سؤال:
إبنتي عمرها 4 سنوات ونصف. في الفترة الأخيرة ألاحظ غرابة بلعبها. كثيرا ما أغضب من مداعبتها دميتها (دورا) داخل غرفتها. هي لا تكف عن تقبليها، غمرها وخلع ملابسها. يزعجني لعبها فأخطف منها دميتها. حين أسألها عما تفعله مع دميتها (دورا) يكون جوابها: (أنا بحبها وببوسها). أردت أن افهم إن كانت قد رأت أحدا يفعل مثلها. جوابها مرة : (شفت ولد بالروضة كان بالحمام شالح ملابسو وحاطط دورا هناك) ومرة: (لأ)... أشعر بأنها تختلق أجوبتها من خيالها. حين أخطف منها الدمية بغضب وأنا أقول: حرام ( دورا). ممنوع هيك تعملي. هادا كتير بضايقها وبصير واوا وبتزعل منك. يكون ردها: شو يعني!! ليش إنتي والبابا بتبوسو بعض وما بتزعلو؟
هي ترى زوجي أحيانا يقبلني أمامها ممازحا. نحن شديدو الحرص بتصرفاتنا الجنسية ونضبط سلوكنا أمامها ونهتم بحمايتها من كل تصرف غير لائق. إنني أشعر بالانزعاج من تصرفاتها هذه ولا أعرف كيف أمنعها. حاولت مؤخرا سرد قصة ( جسم كُشْكُشْ). أرجو مساعدتك سريعا. ما سبب سلوكها هذا؟ كيف أمنعها؟
الجواب:
لا للقلق. لعب الأدوار الوهمية والخيالية هو من مميزات مرحلتها العمرية. اختلاق الأجوبة الخيالية هو أيضا من مميزات مرحلتها العمرية. من المفيد لها سرد القصص التي تعمل على تطوير شخصيتها من جميع الجوانب. لا شك بأن قصة ( جسم كُشْكُشْ) هي علاجية وتعمل على وقايتها من الوقوع بمخاطر تحرش. من المهم أيضا ومن غير أن تعرف البحث الجاد بشأن تعامل الأطفال في الروضة والتحقق من وجود مراقبة دائمة أثناء وجودهم في الحمام.
لماذا تغمر الطفلة دميتها ولماذا تخلع لها ملابسها وتداعبها؟
تصرف طفلتك هو طبيعي. غمرها دميتها وعناقها هو حاجة عاطفية لطيفة وطبيعية. هي تتعامل معها وكأنها إنسان مثلها. خلعها لملابسها هو أيضا حاجة تشبع لها حب استكشافها وتعمل على تسليتها. كلنا نلاحظ رد فعل الطفل عند مشاهدته صورا عارية. هو يقهقه ويضحك بشكل تلقائي وطبيعي. جميع الأطفال ترغب بالتفلت عراة والهروب من ملاحقة أهلها لهم خاصة عند الاستعداد للاستحمام. هم يتراكضون بحركات طفولية راقصة وطبيعية. العري يثير الطفل خاصة بعد أن يسمع تنبيهات أهله، مثل: عيب، مش لازم، يلا نخبي جسمنا ونلبس ملابسنا...
ماذا عن اللعب الخيالي وهل يمكن تطويره؟
تلك مرحلة عمرية تتميز بالرغبة بلعب أدوار تمثيلية وبوظائف متنوعة. تلك موهبة فطرية تتطور عند الأطفال من جيل الثانية وحتى جيل التاسعة. يعيش الطفل في تلك المرحلة واقعا فيه الكثير من الخيال الواسع. يأتي ذلك الخيال من حالات واقعية مثيرة يعيشها الطفل فتدفعه لتقليدها. هو يقوم بتقليد تصرفات أشخاص يثيرون رغبته بالتمثيل. يراقب من غير قصد كل ما يحيطه من تصرفات، أسلوب تعامل، أنواع مفردات، طريقة حكي، حركات... ويعمل على تقليدها.
في بعض الأحيان يستمد صور لعبه الخيالي من أحداث قصة كان قد سمعها، من فيلم شاهده ولفت انتباهه، من مسلسل ، من سلوك في بيته أثاره، من بعض مهن لاحظها... - سائق، إطفائي، شرطي... هو يعيش بين الواقع والخيال الواسع من غير أي قصد أو برمجة.
ماذا يستفيد الطفل من لعبه الخيالي؟
اللعب الخيالي هو حاجة مرحلية. يتطور ويتسع مجاله مع تطور أعمارهم. تهتم كل مربية روضات وبساتين بحجز زاوية خاصة مجهزة بمثيرات، مثل، ملابس طبيب، عدة نجار، حلاق، دمى وملابس و... لإشباع خيال أطفالها. كلما انكشف الطفل للمزيد من المثيرات الخيالية أكثر كلما تطورت قدرته الإبداعاية وتخيلاته الذهنية. التخيل والإبداع هو نوع من الذكاء الذي يجعل صاحبه، أديبا، مخرجا، ممثلا، مسرحيا...
تلك مرحلة تطوير الابداع والخلق. تظهر من خلال ذلك النوع من اللعب مواهبه. هو يقوم بتمثيل أدوار ويختلق له أيضا صورا ابداعية يقوم باخراجها. فاللعب التمثيلي يشمل عدة وظائف في آن واحد. هو يبني ويخلق المشاهد، يؤلف لها السيناريو المناسب، يختار شخصياتها وهو أيضا يقوم بتمثيل أدوارها... تلك مرحلة عمرية غنية بالخلق وتعمل على تطوير ذكائه الإبداعي. تلك أيضا متنفسه العاطفي والتي من خلالها يعمل على تفريغ ضغوطه اليومية ومصاعبه عند طاعته على تنفيذ القوانين والتنظيمات التربوية. من فوائد اللعب التمثيلي أيضا هو كشف أحداث لتجارب ضارة وأحيانا خطرة كان قد مر بها الطفل. صور لعبة التمثيلي ومواضيعه يجعل الأهل يلاحظون حالته ويعرفون عنها فيهرعون لمعالجتها.
هل بمقدور الأهل استبدال لعب طفلهم التمثيلي؟
كثيرا ما يقلق الأهل من أنواع ألعاب لأطفالهم ويرغبون باستبدالها- كما يحصل مع صاحبة الرسالة أعلاه-. يمكن تحويل أنواع لعبه أو سلوكه بالتوجه التربوي الترغيبي. يمكن ترغيبه بمثيرات مثل، دمية شرطي، رجل إطفائية، رضيع تجعله يرغب بتحويل نوع لعبه الذي يضايق أهله.
امتداح أنواع لعب مستحب يقوم به يجعل الطفل يرغب بتكراره. تجاهل أي لعب غير مستحب- مع أنه بلعبه التمثيلي هذا يختبر العديد من المعارف ويطور إبداعه- سوف يجعله يختفي تدريجيا ومع مرور بعض الوقت سيستبدله بأنواع سلوك أو لعب كان قد تلقى عليه امتداحا وتشجيعا.
كلما منعت طفلتك من لعب معين وأبديت لها قلقا، غضبا، توبيخا، نهيا... كلما ازدادت تعلقا وتكرارا. أنصحك بضمها لناد وتسجيلها ببرامج فنية لتدريبها على فعاليات حركية تمثيلية تعمل على تنفيس ضغوطها وتطوير موهبتها.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق