نظمت جمعية اقرأ لدعم التعليم في المجتمع العربي اول امس السبت مؤتمر الطلاب الجامعيين العرب 2012/2013، تحت عنوان "مجتمع كامل ينتظرك"،في قاعة "السيناماتيك" في مدينة الناصرة، بحضور نحو 350 طالبًا وطالبة جامعية.
وطرح المؤتمر من على منصته موضوعات هامّة تخص دور الطلاب الجامعيين، ومنها دوائر الاهتمام بالطالب العربي وواجب الطالب الجامعي في التنمية الاجتماعية في ضوء أزمات المجتمع العربي وواجبه في التثقيف السياسي في ضوء تحديات الهوية وموضوعات أخرى.
وشارك في المؤتمر الذي تولى عرافته الطالب الجامعي أيمن دقّة وافتتحه عبد الله زيدان بتلاوة من القرآن الكريم، كلّ من نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال خطيب، ومدير مركز مسار للأبحاث والمحاضر في كلية "بيت بيرل" د. خالد أبو عصبة ورئيس جمعية اقرأ الأستاذ نسيم بدارنة والباحث في مركز الدراسات المعاصرة- أم الفحم صالح لطفي والطالب أحمد بشناق.
نسيم بدارنة: نحن نؤمن في اقرأ أن كلّ عمل صالح هو عبادة لله سبحانه وتعالى وخدمة مجتمعنا هي خدمة لهذه الحياة
وفي الكلمة التي ألقاها الأستاذ نسيم بدارنة رحّب بالحضور، وقال موجها كلامه إلى الطلاب والطالبات: "لأنكم أنتم الأمل في الخروج مما يعاني منه مجتمعنا في داخلنا الفلسطيني، وهو الذي تعصف فيه العديد من الرياح، رياح المشاكل الاقتصادية، عواصف المشاكل السياسية والاجتماعية والنفسية، فمن يكون لتلك المهمة إن لم يكن أنتم، من يقوم بذلك الهم إن لم تكونوا أنتم الأمل ولا تخافوا، دائمًا نقول أنّ الطالب الجامعي هو القائد، هو الأمل، كلّ إنسان قائد في مكانه".
وأضاف: "مجتمعنا تعصف فيه العديد من الرياح المؤامرات حتى يتفكك ويتفتت ويهل اختراقه لكن لنا أمل تحت هذا العنوان أن يكون طلابنا الدرع والحصن لهذا المجتمع، نحن نؤمن في اقرأ أن كلّ عمل صالح هو عبادة لله سبحانه وتعالى وخدمة مجتمعنا هي خدمة لهذه الحياة، نحن نؤمن بها هذه طريقنا هذا سبيلها، لهذا ولدنا لعبادة الله سبحانه وتعالى من خلال صنع المعروف ومن خلال فعل الخير وما أعظم أن تكون أنت الأمل لمجتمع حقيقة في الخارج ينتظرك".
وفي مقطوعة أدبية ألقى الطالب أحمد بشناق كلمة تحدّث فيها عن دور الجمعية والإدارة الطلابية فيها في دعم الطالب العربي الجامعي وتاريخ نشأتها حيث انطلقت من جامعة حيفا كفكرة شبابية بنهج إسلاميّ قبل أكثر من عقدين، وقال: "ها نحن أخوتي نجدد معكم اللقاء عامًا بعد عام لنجدد العهد والوفاء ولنجدد البيعة لمرشدنا ومعلمنا الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم، اقرأ كانت الكلمة الأولى حملناها منهجًا وآية ونبراسًا أنار لنا الطريق، كانت فكرة حرات وجالت في خواطر شباب كان طموحهم السماء ولم يرضوا يومًا بالأفكار المشوهة والمشاريع التبعية، بل قرروا أن يكونوا الرقم الصعب في المعادلة والنجوم الساطعة في سماء الحركة الطلابية وأن يكتبوا أسماءهم بأحرف من نور ويسطروا مواقفهم في كتاب مجتمعنا وأمتنا فكانت بذرة بذرناها في أرضٍ نقيّة وسقيناها بماء البذل والعطاء حتى أضحت اليوم شجرة مباركة تغرس جذورها عميقة في الأرض وتنموا بأغصانها لتداعب نجوم السماء تكاد ظلالها وثمارها تصل كل مكان فالفكرة باتت مشروعًا للنهضة والبناء".
وفي كلمته التي ألقاها قال الشيخ كمال خطيب قال مخاطبًا الطلاب والطالبات: "إنّ المجتمع ينتظركم لأنّ الآمال معقودة على هؤلاء الأبناء اليوم فأنتم في عيون آبائكم أبناء وإنما أنتم بعيون مجتمعكم البنات الذين يحفظون سير هذا المجتمع ويحفظ قوام هذا المجتمع ويحفظون بوصلة هذا المجتمع، أنت اليوم طالب وأنت غدًا ممن يجلس على مقود سفينة هذا المجتمع، يجب أن لا يقودها إلا إلى برّ الأمان وإلى شاطئ السلام".
وأضاف: "إن لكل طالب وطالبة طموح بعد أن تخرج بعد اذ اختار الموضوع الذي اختص فيه ودرسه، في بناء ذاته الاجتماعية ولكن هذا لا يمكن أن يأتي بمعزل عن اسمراره أن يكون لبنة من لبنات هذا المجتمع وعلى أن يكون حجر زاوية من حجارة هذا البيت ، مجتمعنا ولا شكّ فيه الكثير من المظاهر السلبية وفيه الكثير من الأمراض الاجتماعية وفيه الكثير من الاشكالات والتعقيدات الفكرية والسياسية الاقتصادية والأمنية، هذه كلها مع بعضها البعض تشكّل هاجسًا لعل هذا الهاجس يقعد البعض بحيث لا يمكن التصحيح وفي المقابل هذا الواقع يعطي للبعض الآخر العزم والاصرار على ضرورة التغيير والتصحيح والتصويب والترشيد".
د. خالد أبو عصبة: ضعف القراءة في العالم العربي قياسًا بالعالم الغربي وركاكة اللغة العربية لدى طلابنا..
الدكتور خالد ابو عصبة مدير مركز "مسار" للأبحاث ومحاضر في كلية "بيت بيرل" تحدث عن واجب الطالب الجامعي في التنمية الاجتماعية في ضوء ازمات المجتمع العربي حيث بدأ محاضرته بأسئلة حول "مجتمعنا العربي؛ هل هو مجتمع تقليدي ام انه يبحث عن الحداثة؟".
تطرق بعدها الى "حاجة المجتمع العربي ليعتمد ويُؤسس على موروثه الحضاري، وان يكون لأفراده تربية مجتمعية ونبض قيمي يوحده مع الحاجة الى تباين فكري لكن مع ضوابط، والسعي لبناء مجمع متطور اقتصاديًا وثقافيًا وعلميًا".
وشدد خلال محاضرته على "ضرورة الانتاج المعرفي لنملك القوة ولأننا نفتقدها وبدونها لن يكون هناك انتاج اقتصادي"، مشيرًا الى "ضعف القراءة في العالم العربي قياسًا بالعالم الغربي وركاكة اللغة العربية لدى طلابنا".
الباحث صالح لطفي مدير مركز الدراسات المعاصرة القى محاضرة تمحورت حول واجب الطالب الجامعي في التثقيف السياسي في ضوء تحديات الهوية، فذكر "مركبات الهوية وانها تتطور دائمًا، ورغم رفض مجتمعنا للرواية الصهيونية الا اننا لم نبن رواية خاصة بنا".
وقال: "ان على الطالب ان يملك الارادة والادارة في ذات الوقت، وان يتميز في تعليمه". وحذر من "التحديات الخارجية والخدمة المنية خاصةً، وهذا يستوجب من الطالب ان يكون مؤثرًا وذلك يستلزم منه افكارًا ابداعية والجرأة والطموح وان يسير بعكس التيار كما ان عليه ان يكون قارئًا مثقفا".
وكرمت جمعية "اقرأ" خلال المؤتمر الفائزين في المسابقة الرمضانية التي اعلنت عنها جمعية اقرأ خلال شهر رمضان المبارك وهي عبارة عن حفظ سورة الحديد وسورة الانفال.
وقدّم فادي بدارنة عرض فكاهي هزلي لاقى استحسان الحضور، كما أقيمت ورشات عمل طلابية تهدف إلى العصف الذهني لدى الطلاب المشاركين لاستخراج مبادرات شبابية حول موضوع تعزيز الهوية والانتماء، وهي عبارة عن ثلاث ورشات أشرف عليها كلّ من الدكتور محمود خطيب مدير جمعية اعمار والاستاذ رؤوف حمود والطالب الجامعي إبراهيم خطيب، وقدم الطلاب العديد من الأفكار الشبابية التي تخص الطلاب الجامعيين والطلاب الثانويين، كما اجري سحبٌ على جهاز آي باد. حيث فازت به إحدى الطالبات.
واختتم المؤتمر بتوصيات هامة قدمها الاستاذ رؤوف حمود ومها تفعيل دور الطلاب والعمل على زيادة الوعي والانتماء ودعم التعليم والطلاب الجامعيين وتعزيز التعاون للتصدي للتحديات الخارجية وتفعيل العمل التطوعي.
[email protected]
أضف تعليق