كشفت تقارير إعلامية عبرية عن خطة جديدة متعددة السنوات أعدّها مجلس التعليم العالي، تقضي بتخصيص أكثر من 300 مليون شيكل، حتى العام 2016، لدعم وتعزيز مشاركة الطلاب العرب في جهاز التعليم العالي.
ومن بين المعطيات التي أشير إليها، أنّ نسبة الطلاب العرب 11% في اللقب الأول، و7% في اللقب الثاني، و3% في اللقب الثالث، و2% في الكادر الأكاديمي. ويقبِل الطلاب العرب بكثافة على دراسة المواضيع الطبية، حيث تبلغ نسبتهم في موضوع الصيدلة 42%، وفي التمريض 36%، وفي الطب 22%. بالمقابل تتدنى نسبتهم إلى 6% في مواضيع الهندسة (باستثناء الهندسة المدنية) و5% في إدارة الأعمال و3% في الزراعة.
• نسبة تسرّب عالية
كما يتبيّن من المعطيات أنّ نسبة التسرّب بين الطلاب العرب في الجامعات تصل إلى 15,4% (مقابل 10,8% بين الطلاب اليهود). وتزداد الفجوة في كليات الهندسة حيث تصل نسبة التسرّب بين الطلاب العرب إلى 25% (مقابل 14% بين الطلاب اليهود). وفي حين ينهي 53% من الطلاب اليهود اللقب في وقته المحدد، ينهي 36% فقط من الطلاب العرب اللقب في الوقت المحدد. ويعود هذا إلى الصعوبات الأكاديمية واللغوية والاجتماعية-الاقتصادية التي يواجهها الطلاب العرب.
وتبلغ نسبة الطلاب العرب في كليات إعداد المعلمين 24,5%. أما في الجامعات فتبلغ نسبة الطلاب العرب في جامعة حيفا أكثر من 30%، وفي الجامعة العبرية 12%، وفي جامعة تل أبيب 9%، وفي جامعة بن غوريون في النقب 5%، وفي جامعة بار إيلان 3%.
• توصيات هامة
ويستند جزء كبير من الخطة إلى توصيات مذكرة الموقف التي قدمها مركز حراك لدعم التعليم العالي في المجتمع العربي بالتعاون مع اتحاد الطلاب العام ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، في حزيران 2011، وتوصيات شبيهة قدّمها "دراسات" – المركز العربي للحقوق والسياسات. ومن أبرز ما جاء في خطة مجلس التعليم العالي:
• أن تقوم كل جامعة وكل كلية بإعداد خطة متعددة السنوات لاستيعاب الطلاب العرب في مختلف المجالات وكذلك في الدراسات العليان يشارك مجلس التعليم العالي في تمويلها؛
• تخصيص مبلغ 4,666 شيكل تكون بمثابة "سلة خدمات" عن كل طالب عربي جديد، تهدف إلى خفض نسبة التسرّب وتعزيز نسب النجاح في السنة الأولى، من خلال الدعم الاجتماعي والأكاديمي؛
• تخصيص 1,824 شيكل عن كل طالب لدورات خاصة لتعزيز المهارات في اللغة العبرية، تجرى قبل بداية العام الدراسي بشهرين؛
• ترجمة مواقع الجامعات والكليات للغة العربية وتشجيع تدريس مواضيع ومساقات باللغة العربية؛
• رصد 300 ألف شيكل لفتح 25 مركز معلومات في القرى والمدن العربية حول التعليم العالي وشروط القبول ومصادر المنح؛
• تخصيص موارد لزيادة استيعاب ونجاح الطلاب العرب في معاهد السنة التحضيرية؛
• تخصيص منح تفوّق للباحثين العرب ومتابعة نتائج كل مؤسسة في استيعاب الكادر الأكاديمي.
• حراك: الامتحان في التطبيق
واعتبر مركز حراك أنّ هذه الخطة تتجاوب بشكل جزئي مع مطالبنا، ولكنها لا تقدّم إجابات على عدّة قضايا، ومنها: تحديد جيل القبول، امتحان البسيخومتري، التمييز في المنح والمساكن والخدمات بذريعة "الخدمة العسكرية"، عدم استيعاب العرب في الكوادر الأكاديمية والإدارية، وعدم تطوير بنى تحتية للتعليم العالي في القرى والمدن العربية، لا سيما قضية تمويل مؤسسة الناصرة الأكاديمية.
ومع ذلك – أضاف مركز حراك – فإنّ هذا التجاوب هو بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح لأنه يشكّل اعترافًا بخاصيّة الطالب العربي والحاجة إلى رصد موارد خاصة للتعويض عن التمييز والفجوات. لكن الامتحان الأساسي في التطبيق، لأننا نريد أن يستفيد طلابنا من هذه الموارد وأن نرى نتائج هذه الموارد تنعكس في نسبة الطلاب العرب وجودة تعليمهم.
وأكد مركز حراك: سنواصل وشركاؤنا العمل لإحقاق المساواة التامة في الفرص والحقوق وإلغاء كافة أشكال التمييز المباشر وغير المباشر ضد الطلاب العرب والمؤسسات الأكاديمية العربية والمجتمع العربي عمومًا.
[email protected]
أضف تعليق