رغبتها في اكتشاف كل ما هو جديد، والتعرف على الثقافات الأخرى والجديدة، كان الدافع الأول، لأن تختار الطالبة يارا ضوّ، من مدينة حيفا، الدراسة لقب أول في موضوع علم النفس في ايطاليا، لم تُخطط يارا للدراسة في ايطاليا، " حدث الأمر بسرعة، كنت أتحدث مع أختي مروة وصديقتي نتالي، عن نيتي للدراسة في الخارج، فاخترنا ايطاليا، وهذا ما حصل".

حصلتْ يارا على لقب أول في موضوع علم النفس، أثناء دراسته في ايطاليا، لم ينته طموحها العلمي عند اللقب الأول، فقررت أن تستمر في دراستها والحصول على لقب ثانٍ في نفس الموضوع، فكان اختيارها الدراسة في هولندا.

وعن سبب اختيارها للدراسة في هولندا قالت: " من خلال دراستي في إيطاليا، اشتغلت على وظيفتي النهائية مع أستاذ الذي تعلم وعلم في هولندا، بعد أن انهيت الوظيفة معه دعاني للتحدث ونصحني في الدراسة في هولندا. قال لي أن الدراسة هناك ممتعة وأن الجامعة ممتازة لدراسات علم النفس. وهكذا اخترت هولندا " .

بين الصعوبات والتحديات..

واجهت يارا صعوبات كثيرة بداية دراستها، ذكرتْ منها: " السكن، التمكن من اللغة وطبعاً الاشتياق للأهل والأصحاب في البلاد".

وتابعتْ، عندما ذهبت لأول مرة إلى إيطاليا، كانت لغتي من ناحية التكلم في الحياة اليومية جيدة، فكنت أقدر أن اذهب لاشتراء الخبز والبيض وما شابه، لكن لغة الجامعة تختلف تماماً، فهي صعبة جداً. في بداية دراستي كنت أواجه مشكلة فهم ما يقوله الأساتذة، لكن مع الوقت تعرفت على أصحاب كثيرة، ووجدت شغل في حانوت بوظة لمدة سنتين، وهكذا لغتي تحسنت وأصبحت قادرة على التكلم بشكل ممتاز، هذا في ايطاليا، أما بالنسبة للدراسة في هولندا، فلحُسن الحظ الدراسة فيها باللغة الإنجليزية، لهذا لا أجد صعوبات كثيرة في التعليم، فمنذ صغري لغتي الإنجليزية ممتازة.

الاشتياق للأهل..

وأتمت حديثها، كان اشتياقي لأهلي، يتجدد دائمًا، وسيبقى دائماً موجود، اتصاليهم بي بشكل يومي تقريبًا يُخفف عني حدة الاشتياق، ويُحسسني بوجودهم الدائم حولي، فرغم البعد الجغرافي فهم يُساعدوني ويدعموني دائمًا.

أوقات الفراغ.. والأصدقاء

وعن سؤالنا لها، حول تمضية وقت الفراغ، ووجود زملاء لها من البلاد قالت: " في إيطاليا وخاصةً في باري هناك الكثير من الطلاب العرب من الناصرة، شفاعمر، جسر الزرقاء وحيفا. خلال دراستي هناك تعرفت على الكثير منهم. في هولندا لم أجد طلاب عرب من البلاد، بل هناك طلاب يهود.

أما بالنسبة لوقت الفراغ، بصراحة، لا أجد لا يوجد لدي وقت فراغ، فالدراسة تطلب الكثير من التركيز وبذل المجهود، لكن عندما كنت في إيطاليا سمحت لي الفرصة أن اذهب إلى لندن، وطبعاً زرت أيضاً مناطق في إيطاليا مثل روما وفيرنزي وما شابه.

من هولندا ذهبت إلى إيطاليا، وقريباً أريد أن اذهب إلى بلجيكا وألمانيا، طبعاً فقط إذا وجدت الوقت.

حلم فتح عيادة للعلاج النفسي..

وعن حديثنا معها عن المستقبل، واستكمال الدراسة حتى اللقب الثالث قالت: " عادةً لا اخطط مستقبلي، فأنا لا أحب أن أبرمج حياتي وطريقي والأماكن التي سأتعلم بها في المستقبل ، لكن الشيء الذي أنا متأكدة منه هو أني أريد أن أتابع طريق تعليمي تجاه العلاج النفسي، فحلمي هو أن أفتح عيادة خاصة لي وأن أعالج فيها عن طريق العلاج النفسي. لهذا يجب أن أتعلم ثلاثة سنوات أخرى. لقد سمعت أن في البلاد، تعليم العلاج النفسي مستواه عالي، فدراسته في البلاد ممكن أن تكون جيدة ومفيدة. وطبعاً إذا تابعت دراستي في البلاد هكذا أقدر أن أكن قريبة إلى عائلتي، وهذا الشيء مهم جداً بالنسبة لي."

بُـكرا: هل استفدت من تجربة التعلم خارج البلاد- أم أنك لا تجدين أي فرق في شخصيتك اذا كان ذلك داخل أو خارج البلاد؟

يارا: "التعليم خارج البلاد صعب، فالبعد أحياناً متعب، لكن من ناحية أخرى إن هذه التجربة تجربة مميزة وجميلة جداً. وجودي خارج البلاد علمني الكثير عن المسؤولية، فأنا الان أثق بنفسي أكثر، الان أعلم انني قادرة على تدبير اموري أينما كنت ومهما شئت. تجربة كذلك تعلمك الإتكال على نفسك عندما الحياة تصعب الأمور عليكي. انها تمنحك أيضاً الاماكنية على التعرف على حضارات جديدة، أماكن جديدة، ثقافات جديدة، لغات جديدة، وهذا شيء جميل جداً ".

بُـكرا: نصيحة لأي طالب يفكر في التعلم بالخارج؟

يارا: "نصيحتي هي إذهب! أعطي نفسك الفرصة أن ترى أشياء جديدة وتكتشف أشياء التي لم تكن تعرف عن وجودها من قبل. رأيي هو أن كل انسان يجب أن يمر في هذه التجربة حتى ولو مرة وحتى ولو لفترة قصيرة".

وبدورنا في موقع بُـكرا، نتمنى للطالبة يارا سليم ضو النجاح في دراستها، وتحقيق أحلامها وأمنياتها، والنجاح لجميع طلابنا أينما كانوا..
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]