرة الاولى لشجرة كبيرة سوف يحافظ على رعايتها عام وراء عام.
وعرضت تسعة أفلام قصيرة لثمانية مخرجين فلسطينيين وهم: فيلم (جسد) للمخرجة ريتا اسحق، وهو فيلم درامي صامت يتحدث عن نظرة المجتمع للمرأة بأنها جسد فقط للتفريغ والتفريغ وهي النظرة الدونية، والتي تتمحور حول انتهاك وعنف تتعرض له المرأة طول فترة حياتها، وفي مفاصل حياتها عندما تترك المدرسة وتتزوج رغم عنها، وبذلك تتحول حياتها بمشاهد فانتازية الى صحراء تفتقر معاني السعادة إلى ان تموت دون تحقيق اي حلم ودون ان تعيش حياتها الطبيعية.
"فشل المشهد" للمخرج الفلسطيني خليل المزين الذي يتناول التعذيب في سجن غوانتانامو، ويذكر ان المزين درس الإخراج السينمائي باكاديمية الحضارة في سان بطرسبورع بروسيا، وعاد ليعمل مخرجاً في التلفزيون الفلسطيني، أخرج عدة أفلام وثائقية، منها سلسلة "العابرون على جلد غزة" و"رسل الحقيقة".
فيلم (حاملة الجمرة ) للمخرجة نجاح عوض الله، الفيلم من انتاج تلفزيون فلسطين، وهو يوثق حياة المناضلة صهباء البربري، كأول معتقلة سياسية فلسطينية في السجون المصرية، أثر الهجمة على الشيوعيين في العالم العربي فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصرـ أواخر الخمسينات ـ كما يتعرض لمحطات حياتها الأخرى، في الوطن والمنفى المرتبطة برفيق دربها في الحياة والنضال الشاعر معين بسيسو، يحتوي الفيلم على شهادات حية من رفاق وأصدقاء تربطهم بها صداقة وعلاقة نضالية، كما يحتوي على شهادة النساء الشيوعيات المصريات بصهباء فترة المعتقل.
اما الفنان التشكيلي بشار الحروب يشارك بفيلمين (العذاب) و (والاخر هو انا) ويوظف بشار الحروب في أعماله العديد من الوسائل مثل الرسم والتصوير الفوتوغرافي وفنون التركيب. ومن معارضه الفردية "انعكاس الوعي" في قاعة موزاييك في لندن عام 2010، وله أيضاً "الآخر هو أنا". كما شارك في عدد من المعارض والمشاريع والمهرجانات الجماعية في كافة أنحاء فلسطين وفي الخارج في كل من الإمارات العربية المتحدة وبولندا والسويد ولبنان والمغرب وفرنسا وعمان والجزائر وسوريا واليابان وفرنسا واسكتلندا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
ويشارك الاخوان محمد واحمد ابو ناصر الملقبان ب(عرب وطرزان) بفيلم (رحلة بالالوان) ، يتحدث عن الانقسام الفلسطيني من خلال شخصيتين متشابهات كما هم الفصائل الفلسطينية وحجم الشبه بينهم، كل منهما يبحث عن الاخر ليتخلص منه، ويتفاجأ الاثنين عندما يلتقيان بحجم الشبه الموجود، الاثنين يريدان قتل بعضهما البعض ولكن هناك تردد، الى ان تخرج الطائرة الاسرائيلية وتحسم الصراع بقتل الاثنين، وهذا كله تحت مسمى عملية اسرائيلية (رحلة بالالوان).
ويشارك الفنان التشكيلي محمد حرب بفيلمه (حضور، غياب) استخدام الفنان تقنية جديدة في الرسم بالضوء من خلال الكاميرا الفيديو وأدوات التكنولوجيا والرسم بالحبر، والتعامل مع محاور الجسم عن طريق تقتطع شكلية بصرية ملونة، فضلاً عن ظهور واختفاء وجوه وأجساد الناس الذين كانوا ذات يوم جزءاً من حياتنا ضمن ايقاعات مختلفة.
ويشارك النحات أياد الصباح بفيلم (كاتم صوت) يتناول فيه موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة وهذه الحالة خلقت جدل بطبيعة وماهية هذه الموجة من العنف المتبادل. وأصبح الإعلام هو سلاح الشعوب الأقدر على هزيمة الدكتاتوريات، ومن هنا جاءت فكرة كاتم صوت لان الحقيقة دائماً هي أول ضحايا الحروب وينطبق هذا التعبير من خلال القتل الخفي للصورة.
وأخيرا عرض فيلم للفنانة التشكيلية ريما المزين بعنوان فيلم (كانوا هنا ..؟؟ ) تتناول في فيلمها قضية (أطفال الحروب) وترى ان أطفال العالم قد اغتصبت طفولتهم من خلال الحروب والنزعات والمجاعات ومظاهر الاحتلال والإرهاب. و فقدوا فيها الأطفال كل مشهد من مشاهد الطفولة. و زرعت في قلوبهم مشاهد الحرب والقتل والمجازر والموت، فبعضهم يموت من الجوع.. و بعضهم من القصف والحروب والدمار.. و البعض الآخر يموت قبل أن يولد حتى..
وختم المهرجان يومه الافتتاحي ببوفيه صغير من الماكولات الفلسطينية على ان تتوالى عروض المهرجان لليومين 6و7 نومبر للعام 2012 .
[email protected]
أضف تعليق