سؤال:

أنا فتاة بالصف الحادي عشر. أشعر بأنه لا أحد يحبني. الجميع يحاول إقناعي بأنهم يحبونني. أنا بنت كثيرة الخجل وليس بمقدوري الدفاع عن نفسي. أشعر بأنني ضعيفة الشخصية. مشاكلي في مدرستي كثيرة وأحتاج لأن أجلس مع أحد. أنا لا أرتاح للمستشار في مدرستي ولا أرغب بأن أحكي له عن مشاكلي. أحتاج لأن أحس بطعم الحياة. أرجوك ساعديني. ماذا أفعل كي أعالج مشاكلي الكثيرة؟ 

ملاحظة: لقد وجهتني إليك مربية صفي.

الجواب:

كثيرة هن البنات بجيلك اللواتي تشعرن بذات تراكمات ضغوطك. أنت تمرين بمشاعر غير لطيفة ولكنها طبيعية في مرحلتك العمرية الحالية. تلك مرحلة عمرية تتميز بتأجج العواطف ولا متنفس لها. 

لماذا هذا الشعور؟

في مرحلتك العمرية تكون المشاعر قوية وحادة وتحتاج لوسيلة تنفيس مناسبة. غضبك قوي ولا تنفيس عاطفي له. حزنك عميق ولا تفسير منطقي له سوى شعورك باليأس – لا طعم للحياة-. أنت بطبيعتك أيضا تميلين للأحزان وللاكتئاب ولا تجدين مكانا أو مجالا لتنفيسها. كل المشاهد الحزينة واليائسة تثيرك وتشدك انتباهك للتفكير العميق فيها. كل مسلسل كئيب يحرّك مشاعرك ويزيد من أوجاع قلبك. أنت تميلين للتفاعل مع الأغاني الحزينة وتفضلين قصص العذاب والشقاء واليأس. أنت لا تحاولين التفتيش على باعث فرح بحياتك. أنت ومن غير وعي لا تهتمين بأية مناسبة سعيدة بل تغرقين بمشاعر قلق وعدم اطمئنان. أنت لا تلاحظين حب الآخرين لك ولطفهم معك. كل ما يلفت انتباهك هو الغدر، الشك، القهر والخيانة... تلك حالة شعورية ضاغطة تجعلك تزدادين كآبة وضغوطك لا تنتهي.

هل بمقدورك الخلاص من ذلك الشعور ومن تلك الحالة الكئيبة؟

فقط مرضى النفوس بالكآبة هم الذين يحتاجون لعلاج بالأدوية. أنت ما زلت بجيل المراهقة وهذا جيل –كما ذكرت آنفا- يتميز بالتأجج العاطفي. وعيك العاطفي لحالتك الحالية التي تمرين بها اليوم هو دليل صحي يؤكد قدرتك على الخلاص منه. أنت تستغيثين. هذا دليل آخر على وعيك لحاجتك الخلاص من ضرره. هل بمقدورك الذاتي الخروج من تلك الحالة اليائسة؟ وكيف هو الخلاص؟ 

نعم وبالطبع بمقدورك. نوع مشاعرك هي طوع إرادتك. انت التي تتحكم بمشاعرها. أي أنت تملكين القدرة على تحويلها وتبديلها ولكن فقط بوعيك وبإرادتك التي تقرر لك ذلك. القرارات هي ملك صاحبها. فلتقرري اليوم مسؤوليتك على قدرتك على ضبط نوع مشاعرك. ولكن كيف؟

كيف تتحملين مسؤولية ضبط نوع مشاعرك؟

يقظتك الدائمة لمراقبة نوع شعورك وقرارك الفوري استبداله هي بداية طريقك للدفاع عن نفسك السوية بوعي متعمّد. أنت التي تظلمينها بالتركيز من غير وعي على اليأس وليس غيرك. كلما ركزت اهتمامك بنجاحك بالسيطرة على إرادتك بالتغيير كلما أعطيت شخصيتك قوة وثقة. كلما نجحت بالتغلب على مشاعرك السلبية كلما زاد تقديرك لذاتك واختفى ضعفك وخجلك. مصالحتك مع ذاتك هي بداية طريق التغلب على مصاعبك. بداية تغيير مشاعرك بالتركيز على كل ما هو جميل وإيجابي من حولك. هناك أناس وبوعي لا يريدون أن يروا إلا التشاؤم والصور الحزينة. هؤلاء الناس سوف يغرقون بالتشاؤم ويملأون كونهم بالكآبة والحزن. إن كنت منهم فعليك بأن تثوري على ذاتك السوداوية هذه وأن تقرري رؤية كل ما هو جميل ومفرح من حولك. إن لم تجدي ذلك فلتخلقي لك عالمك الجميل والمستحب. خيالك وإبداعك يمكنه ذلك. فلتجربي ولتتأكدي من قوة إرادتك وتصميمك. رؤية الجمال والشعور بالفرح شأنك وطوع إرادتك. هيا للمبادرة!!!

وأخيرا من المفيد التعرف على ميولك ومواهبك التي تمتلكينها للتنفيس بواسطة انشغالك بتطويرها. التفريغ الجسماني والعاطفي هما صمام الأمان في عملية استبدال مشاعرك غير المستحبة والضارة بنفسك السليمة. 

----------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل. 
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]