لماذا يلبس ابني الصبي فساتين البنات؟

تصوير: lindsay morris

سؤال:

أنا أم لأربعة أولاد. كنت قد استشرتك من قبل بأمور كثيرة. أنا اليوم عندي طفل عمرة 3 سنوات. هو طيلة الوقت يقوم بارتداء ملابس البنات.

أقصد الفساتين. يقوم برفع شعره كما البنات. يرقص مثل العرايس ويتمايل. أجرب في كل الأحوال أن أمنعة. أحاول مرارا أن أفهمة بأنه ولد وبأنه العريس وليس العروس. أجبره أن يخلع ملابس البنات ولكنة يبدأ بالصراخ ولا يتوقف عن ذلك حتى إن مرت ساعة .الحقيقة بت لا أعلم ما العمل. أطلب مساعدتك لفهم حالته التي يعيشها. أنا قلقة. لك جزيل الشكر والعرفان.

الجواب:

لا للقلق. الطفل بتلك المرحلة العمرية يعيش حالة من الخيال فيقوم بتقليد أدوار لنماذج يعرفها ويتأثر بها. لا خوف في تلك المرحلة العمرية من دوامها أو تطوير حالة انحراف. هو يكتشف ويستطلع.

ماذا عن حالة الخيال؟

تلك مرحلة عمرية تتميز بالرغبة بلعب أدوار تمثيلية وبوظائف متنوعة. تلك موهبة فطرية تتطور عند الأطفال من جيل الثانية وحتى جيل التاسعة.

يعيش الطفل في تلك المرحلة واقعا فيه الكثير من الخيال الواسع. يأتي ذلك الخيال من حالات واقعية مثيرة يعيشها الطفل فتدفعه لتقليدها. هو يقوم بتقليد تصرفات أشخاص يثيرون رغبته بالتمثيل. يراقب من غير قصد كل ما يحيطه من تصرفات، أسلوب تعامل، أنواع مفردات، طريقة حكي، حركات... ويعمل على تقليدها.

في بعض الأحيان تكون تلك الحالة هي من أحداث قصة كان قد سمعها، من فيلم شاهده ولفت انتباهه، من مسلسل ، من سلوك في بيته أثاره، من بعض مهن لاحظها... - سائق، إطفائي، شرطي... هو يعيش بين الواقع والخيال الواسع من غير أي قصد أو برمجة.

هل لهذا النوع من اللعب فوائد؟

بالطبع نعم. تلك مرحلة تطوير الابداع والخلق. تظهر من خلال ذلك النوع من اللعب مواهبه. هو يقوم بتمثيل أدوار ويختلق له أيضا صورا ابداعية يقوم باخراجها. فاللعب التمثيلي يشمل عدة وظائف في آن واحد. هو يبني ويخلق المشاهد. هو يؤلف لها السيناريو المناسب. هو يختار الشخصيات وهو أيضا يقوم بتمثيل أدوارها... تلك مرحلة عمرية غنية بالخلق وتعمل على تطوير ذكاء الطفل الإبداعي. تلك أيضا متنفسه العاطفي والتي من خلالها يعمل على تفريغ ضغوطه اليومية ومصاعبه التي يواجهها أثناء تنفيذ القوانين والتنظيمات التربوية. من فوائد اللعب التمثيلي أيضا هو كشف أحداث لتجارب ضارة كان قد مر بها الطفل ومن خلال لعبة التمثيلي يمكن أن يعرف عنها أهله أو مربيه.

هل بمقدور الأهل استبدال سلوك طفلهم التمثيلي؟

كثيرا ما يقلق الأهل من أنواع سلوك لأطفالهم ويرغبون باستبدالها. فالأم التي يضايقها لعب طفلها التمثيلي وترغب باستبداله عليها باستخدام أسلوب التربية الإيجابي الذي سوف يساعد على تحويل أنواع لعبه أو سلوكه. قهره وإلزامه بسلوك معين يجعله يزيد من تكراره وتطرفه. امتداح أنواع لعب مستحب يقوم به يجعل الطفل يرغب بتكراره. تجاهل أي سلوك غير مستحب- مع أنه بلعبه التمثيلي هذا يختبر العديد من المعارف ويطور إبداعه- سوف يجعله يختفي تدريجيا ومع مرور بعض الوقت سيستبدله بأنواع سلوك أو لعب كان قد تلقى عليه امتدحا وتشجيعا.

كلما منعت طفلك وأبديت قلقا، غضبا، توبيخا، نهيا... كلما ازداد تعلقا وتكرارا.أنصحك بضمه لناد وتسجيله ببرامج فنية لتدريبه على فعاليات حركية تمثيلية تعمل على تنفيس ضغوطه وتطور موهبته. تلك الفعاليات تدفعه للقيام بأنشطة رياضية وفنية متنوعة.

----------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04