سؤال:

أنا أم لولدين. الأكبر 5 سنوات والأصغر سنة وشهران. إعتاد طفلنا البكر الصراخ والبكاء رافضا أي احترام النظام- تحديد ساعات مشاهدة البرامج، لعبه، ترتيب ألعابه، نومه بسريره ...-. زوجي يتسرع بالتنازل محاولا إرضاءه وخوفا عليه من البكاء. هل أسلوب كهذا يعلم طفلنا احترام النظام؟ كيف التفاهم مع زوجي عند السماح لطفلنا بكسر النظام؟

الجواب:

تنازل زوجك لطفله يعلّمه اللجوء للبكاء والصراخ- عادة غير مستحبة وضارة- كلما أراد الحصول على رغبة. سيصبح الصراخ والبكاء عادة.

هل بكاء الطفل يضره حين يكون هدفه نيل رغباته؟

بالطبع لا. البكاء لا يضر بصحة الطفل. طالما يعرف الأهل بأن هدف بكائه هو ليس وجعا، مرضا أو جوعا فلا ضرر منه. يلجأ الطفل للبكاء والصراخ عند حاجته تحقيق رغبة. يلجأ الطفل لحالات انفعالية هدفها كسر أنظمة الأهل. عادة بكاء الطفل لا يستمر فترة طويلة خاصة بعد أن يلاحظ بأنه لم يعد وسيلة ضغط فاعلة على أهله. احترام الطفل للأنظمة حتى وهو يبكي لا يضره. بكاؤه حين يصر على نيل رغباته هو جزء من وسائل ضغوط تعلمها. كلما نال ما يرغبه بالصراخ كلما أصبح بكاؤه وسيلة لتحقيق رغباته. يوما بعد يوم سيصبح بكاؤه عادة ثابتة كلما احتاج لأي رغبة أو طلب.

هل بمقدرك التفاهم مع زوجك؟

تفاهمك مع زوجك يحتاج لاتفاق مسبق على ثباتكما تطبيق النظام بلا تردد. أي اتفاق بينكما يلزم أن يجري على انفراد من غير وجود الطفل بينكما. استخدام الترغيب سيناسب مزاج زوجك. الترغيب المشروط هو بالفعل يعمل على مراضاة الطفل كما يرغب زوجك. مراضاة الطفل مشروط بتنفيذه النظام. أي يمكن لزوجك مثلا، منحه 15 دقيقة إضافية على وقت مشاهدة برامج التلفاز المحدد–إرضاء له- وذلك مكافأة له لعدم بكائه عند تطبيق نظام نومه بساعة محددة. أسلوب كهذا يعلمه استبدال سلوكه غير المستحب بسلوك مستحب -يحترم تطبيق القانون-. بمقدور طفلك ربط سلوكه المستحب-الانضباط- بدافع حصوله على رغبة- المكافأة-. أسلوب تربوي ترغيبي يستفز الطفل على تكرار سلوكه المستحب. بعد التكرار ويوما بعد يوم سيصبح السلوك المستحب عادة دائمة وثابتة.

هل يعلن الأب لطفله عن أسلوبه الترغيبي المشروط وكيف؟

بالطبع نعم. من المهم أن يعلن الأب لطفله بأنه سوف يضيف له بعضا من الوقت على مشاهدة البرامج التي يرغب بها ولكن بشرط تنفيذه نظام ساعة النوم من غير صراخ. يستحسن إعلان الشرط على الطفل بمفردات واضحة وقليلة العدد، مثل: " قررت أن أزيدك 15 دقيقة إضافية ولكن بشرط ألا أسمع أي صراخ أو بكاء عند إغلاق جهاز التلفاز. أموافق؟". في بداية ممارسة الأب مثل هذا الأسلوب سوف يرفض الطفل بشدة ويعلن اعتراضه -بكاء وصراخ كعادته-. لو تنازل الأب وانصاع لتمرده- البكاء- سوف تدوم عادة البكاء. استسلام الأب سوف يضر بتطور شخصية طفله وسوف يجعله يعتاد الانفلات وكسر الأنظمة في كل وقت. 

ماذا يضر الطفل عند قرار استخدام استبدال عادة البكاء؟

يضر الطفل كثيرا توقع الأهل الاستبدال الفوري. أية عادة تحتاج لوقت يمكن أن يمتد لعدد من الأيام أقصاها 21 يوما. أحيانا يحتاج لوقت أطول.

على الأهل تحمّل زمن مرحلة الاستبدال لأنها سوف تعود على تطور شخصية الطفل بالخير وبالصحة العاطفية. لا للعصبية أو الانفعال ونعم للصبر والهدوء. لا للتوبيخ أو الإهانة ونعم للثبات على النظام بالترغيب المشروط. الخوف من بكاء الطفل ومراضاته على كسر النظام يعكس صورة لنموذج أب ضعيف ومتقلب. أي تردد الأب وتقلبه هو ضعف. مرة ضبطه على النظام ومرة الموافقة على كسره النظام. اطمئنان الطفل لنموذج عاطفي محب وثابت- غير متقلب- هو حاجة عاطفية ضرورية. ذلك هو أسلوب التربية الإيجابي الداعم للسلوك المستحب الذي يساعد الطفل على تطوير شخصية سوية مطمئنة طالما لديه نموذجا عاطفيا ثابتا ومحبا. 

----------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل. 
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]