نظرية دعم "هوليوود" للسياسة الأمريكية تعود للواجهة من خلال فيلم Argo للنجم بن أفيليك، فأبرز وأهم الأفلام الأمريكية كثيراً ما مررت رسائل سياسية لخدمة المصلحة العامة الأمريكية.
فيلم Argo يسرد عملية احتجاز الرهائن الأمريكيين عام 1979 بعد الثورة الإسلامية بإيران، عندما تم الهجوم على السفارة الأمريكية واحتجاز بعض الرهائن، وقتها هرب 6 من الموظفين في السفارة واختبأوا في منزل السفير الكندي بإيران، فكانت الـCIA تحت ضغوط كثيرة لإخراجهم.
ويرى خالد مجدوب، المتخصص في النقض السينمائي، أن السينما ليست فقط أداة للترفيه، بل هي أداة مهمة جداً وسلاح خطير يستخدم لتمرير رسائل معينة ولتمرير أجندات سياسية معينة ولنشر أيديولوجيات خاصة ببعض الدول وبعض الثقافات.
وأضاف أن الجمهور غالباً يكون غير مدرك وغير واع، وعادة ما يتعرض لنوع من التأثير ولا يدرك أن هناك رسائل تمرر عبر هذا الفيلم أو ذاك.
وأشار إلى أن هذه الرسائل عادة ما تدعم أيديولوجيات معينة وأفكاراً مهمة لتدعم سياسات لدول كبرى، فالمشاهد العادي عادة لا يدرك هذا الشيء، لكنه يخرج من الفيلم متأثراً ومتطبعاً بما أرادوا له أن يتأثر به.
ويرى مجدوب أن واشنطن تستخدم هوليوود كأداة فعالة جداً وسلاح فعال جداً لتمرير رسائلها السياسية منذ زمن، فجاء Argo في وسط حالة الإحباط التي يعيشها المواطن الأمريكي في ظل الأزمة الاقتصادية وهزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية، فالشعب الأمريكي أصبح في حاجة لأن يتذكر بعض البطولات التي يمكن أن ترفع من الحالة المزاجية لدى المواطن الأمريكي عامة.
فكان من الضروري أن يعرض هذا الفيلم في هذا التوقيت لتذكير الشعب الأمريكي بالقيم والمفاهيم والمثل التي تمثلها هذه الدولة الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية)، "فقط ليذكروا المواطن الأمريكي بأن دولتك ما زالت الدولة العظمى الوحيدة في العالم".
وكان فيلم Spider-Man الذي أنتج في 2002 مهماً جداً في تمرير تلك الرسائل السياسية، حيث إن البطل الخارق كان يجسد أمريكا بكل قيمها ومثلها.
يرى مجدوب أن توقيت عرض الفيلم كان مهماً جداً، لأن في 2002 كانت أمريكا بأسوأ حالة نفسية مرت بها في تاريخها الحديث، فكانت تلك الفترة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، فقد اهتزت ثقة الأمريكان بأنفسهم.
وأضاف مجدوب: "كان الخطاب مباشراً في ذلك الفيلم، فنرى Spider-Man يهجم مباشرة على العدو الذي يريد تدمير مدينة نيويورك، فالأمريكان كانوا في حاجة إلى الدفاع عن أنفسهم حتى ولو عن طريق التمثيل السينمائي". وأرادت الإدارة الأمريكية أن تشعر الشعب الأمريكي بأن هناك أحداً يحمي ظهوركم.
وإستطرد مجدوب قائلاً: "إن صناعة الفيلم الأمريكي ترتكز على ثلاث مدن مهمة. فواشنطن هي التي تقرر المضمون، خصوصاً إذا كانت تريد تمرير رسائل سياسية معينة. ونيويورك هي التي تأتي بالمال، لأن وولستريت تقع بنيويورك وكذلك اللوبي اليهودي كله يتمركز بنيويورك. وهوليوود هي التي تنفذ".
أما فيلم The Dark Knight ففبه رسائل مهمة جداً لأنه جاء في منتصف حرب الرئيس السابق جورج بوش الشعواء ضد الإرهاب. فهذه الحرب كلفت الشعب الأمريكي غالياً جداً.
وأشار مجدوب الى أن Batman بفيلم The Dark Night كان يمثل الـCIA بكل سطوتها وجبروتها. وأضاف: "لقد مثل كل ما كانت تفعله الـCIA تحت إدارة بوش. وأراد هذا الفيلم أن ينتقد هذه الإدارة بشكل مباشر وصريح وعلني".
[email protected]
أضف تعليق