مع بداية العام الدراسي الجديد والتوقعات التي يبنيها مجتمعنا على الشريحة الطلابية في بناء ورقي مجتمعنا في الداخل الفلسطيني وفي ظل حالة المد والجزر التي تعيشها الحركة الطلابية العربية في الجامعات الاسرائيلية يأتي هذا المقال والذي يمتزج فيه الرأي النقدي البحثي ونتاج التجربة الشخصية من خلال دوري كرئيس للجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا. يأتي هذا المقال للتشديد على ضرورة اعادة تنظيم العمل الطلابي في الجامعات وبناء هيئات ولجان الطلاب العرب المستقلة والتي تمثل طلابنا العرب في الجامعات الأمر الذي يجب أن يكون في طليعة أهداف الحركات الطلابية في الجامعات.

لقد كان العمل على بناء لجنة الطلاب العرب في السنين القليلة الاخيرة حصيلة قناعة بأن بناء مؤسساتنا الوطنية هو واجب في ظل ظروف طلابنا العرب في الجامعات هذه الظروف التي تمتزج بالعنصرية والتمييز اضافة لضعف نقابات الطلاب اليهودية وسيطرة اليمين عليها اضافة للتهميش المنهجي من قبل هذه النقابات في طرح قضايانا والوقوف في وجه طلابنا العرب وقضاياهم.

لقد كان لنجاح لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا خلال العام المنصرم خير دليل على إمكانية التغيير وبناء جسم تمثيلي قوي يطرح قضايا طلابنا بقوة وبندية أمام إدارة الجامعة، هذا النجاح المميز يعود لثلاثة عوامل مطلوبة ويجب أن تتوفر بكل عمل طلابي جاد لبناء هيئاتنا الطلابية:

1- الارادة السياسية: الارادة السياسية للكتل الطلابية العربية في الجامعات هي المحرك والدافع في بناء او تقويض لجان الطلاب العرب، فإذا كانت الارادة السياسية سلبية ولا تسعى لبناء هيئاتنا الوطنية فسينعكس ذلك على ضعف في لجان الطلاب العرب وفي بنائها وبالمحصلة ينعكس بالسلب على مكانة طلابنا العرب وعلى موقعهم في الجامعة وتوجه ادارة الجامعة اتجاههم وإذا ما كانت الارادة السياسية ايجابية فستذلل العقبات في طريق بناء لجان الطلاب وتمثيل الطلاب، وتنبع هذه الارادة السياسية من وجود ايمان عميق بضرورة قيام لجان تمثل طلابنا العرب إضافة للأيمان بالتعددية وقبول الاخر داخلنا والسعي للعمل المشترك ضمن قواسمه الكثيرة.

2- التنظيم الصحيح: وهنا يجب الاشارة الى الخلل الكبير الذي تتميز به دساتير لجان الطلاب العرب والاتحاد القطري، وهذه الدساتير يجب أن يعاد صياغتها بحيث تمثّل مشارب مجتمعنا الفلسطيني في الداخل وثوابته، إضافة للحاجة لسد ثغرات دستورية جسيمة أدت لتعويق مسيرة لجان الطلاب العرب لسنوات، فإعادة بناء لجان الطلاب العرب على أساس تنظيمي سليم هو رافعة لهذه اللجان.

3- العمل الدؤوب: إن ما يحرك لجان الطلاب العرب ويرفع مكانتها هو العمل الدؤوب والنشاط الذي يجب أن يتمتع به القيمون على إدارة هذه اللجان، هذا العمل يجب أن يكون ملموساً يهتم لمطالب الطلاب الخدماتية إضافة لحقوقهم السياسية، هذا العمل الدؤوب يجب أن يتوفر فيه الاخلاص والنية الصادقة بخدمة طلابنا.

لقد كانت تجربة العام المنصرم في جامعة حيفا مثمرة وناجحة وقد تعاملت إدارة الجامعة مع لجنة الطلاب العرب بكل جدية على أنها هي ممثل الطلاب العرب الرئيس، كل هذا حصيلة السعي دؤوب لمصلحة الطلاب، وسبقت هذه التجربة تجارب اخرى كانت ناجحة لحد معين، ولكن جميعها يجب أن تستثمر ويبنى عليها لبناء مؤسساتنا الوطنية بشكل سليم.

طبعاً لا يمكن التغاضي عن بعض العقبات والصعوبات التي واجهت وستواجه مسيرة لجان الطلاب العرب والعمل الطلابي في الجامعات فهذه طبيعة العمل الطلابي ولا يمكن القول أن كل عمل اللجان كان كاملاً فهناك أمور لم نستطع – كناشطين وحركات سياسية ولجان طلاب- تحصيلها، ولكن ما لا يمكن نفيه أن لجان الطلاب العرب مع توفر هذه الشروط الثلاث ستصبح على خارطة العمل الطلابي وستمثل جمهور طلابنا وتكون رافعة لنا كفلسطينيين في الداخل ولبنة في بناء مستقبلنا وبناء مجتمعنا ونجاح طلابنا كما أنها ستكون المفتاح لبناء مؤسساتنا الوطنية ومقدمة لبناء كافة مؤسساتنا الوطنية التمثيلية وعلى رأسها لجنة المتابعة، ومن هنا يجب على جميع الكتل والطلاب التكاتف من أجل ذلك ولتكن نقطة الانطلاق والهدف بنفس الوقت مصلحة طلابنا وبناء مجتمعنا، وأن يتم ذلك وفق الية ومنهجية سليمة تحفظ تمثيل طلابنا ومصالحهم ويكون ذلك وفق القواعد الثلاث التي ذكرت انفاً.


 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]